مناورة “طويق 3″..هل يدرك تحالف العدوان أن حساباته الخاطئة في اليمن ستكلفه الكثير؟

قبل ثماني سنوات قامت السعودية بإعلان الحرب بموافقة واشنطن ليلة الـ 26 من مارس 2015 على اليمن وشكلت السعودية ما يسمى “التحالف العربي ” و شهد اليمن سلسلة من التدخلات العسكرية الأجنبية، وفرض التحالف الذي تقوده السعودية حصاراً برياً وبحرياً وجويا كاملاً على اليمن، وشاركت إلى جانب السعودية في عملية “عاصفة الحزم”، كثير من الدول العربية والغربية، بما في ذلك الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن ومصر والسودان والمغرب والدول الغربية الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة.
وعلى الرغم من قواتهم الضاربة الكبيرة، إلا أن السعوديين وحلفاءهم واجهوا جيشاً عنيداً.. حيث قاوم وجابه التحالف السعودي بشراسة.. وكان سبب ذلك أن الجيش اليمني كان يدافع عن أرضه ضد عدوان خارجي مدعوم من الولايات الامريكية بشكل مباشر.

سعى التحالف الذي تقوده السعودية خلال كل السنوات الماضية إلى تحقيق عدة أهداف منها ما هو استراتيجي ومشترك بين دول التحالف تحدّده تبعية تلك الدول للمحور الأمريكي المتحكّم بها اقتصاديًّا وسياسيًّا، ومنها ما هو خاص بمصالح الأطراف الأساسية في العدوان. بيد أنّ هذه الدوافع والأهداف سرعان ما تراجعت وانخفض مستواها مع الانكشاف الميداني والسياسي لعدوان التحالف حيث إن الخسائر المتتالية والمتفاقمة لكل من الإمارات والسعودية كشفت ضعف تحالف العدوان وهشاشة الجيش السعودي في حربه ضد اليمن، فعلى الرغم من الأموال الطائلة والأسلحة الحديثة الا أن التحالف فشل فشلاً ذريعاً ولم يحقق أيا من أهدافه وفي المقابل أظهرت حركة أنصار الله واللجان الشعبية قوة عظيمة في الميدان وطورت من سلاحها وقوتها الصاروخية حتى باتت الأهداف السعودية والإماراتية الحساسة في مرمى القوة الصاروخية اليمنية، بعد ذلك حاولت السعودية مراراً وتكراراً تحقيق انتصارات وهمية ولكن كان الفشل هو العنوان البارز للسعودية خلال كل الفترة الماضية.

مناورة عسكرية سعودية “طويق 3″

خلال الأيام الماضية أعلنت وزارة الدفاع السعودي، عن انطلاق التمرين الجوي “طويق 3″، بمشاركة 10 دول عربية صديقة، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التعاون. وأوضحت الوزارة المذكورة عبر تويتر أن مناورات التمرين الجوي المشترك والمختلط “طويق 3” انطلقت في قاعدة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الجوية بالقطاع الأوسط، بمشاركة 10 دول عربية وصديقة.

من جهةٍ أخرى أشارت وزارة الدفاع، إلى أن تمرين “طويق 3” يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات ورفع المستوى التدريبي في تخطيط وتنفيذ مهام النقل الجوي التكتيكي، ورفع الجاهزية العملياتية؛ لتنفيذ مهام الإسقاط الجوي التكتيكي. من الجدير بالذكر أنه وفي يونيو 2021، أقيمت مناورات “طويق 2” الجوية المشتركة في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالقطاع الأوسط في المملكة العربية السعودية، بمشاركة خليجية واسعة، وقاعدة الأمير سلطان الجوية هي قاعدة عسكرية سعودية جوية، تقع في جنوب شرق مدينة السيح عاصمة الخرج الإدارية.

الأهداف والدلالات

لا يخفى أن الفشل السعودي خلال السنوات الماضية في اليمن قد جعل السعودية في محرج حيث إن السعودية وخلال عدوانها على اليمن لم تحقق أي انتصارات تذكر في الجانب العسكري بل إن التحالف الذي تقوده السعودية ارتكب أبشع الجرائم في اليمن حيث عمل هذا التحالف السعودي على تدمير المنشآت المدنية وقتل الأبرياء وتسبب في مأساة في اليمن.

بالمقابل فقد حقق الجيش في الداخل اليمني العديد من الانتصارات في مواجهة العدوان السعودي، لهذا يمكن القول إن المناورة العسكرية الأخيرة التي قامت بها السعودية تهدف إلى الضغط على انصار الله في محاولة بائسة للتأثير على الوضع القائم في اليمن.
وفي هذا السياق يمكن الاستنتاج ان السعودية عادت من جديد للتأثير على سير المعارك في اليمن فقد سبق وخلال الأيام الماضية ان شهد موضوع اليمن العديد من الخلافات بين قوى التحالف السعودي حيث كشفت المصادر ان التحالف السعودي يعاني الكثير من الانشقاقات والتي تطورت بدورها إلى المواجهة بشكل مباشر بين أعضاء التحالف حيث إن الحليف القوي والمتمثل بحزب الإصلاح خلال الأيام الماضية أعلن بشكل واضح تمرده على التحالف في الكثير من المناطق التي تقع تحت سيطرة التحالف السعودي ورفض التغيرات التي حاولت السعودية إحداثها من خلال تعيين مسؤولين جدد في تلك المناطق.

انكسار سعودي ..ما الذي ينتظر التحالف ؟

لا يخفى على أحد أن أي تحرك سعودي أو أي محاولة للتحالف في اليمن سيكون مصيرها الفشل وسوف تتلقى السعودية ضربات موجعة كما تلقتها في السنوات الماضية حيث إن الجيش اليمني واللجان الشعبية أعلنوا مرات عديدة أنهم على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في ممارسة العدوان على اليمن وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام أي تجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي فهل يفهم التحالف التحذيرات التي تصدر من من قبل الجيش في الداخل اليمني؟

إيقاف العدوان هو الخيار الأمثل ..هل يدرك التحالف ذلك؟

خلال السنوات السابقة أعلنت صنعاء أنها مستعدة للحوار ولكن بشروط، فحكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني ترفض أي حلول جزئية، لإنهاء الحرب في اليمن وترى أن بداية إنهاء الحرب على اليمن تبدأ بوقف العدوان وبرفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن فلذلك لا يمكن الحديث عن نهاية الحرب في اليمن إلا بتحرير كامل التراب اليمني من الاحتلالات الأجنبية ، التي دنست تراب اليمن، فمنذ بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن قدمت حكومة الإنقاذ الوطني للتحالف النصيحة لإنهاء العدوان على اليمن، حيث أكدت كذلك قيادات في انصار الله على أن حسابات السعودية للحرب في اليمن خاطئة وأنها ستكلف السعودية الكثير ، وبالفعل فلقد كلفت الحرب على اليمن دول العدوان ملايين الدولارات بسبب الحسابات الخاطئة للتحالف وعجزه في اليمن.

وهنا يمكن القول إنه من الواضح أن العدوان بتحالفه وأمواله وسلاحه المتطوّر، وما حظي به من دعم دوليّ دبلوماسيّ وغير دبلوماسيّ، فشل في النيل من طموح صنعاء في تحقيق استراتيجية التحرير الشامل لليمن، فالنجاح اليمني في المعنويات والحرب النفسيّة والقدرة العالية على سرعة التحشيد، والكفاءة العسكرية والقتالية تدريباً وتسليحاً، لمواجهة دول العدوان وارتفاع معدل العمليات الصاروخية وعمليات الدفاع الجوي وعمليات الطيران المسيّر، بما حملته من تطور في نوعية السلاح الدقيق على مستوى الصواريخ أو على مستوى الطائرات المسيرة واستمرار عملية التصنيع والتطوير جعل التحالف السعودي يعاني من الإرباك بسبب الهزائم المتكررة التي يتلقاها يوما بعد يوم .

في النهاية إن تحالف العدوان السعودي الذي ارتكب على مدى سنوات جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب اليمني، جعل هذا الشعب يعيش أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، فخروج ملايين النازحين المهجرين قسرا من مناطقهم جراء العدوان وعدم التحرك الجاد إزاء ما تتعرض له مخيمات النازحين من قصف متكرر منذ بداية العدوان قد فضحت هذا العدوان الغاشم ومن جهةٍ أخرى يجب على التحالف السعودي أن يدرك ان الحسابات الخاطئة للحرب في اليمن سوف تكلف دول العدوان الكثير والكثير وأن الخيار الأمثل للجانب السعودي ومن يقف معه هو الإعلان الفوري لوقف العدوان على اليمن وإنهاء الحرب على هذا البلد.

 

المصدر : الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا