من اليمن: عينٌ على غزة.. واليَدُ على الزناد

“وحدة الساحات”، شعار كان أطلقه محور المقاومة قبل قرابة العام، في تمهيد لتطبيقه حال قررت فصائل المقاومة الفلسطينية، أنه قد حان الوقت للقيام بعملية تطبع هزيمة على جبين الكيان المحتل ومن خلفه العدو الأول أمريكا، موقنين أن التضحيات ستكون جمة.

ووحدة الساحات التي بدأت من غزة، تؤكد أن ما تُصاب به غزة، يُصيب سائر قوى المحور. أثبّتت المقاومة اللبنانية هذه المعادلة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة. الجبهة الأكثر تكتّما والأكثر صبرا وبطئا، ولكنها تُظهر في الوقت نفسه اندفاعا في الاستهدافات لا تراجعا.

وعلى الجبهتين السورية والعراقية أيضا، حيث شنّت الفصائل العراقية 10 هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على قواعد عسكرية أميركية في العراق، وثلاث هجمات أخرى على قاعدة أمريكية في جنوب شرق سوريا.

جبهة اليمن:

للعدوّ بالمرصاد باتت اليمن عضوا داخل هذا المحور، بفضل فصائل المقاومة فيه وعلى رأسها حركة “أنصار الله”، التي عززت قوتها الخبرة التي راكمتها في الحرب التي شُنّت “سعوديا” أولا ومن خلفها قوى الاستكبار عينها.

وتحدثت وسائل إعلام غربية عن مواصفات الصواريخ التي أطلقتها حركة “أنصار الله” من اليمن، الخميس الماضي، وأنها كانت باتجاه “إسرائيل”، وكما نقلت أنها كانت تستهدف منطقة الفنادق في “إيلات”.

من جهتها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ حركة “أنصار الله” في اليمن “أطلقت 5 صواريخ كروز قدّمتها إيران”، كما “أطلقت نحو 30 طائرة من دون طيار في اتجاه إسرائيل،

في هجوم كان أكبر ممّا وصفه البنتاغون في البداية”. وكان المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، قد صرّح في مؤتمر صحفي، أنه لا يمكن على وجه اليقين تحديد هدف الصواريخ، بيد أنه أشار إلى أنه من المحتمل أن تكون موجهة نحو أهداف في إسرائيل.

اليمن تترقب

وعن الصواريخ الأخيرة التي أطلقت من اليمن، والتي أعلن البنتاغون عن اعتراضها، يقول سفير الاتحاد العالمي لحماية الطفولة في اليمن، عبد الحافظ معجب لـ”مرآة الجزيرة” ، أن وجهة الصواريخ مهما كانت، سواء كانت إسرائيلية أم أميركية -لاستهداف البوارج الأميركية في البحر- فهي لعدو واحد. معتبرا أن كلاهما، إنما “يملكان سلوكا واحدا متجانسا، وكلاهما مسؤولان معا عن العدوان على غزة وعلى اليمن واحتلال العراق والحرب على لبنان”.

وعن تقرير “وول ستريت جورنال”؛ الذي أفاد بأن السعودية كانت اعترضت أحد هذه الصواريخ التي أطلقت من اليمن، علق الصحفي والناشط الحقوقي، بالقول ” لو كان بمقدور آل سعود اعتراض ضربات موجهة نحو الكيان الصهيوني، لكانوا فعلوها دون تردد. فالسعودية هي حارس أمن إسرائيل وتلعب دورا منذ زمن في خدمتها” وأكد أن الرياض عاجزة ولا تملك تلك القوة، وتساءل “أين كانت هذه القوة لصدّ ضرباتنا وصواريخنا التي ضربت الرياض والمواقع العسكرية ومنشآت النفط”.

وعن الدور الذي يمكن لليمن أن تلعبه في عملية طوفان الأقصى، اعتبر المعجب، أنه على الرغم من البعد الجغرافي الذي يفصل اليمن عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن “الجغرافيا ينتفي أثرها “لأن الجمهورية اليمنية لديها من الإمكانات العسكرية ما يجعلها تتجاوز العائق الجغرافي، من سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية المملوكة، التي تسمح لنا بالوصول إلى تل أبيب وإلى ما هو أبعد من تل أبيب”.

وشدّد المدير التنفيذي في قناة الساحات اليمنية، على أن “اليمن جزء لا يتجزأ من عملية طوفان الأقصى”، وأوضح “ليس بالضرورة أن تنحصر المشاركة بأنصار الله، في أي معركة مقبلة”، ولفت إلى أن “اليمن شريك فاعل في مواجهة العدو الاسرائيلي”. وقال أن “الاعلان عن تحمل مسؤولية العملية، متروك للجهات المسؤولة عنه ، ومن غير المعروف ما إذا كان الهجوم قد نُفذ من فصائل مقاومة أخرى موجودة على الاراضي اليمنية”.

وأكد الإعلامي اليمني أن اليمن “يقف للعدو بالمرصاد، بما يملكه من قوة عسكرية بناها على مدار 8 سنوات خلال المواجهة المستمرة مع دول العدوان، وعلى رأسها السعودية وأميركا ومن خلفهم الكيان الإسرائيلي”.

أما عن المدى الذي يمكن للصواريخ اليمنية أن تطاله، قال معجب “إن الأسلحة التي نملكها اليوم يمكنها الوصول إلى أي نقطة في عمق هذا الكيان وبنك أهدافنا واسع فيه. إلى جانب قدرتنا على ضرب أي منشآت ومصالح غربية أو إسرائيلية في البحر الأحمر.” وتابع “كل المفاعلات الإسرائيلية في مرمى نيراننا، والعالم لم يختبر إلى الآن مدى وقوة صواريخنا”

. وعن الرسائل التي حملتها الصواريخ اليمنية التي تم إطلاقها الخميس الماضي، أفاد معجب بأن “الرسائل التي تصل واشنطن وإسرائيل واضحة، قوامها إن حلفكم ضد أهلنا في فلسطين، يقابله محور المقاومة، من صنعاء إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت”. وأضاف ” نحن في معركة واحدة أمام عدو واحد”.

ولفت أن “الضربات التي تتعرض لها اليوم القواعد الأميركية في المنطقة، هي أيضا رسائل نارية تصل الى واشنطن لتدرك أن وقوفها مع إسرائيل في قتل أهلنا في غزة لن يمر دون دفع فاتورة ودون حساب عسير”.

وكان رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال في صنعاء، عبد العزيز بن حبتور، قد هدد يوم الأحد الماضي بأنّ سفن الاحتلال ستتعرض للاستهداف في البحر الأحمر، في حال استمرّ العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكّد ابن حبتور أنّ صنعاء ساهمت وستساهم، عبر كل الإمكانات، في الرد على المجازر في غزة. وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، “قال مسؤولون أمريكيون إنه وسط تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية، نشر البنتاغون ما يقرب من عشرة أنظمة دفاع جوي في دول في جميع أنحاء الشرق الأوسط قبل الغزو البري الإسرائيلي المتوقع لغزة،

ونقل قاذفات الصواريخ إلى العراق وسوريا والخليج”. وأضافت الصحيفة أن البنتاغون يعمل على إرسال “نظام دفاع منطقة عالي الارتفاع، إلى السعودية، وأنظمة صواريخ أرض جو باتريوت إلى الكويت والأردن والعراق والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وقال المسؤولون إنه من المتوقع أن يتم تفعيل الأنظمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع”.

 

مرآة الجزيرة

قد يعجبك ايضا