موقع عربي : حسابات السعودية تتعقد في اليمن على وقع تقدم أنصار الله

 

في كل يوم تتضح أكثر فأكثر نتائج التورط السعودي في المستنقع اليمني، فالمملكة كانت تعتقد أن العدوان نزهة، إلا أنه كبدها العديد من الهزائم والخسائر في المال والأرواح، والخسارة الجديدة التي تضاف إلى قائمة الهزائم السعودية في اليمن هي خسارة مناطق في الداخل السعودي لحساب الجيش واللجان الشعبية وحركة أنصار الله.

مناطق سعودية تحت السيطرة اليمنية

أعلنت جماعة أنصار الله مؤخرًا عن سيطرتها على عدد من القرى التابعة لمحافظة جازان، جنوبي المملكة العربية السعودية. ونقلت وكالة سبأ اليمنية، عن مصدر عسكري، أن الجماعة سيطرت على قريتي الكرس والدفينية، وقرى شرق موقع البحطيط، وأسفل موقع القرن في محافظة جازان، كما أفاد المصدر أن الجماعة سيطرت على الجسر الرابط بين منطقتي قائم زبيد والعبادية، والطريق العام لمنطقة الخوبة في جازان.

وعلى صعيد الخسائر السعودية في هذه المعركة، قال المصدر إن العملية العسكرية التي وصفها بالواسعة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الجنود السعوديين، وتدمير 6 عربات برادالي ودبابتي أبرامز، وإعطاب آليتين في الطريق العام بمنطقة الخوبة.

وأشارت الوكالة إلى أن طائرات الأباتشي التابعة للتحالف العربي قصفت مناطق الخوبة بشكل مكثف؛ لإعاقة العملية العسكرية لأنصار الله، لكن دون جدوى. ووفقًا لمصادر الجيش واللجان، فإنهم، وبالإضافة لأنصار الله، يفرضون سيطرة نارية على 7 مدن كبرى بمنطقة جيزان أيضًا هي: الجوة، العارضة، أبو عريش، صامطة، أحد المسارحه، فيفا، داير بني مالك، وعلى عشرات المدن الصغيرة والقرى الحيوية.

نجران وعسير

لم يختلف المشهد في نجران عنه في جازان، فسحب الدخان التي خلفها القصف اليمني غطت موقعي نهيقة والعش السعوديين بعد احتراق عدد من الآليات وتدمير مخازن الأسلحة فيهما، كما استهدفت مدفعية موقع رقابة الشعبة، ودمرت برج المراقبة في موقع المجازة العسكري السعودي في عسير، وتم استهداف تجمع للجنود السعوديينَ غرب مدينة الربوعة بعدد من قذائف المدفعية. وبحسب مصادر يمينية فإن السيطرة النارية تطال مدينة فرشة قحطان ومدينة ظهران الجنوب وشمال ظهران الجنوب.

الهاجس السعودي

يبقى الهاجس الأكبر للغازي السعودي هو اليمن الحاضرة عسكريًّا في جنوب السعودية بثقل عسكري كبير، والتي تشير تقديرات الاستخبارات اليمنية مدعومة بتقارير استخبارية إقليمية وغربية إلى أنها ستصبح قريبًا القوة العسكرية الأولى في حسم المعركة، وأنها ستحافظ على هذا التفوق العسكري اليمني حتى بعد العدوان، وهي مؤشرات لا تبعث بالاطمئنان في السعودية، خاصة أن حليفها اليمني، الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، لا يحقق انتصارات في الداخل اليمني، ففي لحج انتفضت قبائل يافع وآل حسن ضد ميليشيات هادي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم، وفي الجوف صدت القوات المشتركة هجومًا للمرتزقة باتجاه منطقة الصبرين بمديرية خب والشعف، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم، وأفشل الجيش واللجان الشعبية هجومًا للمرتزقة باتجاه جبل الشبكة بمديرية الصلو بمحافظة تعز.

وفي مأرب قتل وأصيب عدد من مرتزقة العدوان السعودي بقصف مدفعي وصاروخي يمني استهدف تجمعاتهم بجبل صلب بالجدعان بمأرب.

وبعيدًا عن حسابات الداخل والخارج في اليمن، فإن على السعودية أن تبدأ جديًّا في إجراء حسابات دقيقة ومعقدة حول عدوانها على اليمن، خاصة بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب إلى الحكم، فترامب توعد بالقضاء على داعش التي بدأت تستفيد هي وتنظيم القاعدة من الفراغ الذي أحدثته آلة الحرب السعودية في الأراضي اليمنية، وهو الأمر الذي عزز انتشار هذه التنظيمات الإرهابية في اليمن، فحتى لو غض ترامب الطرف عن داعش وتنظيم القاعدة في اليمن، فإن ذلك سيكون مقابل أن تزيد المملكة من قيمة صفقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي سيكبد الخزينة السعودية خسائر فادحة في ظل تدهور أسعار النفط، ما سيدفعها إلى المزيد من الاقتراض وسياسة التقشف، وهو الأمر الذي من شأنه أيضًا أن يربك علاقاتها بترامب، فالرئيس الجمهوري كان قد توعد السعودية بالذبح في حال نضوب حليبها.

البديل

قد يعجبك ايضا