الأسس والمنطلقات لمشروع الشهيد القائد السيد حسين الحوثي.

في الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي، نغتنم هذ المناسبة لنتعرف عليه، ونقترب من فكره، وحركته، ومشروعه، فهو ليس مجرد مفكر، او منظر، او مجرد قائد، او زعيم، بل هو صانع تحول عميق على مستوى النظرية والتطبيق، تأثر بالأحداث ووضعها في كفة، ووضع حقائق القران الكريم في كفة، ووجدها شاهدة على صحة ما فيه، ووجد القران يشرح تفاصيلها، ويكشف زواياها، ويسبر أغوارها، فانهمك مع آياته، وسبح في ملكوته، ونظر في اعماقه، واخرج لآلئه، واستضاء بأنواره، وادرك ان بثاقب نظرته ان القران كما وصف نفسه، تفصيل لكل شيء، وتبيانا لكل شيء، وفيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم، وفصل ما بينكم، وان من حكم به عدل ومن هدى به هدى الى صراط مستقيم.

في وقت كانت المشاريع الداعية للامة الى العودة الى القران، من هنا وهناك، تحت شعارات الإسلام هو الحل، القران هو الحل، وضع الشهيد القائد هذه الحلول موضع التنفيذ العملي، وتجاوز بها مراحل النظرية.
وفي ظل الهجمة الامريكية والإسرائيلية على الامة، والتوجه لغزو افغانستان، والعراق، وما كانوا يحضرون لما بعد العراق، كان يدعو الى عدم الخضوع والاستسلام، وعدم الخوف من واشنطن وسلاحها، ويؤكد ان بإمكان المسلمين هزيمتها، كانت النماذج في الامة ماثلة أمامه تحقق مضامين القرآن، فالثورة الإسلامية الإيرانية كانت مثالا يحتذى به على هزيمة الطاغوت، والقدرة على التغيير، والنهوض بالأمة، ونفض غبار السنين، وإمكانية التحرر من الهيمنة الأجنبية، والخروج من ربقة التبعية للغرب والشرق، وان تكون معاييرنا الهية بعيدة عن المادية الصاخبة للحضارات الزائفة، وان: “من أخطر ما يضرب الأمة، ان تصبح المقاييس مادية كلها، بدل أن تكون كما قال الإمام الخميني رحمة الله عليه “معايير إلهية”، هو قال: “يجب علينا أن تكون معاييرنا إلهية” أي المقاييس التي من خلالها نتعامل مع الآخرين، أو نقف مع الآخرين إلهية وليست مادية”.

وكانت فكرة حزب الله، وجهاده ومقاومته للعدو الإسرائيلي، وهزيمته، وصولا الى طرده من لبنان وتحرير جنوبه في 2000 م، مصاديق لآيات الكتاب الكريم، وان من يتوكل على الله فهو حسبه، وان النصر معقود على سواعد المتوكلين على الله والمؤمنين به، وان: “الأعمال التي تأتي من جانب حزب الله وحركة حماس والجهاد والحركات المجاهدة، إسرائيل ترى نفسها كبيرة، ومؤثرة، ويأتي هؤلاء يزعجونها إزعاجاً يجعلونها تبدو صغيرة ! يُقَزِمُونَها أمام الآخرين! أليس هذا عذابا مهينا ؟! مهين، هذا مهين”، وكان يذكر بما حصل في جنوب لبنان: “أصبح الناس في جنوب لبنان لا يخافون إسرائيل، يتجرؤون على إسرائيل، يتحدونها، عروض عسكرية تحت مرأى أقمارها، مرأى ومسمع وسائل إعلامها، يتحدونها بكل جرأة، وبكل قوة، وهم حزب واحد فقط، في جنوب لبنان، بينما هزمت أمامها جيوش عربية متعددة؛ لأنهم كانوا غثاء كغثاء السيل، ليسوا بمستوى أن يحظوا بأقل نسبة من نصر الله”. 

مشروع الشهيد القائد السيد حسين الحوثي.. الأسس والمنطلقات

اذن هناك نماذج ماثلة امامنا على القدرة على هزيمة الأعداء والقدرة على مقاومتهم، وتقزيمهم، وان خيار الانحناء للعاصفة ليس خيارا صائبا، بل المواجهة المؤمنة الصادقة هي الحل.

تحرك الشهيد القائد تحت هذه العناوين، وامامه اهداف ليس اقلها تحرير الامة من نير الاحتلال الأمريكي المقنع، والهيمنة الإسرائيلية الخفية، صدع بصرخة الحق في وجه الشيطان الأكبر، في ظل اوج الانتشار الأمريكي في المنطقة، والبوارج على ابوب البلدان العربية، والقطع البحرية تجوب بحارها، وتحاصر موانئها، وترسو قبالة سواحلها، وطائراتها تحلق في سماء أي بلد تريد، بدون حسيب ولا رقيب، تنحني لها هامات اعتى الجيوش، يقولون نخشى العصى الغليظة، فيذكرهم الشهيد القائد: “يقولون: خوفاً من العصا الغليظة، العبارة الجديدة التي سمعناها من البعض: الخوف من العصا الغليظة! وأي عصا أغلظ من عصا الله، من جهنم، ومن الخزي في الدنيا؟ هل هناك أغلظ من هذه العصا؟”.

اذن يكفي ان نعرف ان الأسس والمنطلقات للتحرك المبارك استندت الى صريح القران الكريم وآياته البينات المحكمات وهدفت لإعادة الامة للهدى القرآني بغرض انتشالها من مستنقع الخضوع والارتهان للغرب.
اختار الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي طريقا صعبا، يدرك انه في مواجهة الطاغوت الأكبر، وان واشنطن التي خضعت لها دول وامبراطوريات وحكومات وجيوش، لن يقر لها قرار الا باستهدافه، وتحريك ادواتها لوقف تحركه، وكان يؤكد على مواجهة يزيد العصر وسيسقط ابن زياد على الهامش، وهذا الذي حصل.

في ظل التوجه الأمريكي للسيطرة على الامة وحكومات المنطقة وتطويع أنظمتها وتدجين شعوبها، والشوط الكبير الذي قطعته في سبيل ذلك، كان اشبه بالمستحيل ان يتم تجاوزه، الا ان الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، كان لديه ايمان عجيب وعظيم، بالقدرة على التغيير، معتمدا على الله ووعده بالنصر، كله ثقة بوعد الله لعباده بالنصر، والغلبة في اخر المطاف.

ان ما يجري في اليمن وصمودها الأسطوري ما هو الا مصداق للتطبيق العملي للإيمان بالله والتمسك بهديه في مواجهة أعداء الامة واعداء الإنسانية، وها هو الشعب يتجاوز سابع أعوام العدوان الأمريكي،  مقتربا من النصر الناجز، وها هي جحافل العدوان تتهاوى تحت اقدام المتوكلين على الله، لتصنع نموذجا جديدا للامة، على طريق الاعتداد بالنفس والقدرات الذاتية، وانها مهما كانت بسيطة ومتواضعة، الا انها بفضل تغلب افتك الأسلحة، وتهزم احدث المعدات العسكرية.

 

موقع العهد /علي الدرواني_

قد يعجبك ايضا