موقع دولي: من اليمن مشاهد تُعرض للمرّة الأولى و”رسائل مشفرة” تنذر بعواقب وخيمة على التحالف

المتابع للوضع اليمني يعرف جيداً أن دول العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) ما زالت تسير في خط معاكس للجهود السياسية والأممية لوقف الحرب على اليمن، حيث إن تصرفات دول العدوان خلال كل الفترة الماضية تؤكد عدم التزامها بتنفيذ الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة، فعلى الرغم من الجهد الكبير لحكومة الإنقاذ الوطني في إنجاح الهدنة خلال الفترة الماضية واعتبارها تفتح آفاقاً جديدة للسلام، حيث سبق وأن قالت قيادة أنصار الله إن أي هدنة قائمة على الالتزام بالبنود سوف تساعد المواطنين على تخفيف معاناتهم في التنقل على الأقل كإجراء أولي، ولكن ذلك لم يتحقق بسبب التعنت السعودي وعدم الالتزام بالاتفاقات.

بين فترة وأخرى توجه قيادة أنصار الله تحذيرات للتحالف السعودي الإماراتي وتؤكد أن الشعب اليمني ما زال يمضي دوماً في مساراته الاستراتيجية نحو التحرر والاستقلال ورفض كل أشكال الهيمنة والوصاية والتبعية لقوى الشر والعدوان وأدواتها في المنطقة، فتضحيات الشعب اليمني وفي طليعته أبطاله منتسبو الجيش واللجان الشعبية في مواجهة المعتدين وأذنابهم، وانتصارهم لدينهم وعقيدتهم وهويتهم الإيمانية باتت اليوم واضحة، حيث إن ملاحم الاستبسال التي يسطرها أبطال الجيش واللجان في مختلف ميادين وساحات المواجهة ومواقع الشرف والفداء انتصاراً لليمن وتطلعات شعبه قد لقنت الغزاة الطامعين عبر تاريخه القديم والمعاصر دروساً قاسية لم ولن ينسوها مهما حاولوا ذرّ الرماد على العيون .. نعم هذه الحقائق والوقائع والأحداث لا يمكن طمس مشاهدها من ذاكرة الأمة مهما حاولت قوى الاستكبار العالمي ووكلاؤها في المنطقة تزييف التاريخ.

من جهةٍ أخرى لا يخفى على أحد أنه منذُ فترة أعيد تنشيط موضوع إحلال السلام في اليمن مع وصول وفد عماني ووفد سعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء لمنع اندلاع الحرب وإبرام اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وهذه هي الزيارة الأولى لوفد رسمي سعودي إلى صنعاء لإحياء محادثات السلام، وهذه المفاوضات، يصفها أنصار الله بأنها جاءت من أجل الشروع في مفاوضات جديدة بين الطرفين لتحسين الوضع الإنساني ورفع الحصار.

“رسائل مشفرة” وعواقب وخيمة على التحالف

يعلم تحالف العدوان جيداً أن أي تحرك سعودي أو أي محاولة للتحالف في اليمن سيكون مصيرها الفشل وسوف تتلقى السعودية ضربات موجعة كما تلقتها في السنوات الماضية حيث إن الجيش اليمني واللجان الشعبية أعلنوا مرات عديدة أنهم على أتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في ممارسة العدوان على اليمن، وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي فهل يفهم التحالف التحذيرات التي تصدر من قبل الجيش في الداخل اليمني؟

وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، الرئيس مهدي المشّاط، أنّ القوات المسلحة اليمنية ستعمل على تطوير ترسانتها العسكرية، مشدداً على أنّ إرادة العدوان ضد اليمن لا تعرف إلا لغة القوّة.

وأفادت وكالات الأنباء، بأن تصريح رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشّاط، الأحد الفائت، بأنّ العدوان على اليمن عنوانه الجهل والجوع والفقر والحرمان، لكن إرادة أبناء الشعب اليمني وصلابتهم وقوّتهم هي التي منعت العدوان من تحقيق أهدافه.

وقال المشّاط خلال زيارته لمحافظة المحويت شمالي اليمن، إنّ الحرب ضد العدوان لا تقتصر على المواجهة العسكرية، “فنحن نخوض حرب إرادات”، معقباً بقوله إنّ “العدوان يُريد لنا الموت بينما نحن نطلب الحياة بعزّة”.

وأشاد المشّاط بـ”صمود كل أبناء اليمن الشرفاء وعلى رأسهم قبائل المحويت الأبيّة”، مردفاً أنّ كل “الدعايات التي يقوم بها العدوان هي وسيلة المفلس، وهذا يعني أنّه افتقر إلى أسلحة المواجهة وعاد إلى أساليب التضليل والدعايات الكاذبة”، كما أشار إلى أنّ القوات المسلحة اليمنيّة ستعمل على تطوير ترسانتها العسكرية، متابعاً أنّه “في المستقبل سنُجري تجارب على بعض الجزر اليمنية”.

مشاهد تُعرض للمرّة الأولى

قبل أيام، بثّ الإعلام الحربي اليمني، مشاهد تُعرض للمرّة الأولى، وتظهر استخدام القوات المسلحة اليمنية صاروخ “بدر 1” لضرب أهداف العدو، وتعليقاً على هذه المشاهد، قال الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية عبد الغني الزبيدي للميادين إنّ “المنصات التي تظهر في الصور تعود إلى صواريخ “بدر 1″ التي تتجاوز منظومات الرادارات الأميركية البريطانية التي بيعت للسعودية”.

وفي السياق نفسه خاطب المشّاط، الأحد الفائت ، أهالي محافظة المحويت اليمنية بقوله إنّ “إدارة العدوان ضد اليمن لا تُريد الخير للشعب اليمني، وأيّ دعاية تسمعونها من جانبه وراءها الشر، وهذه هي قاعدتنا حتى لا نكون سطحيين في التعاطي مع العدوان”.

ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن إلى أنّ “العدو مُتغطرس مُتكبّر لا يعرف إلا لغة القوّة، لذلك نعمل بكل قوّة من أجل ردع العدوان”، وشدد المشّاط على أنّ “وحدة التدخل المركزي ستشارك أبناء المحويت في 214 مشروعاً وقد لمسنا الإصرار والحرص على البناء”، مؤكداً أنّه وجّه وزارة المالية باعتماد 10 مدارس لمحافظة المحويت وترميم غالبية المدارس.

وأضاف إنّ المسؤولية تحتّم الاهتمام بالعملية التعليمية، مردفاً: “لن نترك الجيل الناشئ للعدو الذي يُريد إعاقة التعليم بأيّ وسيلة”، وأوضح أنّ حكومة صنعاء ستتجه إلى إعمار الأرض وتقديم الخدمات للناس في كل المسارات، مضيفاً إنّه “كلما هدأت الحروب سنتوجه لبناء الأجيال لنحصّن أجيالنا من مؤامرات الأعداء”.

دلالات تصريحات الرئيس المشاط

من خلال التصريحات الأخيرة يتضح أن هناك سيناريوهات مطروحة للتعامل مع التعنت السعودي الإماراتي فالقوات المسلحة اليمنية جاهزة لكل الاحتمالات في التصعيد بل إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة عصيبة على التحالف إذا ما استمر في عدوانه على الشعب اليمني ويجب على دول التحالف أن تتوقع أحداثًا غير متوقعة لأن القوات المسلحة اليمنية جاهزة لكل السيناريوهات فتوجيه ضربات لقوى التحالف سيؤثر على سوق الطاقة في موقعه الجيوسياسي، وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي وربما تكون هذه التحذيرات التي صدرت من صنعاء هي الأخيرة للتحالف السعودي.

منع إنهاء الحرب على اليمن من قبل قوى العدوان السعودي وعدم رفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن والحسابات السعودية الخاطئة للحرب في اليمن ستكلف التحالف السعودي الإماراتي الكثير، وسيكون التحالف السعودي أمام خيارات صعبة وخاصة بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع اليمني والتي أبدى فيها جاهزية القوات المسلحة بضرب الأهداف الحساسة في العمقين السعودي والإماراتي، فمن خلال التصريحات الأخيرة والتي صدرت من رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط يتضح أن الجيش اليمني واللجان الشعبية على أتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في عدوانها على اليمن.

وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي وربما تكون هذه التحذيرات التي صدرت هي الأخيرة للتحالف السعودي الإماراتي.

مضى زمن الوصاية

يجب على تحالف العدوان ومن يدور في فلك السياسة الأمريكية أن يدرك أن مسألة الوصاية والهيمنة على اليمن التي كانت موجودة سابقا لم تعد متاحة الآن، فاليمن القادم سيقوم بالتعامل من مبدأ الندية والمصالح المشتركة، فالقوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي، وفي هذا الصدد إذا ما استمر تحالف العدوان في التعنت وفي حصار الشعب اليمني وحرمانه من الاستفادة من ثرواته فسيؤدي ذلك إلى زيادة الوضع المأساوي في اليمن الذي تسبب به التحالف، ومن جهةٍ أخرى إذا قامت القوات المسلحة اليمنية بتوجيه ضربات للعمقين السعودي والإماراتي فإنه سيترتب على تلك الضربات خسائر كبيرة لقوى تحالف العدوان.

اليمن من الحصار إلى الانتصار

رغم الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي بحق الملايين من أبناء الشعب اليمني من الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ في اليمن وقتلهم بدم بارد وكذا تدمير المنشآت الحيوية والاستراتيجية في اليمن من شبكات الكهرباء والماء والاتصالات ومخازن الحبوب والوقود والمطارات والموانئ وغيرها وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بمفهوم القوانين والتشريعات الدولية، إضافة إلى الحصار الإجرامي المفروض على نحو 30 مليونا من المواطنين في اليمن، دون أن يرف جفن لدعاة حقوق الإنسان والديمقراطية.

يعلم الجميع أن الحرب العدوانية ضد اليمن فشلت وأن آل سعود وتحالفهم الشيطاني قد هزم وأن كل أهدافهم في إخضاع اليمن وشعبه للهيمنة والنفوذ السعودي قد ذهبت أدراج الرياح وتبخرت، وأن ما على قوى البغي والعدوان سوى الإقرار بهزيمتها المجلجلة والانسحاب من اليمن ورفع الحصار ودفع التعويضات عن إجرامهم بحق اليمن وشعبه، فمن خلال النظر إلى العدوان العسكري والخسائر البشرية الهائلة، وخاصة في صفوف المدنيين والتي تعد دليلا قاطعا على فداحة المظلمة التي يتعرض لها، يظهر أن لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر هذا العدوان الهمجي الغاشم متعدد الأطراف على شعب طيب مسالم.

وهنا لا بدّ من التذكير أن الذين يعتقدون أن المال والقوى الخارجية المنتفعة منهم ستحميهم وتحقق لهم الانتصار على اليمنيين واهمون، وذلك لكون الشعب اليمني شديد المراس وقوي الإرادة والتضحية، ويستمد قوة إرادته وشموخه من الأرض التي يعيش عليها وفيها وظل عصياً تاريخياً على كل الغزاة لأرضهم، فنصيب الغزاة في اليمن كان دوماً الموت في وديانها وعلى قمم جبالها وأن من يعتقد أن لهيب آبار نفطهم ستحرق اليمنيين واهمون بل إن لهيب الإرادة اليمنية سيحرق غزاتهم قبل أن يحالفهم الحظ وينجون بأرواحهم مهزومين بما خف عليهم من ثياب تستر عورة هزيمتهم.

وفيما يتعلق بالمفاوضات يتضح جلياً، أنّ صنعاء تطرح مفاوضات تلبي مصالح أبناء الشعب اليمني حاضراً ومستقبلاً، لذلك فإن القوات المسلحة اليمنية لن تسمح للتحالف السعودي الإماراتي بالاستمرار في المراوغة ويجب على الجانب السعودي التزامه وأخذ تهديدات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد وأن وحدة الأراضي خط أحمر لن يتم التغاضي عنه أبدا.

في النهاية من خلال التصريحات الأخيرة والتي صدرت من المشاط يتضح أن الجيش اليمني واللجان الشعبية على أتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في عدوانها على اليمن.

 

 

* المصدر: الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا