مجلة “ناشيونال إنترست” : طاقم المدمرة ” كارني” عادوا محملين بالخيبة والهزيمة ومهمة القوات البحرية للولايات المتحدة في البحر الأحمر كانت فاشلة وعمليات قوات صنعاء لا زالت مستمرة وأسعار التأمين مرتفعة

قالت مجلة “ناشيونال إنترست”  الأمريكية إنه لا يمكن اعتبار مهمة القوات البحرية للولايات المتحدة في البحر الأحمر، كمهمة ناجحة، لأن عمليات قوات صنعاء ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة وبريطانيا لا زالت مستمرة ولا زالت أسعار التأمين مرتفعة والوضع أبعد ما يكون على الاعتياد، مشيرة إلى أن طاقم المدمرة الأمريكية “كارني” عادوا من مهمتهم بدروس أخرى تتعلق بالسيطرة على السردية الإعلامية للحفاظ على “السمعة”.

ونشرت المجلة، مساء الاثنين، تقريراً جاء فيه أن “السفينة الحربية الأمريكية يو إس إس كارني اختتمت مؤخراً عملية انتشار مهمة في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، حيث نفذت 51 اشتباكاً ضد صواريخ وطائرات بدون طيار تابعة للحوثيين، مما ساعد في صد الهجمات على إسرائيل وعلى الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن”.
وذكر التقرير أنه “في الأسبوع الماضي، زارت المدمرة يو إس إس كارني ميناء نيوبورت، وقام فريق القيادة -الضابط القائد، والضابط التنفيذي، وضابط أنظمة القتال، وضابط العمليات، ورئيس القيادة- بزيارة كلية الحرب البحرية لتقديم إحاطة سرية وغير سرية حول مهمة السفينة الملحمية التي انتهت مؤخراً في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر”.
واعتبر التقرير أنه “من الصعب تصوير المهمة المتعددة الجنسيات في البحر الأحمر وغرب المحيط الهندي على أنها نجاح استراتيجي، فضلاً عن نجاح سياسي حتى الآن، حيث تواصل صواريخ الحوثيين قصف السفن، محققة بعض الضربات الجديرة بالملاحظة، فيما تظل أسعار التأمين على السفن التجارية مرتفعة للغاية، وحركة المرور عبر هذه المياه بعيدة كل البعد عن المعتاد”.
وأضاف أنه “فقط عندما تستعيد شركات الشحن الثقة لاستئناف إرسال السفن عبر البحر الأحمر بمعدلات طبيعية، ستؤهل المهمة للنجاح، وهذا يعني إما تركيب دفاعات مانعة للتسرب ضد الهجمات الجوية والصاروخية- وهو احتمال مشكوك فيه- أو نزع سلاح الحوثيين بالقوة”.
وفي ظل عدم نجاح المهمة، قال التقرير إن “الإحاطة غير السرية التي قدمها طاقم المدمرة كارني ركزت على موضوعين أساسيين، لم يكن لهما علاقة كبيرة بأداء أجهزة الاستشعار أو الأسلحة أو التكتيكات والتقنيات والإجراءات”.
وأوضح التقرير أن الموضوع الأول هو “تحديد السردية حول الانتشار بدلاً من أن يحددها الآخرون، مشيراً إلى أن السرد المحيط برحلة كارني البحرية كان خلال الإحاطة هو سرد البحارة الذين تفوقوا في مهنتهم في ظل ضغوط قتالية لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية”. حسبما زعمت الصحيفة .
ونقل التقرير عن جيفري تيل، منظّر القوة البحرية، قوله إن “السمعة هي المعيار الأساسي لتقييم مدى ملاءمة البحرية لأداء واجباتها”.
وأضاف التقرير أنه “من خلال تلميع سمعة سفنهم، يساعد قادة كارني في تلميع سمعة أسطول البحرية الأمريكية السطحي من حيث الكفاءة، والتي شوهتها السنوات القليلة الماضية”.
أما الموضوع الآخر بحسب التقرير فهو تكريس “ثقافة إيجابية” بين طاقم المدمرة من خلال “غرس جو من الحياة الطبيعية على متن المدمرة وسط ظروف قتالية كانت بعيدة كل البعد عن الطبيعية.

 

 الصواريخ الباليستية اليمنية سرعتها تفوق سرعة الصوت ولم يكن لدينا سوى30 ثانية للتعامل معها وجميع المدمرات فشلت

وفي وقت سابق أعترف قائد المدمرة الأمريكية ” كارني”  جيريمي روبرتسون بحجم الصعوبات التي تواجهها البحرية الأمريكية جراء العمليات العسكرية اليمنية المناصرة لغزة.

ونقل قائد المدمرة الأمريكية “يو إس إس كارني” لــــ قناة cbsnews سي بي إس نيوز الأمريكية قائلا: “عندما وصلنا البحر الأحمر، واجهنا في أول عملية نحو 35 طائرة مسيّرة وصواريخ كروز اُطلقت من اليمن باتجاه “إسرائيل”، وتتبعنا وواجهنا فقط الأهداف التي جاءت ضمن نطاق المدمرة”.

وأوضح أن البحرية الأمريكية لم يحدث لها  أن خاضت معركة مثل معركة البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكد أن الصواريخ الباليستية التي تنطلق من اليمن بسرعة تفوق سرعة الصوت كانت أكثر ما يقلقه, وأضاف:” ليس لدى حراس المراقبة في المدمرة إلا ما بين 15 إلى 30 ثانية للتعامل مع صاروخ باليستي قادم من اليمن بسرعة 5 أو 6 ماخ”.

وأشار إلى إن المدمرة “كارني” والسفن الحربية البحرية الآخرى التي كانت تقوم بدوريات في البحر الأحمر لم تتمكن من حماية كل السفن التجارية من هجمات اليمن، وقد غرقت سفن تجارية

 

 عجزنا عن التعامل مع العمليات اليمنية

وكان قبطان السفينة المدمرة الامريكية يو إس إس كارني، جيريمي روبرتسون، وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، نقل تفاصيل الرحلة الأخطر والاصعب التي يخوضها في حياته وفق تعبيره..

وقال قبطان المدمّـرة الأمريكية “يو إس إس كارني” جيريمي روبتسون للوقوف عند التحديات في البحر الأحمر في ظل تصاعد عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف السفن “الإسرائيلية” وتلك التي تخترق قرار الحظر؛ وذلك دعماً للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي المُستمرّ.

وقد أكّـد روبتسون أن البحرية الأمريكية لم يسبق لها أن خاضت معركة بهذه الخطورة منذ الحرب العالمية الثانية، مُضيفاً “أنت تنظر إلى شيء يأتي إليك بسرعة 5 ماخ، أَو 6 ماخ، وأمامك ما بين 15 إلى 30 ثانية للاشتباك”، في إشارة إلى الصواريخ فرط الصوتية التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية وقد دخلت خط المعركة، في حين أكّـد روبتسون أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت كانت أكثر ما يقلق البحرية الأمريكية.

ولفت قبطان المدمّـرة الأمريكية يو إس إس كارني التي هربت من اليمن في مايو الماضي وعادت إلى موطنها في ولاية فلوريدا الأمريكية، إلى أن القطع الحربية الأمريكية لم تتمكّن من صد الهجمات اليمنية على السفن المستهدفة وقد غرق منها في البحر، في إشارة إلى حجم الفشل الأمريكي المتصاعد مع الزخم العملياتي اليمني.

واعترف روبتسون باستماتة واشنطن لحماية العدوّ الصهيوني بقوله: “أولى الطلقات الأمريكية دفاعاً عن “إسرائيل” كانت في مواجهة الطائرات المسيّرة”، مُشيراً إلى أن المدمِّـرة يو إس إس كارني شاركت في شن العدوان على اليمن بإطلاق صواريخ توماهوك البرية في فبراير المنصرم.

وعرَّج روبتسون على حرب الاستنزاف التي تتعرَّضُ لها واشنطن فوق الخسائر العسكرية والسياسية وخسارة السُّمعة والهيمنة، مُشيراً إلى أن عيوب العملية الأمريكية إطلاق صواريخ بملايين الدولارات على طائرات بدون طيار بآلاف الدولارات، وكذلك مدى مدفع المدمّـرة كارني القصير جِـدًّا.

قد يعجبك ايضا