قياداتٌ سياسية وإعلامية دولية خلال مؤتمر لملتقى كُتَّاب العرب والأحرار:العروضُ العسكرية اليمانية.. البُوصلةُ نحو فلسطين

عقد ملتقى كتاب العرب والأحرار، يوم أمس، مؤتمرًا دوليًّا عبرَ منصة “زووم” تناول خلاله العروض العسكرية الأخيرة لأبطال القوات المسلحة اليمنية ودلالاتها، وأهميتها، وتأثيراتها على العدوان الأمريكي السعوديّ، وذلك بمشاركة وحضور ناشطين من النخب العربية والإسلامية وقيادات سياسية وإعلامية وعدد من الكُتّاب والكاتبات من مختلف البلدان الإسلامية.

وعقد المؤتمر بالشراكة مع أصدقاء المؤتمر الاستراتيجيين وهم (الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، الاتّحاد العربي للإعلام الإلكتروني فرع اليمن، اتّحاد كاتبات اليمن، المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة – لبنان، مركز الشهيد أبو مهدي المهندس – العراق، جمعية الشتات الفلسطيني – السويد، الحملة الدولية لمناصرة الأسرى – أسرانا مسؤولية، ملتقى كاتبات وإعلاميات المسيرة، الوكالة العربية للدراسات والإعلام – العراق، الملتقى الثقافي النسائي لبنان).

وخلال كلمة لها بالمؤتمر قالت مسؤولة الفعالية والمؤتمر الإعلامية وَالحقوقية والناشطة السياسية رباب تقي من لبنان المقاومة: إن العروض العسكرية أظهرت قدرات عسكرية متطورة محلية الصنع من الطائرات المسيرة والمدفعية وسلاح الزلزال2 المحلي، والكاتيوشا، والقناصة، وضد الدروع، والكورنيت، ووحدة الدفاع الجوي، والمدرعات، مؤكّـدة أن المشهد يظهر للعدو والصديق جهوزية الجيش واللجان الشعبيّة للمعركة المصيرية التي لن تنتهي هذه المرة إلى هُـدنة وإنما إلى فرض إيقاف العدوان ورفع الحصار بالقوة، لافتةً إلى أن مشاهد العروض أرعبت تحالف العدوان ومرتزِقته وغيرهم، خَاصَّةً وأن هذه القوة كانت قد تعرضت لتدمير ممنهج استمر منذ ما قبل العدوان.

وأكّـدت تقي أن ما قبلَ الهُـدنة ليس كما بعدها، وكذلك هو الأمر بالنسبة للعروض العسكرية، فقد أثبت اليمن اليوم للجميع أنه قوة ردع لا يستهان بها، أما عن محاولات كسب الوقت والمراوغة تحت شعار السلام، فلم تعد تجدي نفعاً.

وبخصوص الدلالات العسكرية والسياسية والاستراتيجية للعروض العسكرية والرسائل التي أوصلتها للأعداء، يقول رئيس الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، العميد حميد عبد القادر عنتر: إن اليمن يمتلك مخزوناً كَبيراً من الأسلحة المتطورة التي لم تُعرَضْ بعدُ، حَيثُ تم الحصولُ على هذه القدرات في ظروف عصيبة وأثناء عدوان وحصار غاشم مُستمرّ للعام الثامن على التوالي؛ ولذا فَـإنَّ العروض العسكرية تمثل رسالة للعدو بأن عليه أن يجنح للسلام قبل هدم المعبد على الجميع، مؤكّـداً أن السلاح الأمريكي البريطاني تبخر تحت أقدام المجاهدين اليمنيين، وأن العدوان السعوديّ والمرتزِقة ليسوا سوى أدوات لأمريكا وإسرائيل لتنفيذ مشاريعهم في المنطقة.

 رسالةُ قوة واقتدار

ويؤكّـدُ الناطق الرسمي لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، أن العُرُوضَ العسكرية لأبطال القوات المسلحة اليمنية تحدّد البُوصلة تجاه فلسطين، موضحًا أن ما حصل لليمن من ضريبةِ حصار وحرب إلا لأن بُوصلتَهم قضيةُ فلسطين، مُثنياً بدعم اليمن بالمال والنفس لقضية فلسطين رغم الحصار والحرب العدوانية المفروضة عليه.

بدوره، قال الإعلامي محمد السيقلي من فلسطين: إن العروضَ العسكرية تؤكّـد أنها رسالة قوة واقتدار وأن الشعب والجيش واللجان الشعبيّة يد قابضة على الزناد لأخذ حقوقهم السياسية وكسر الحصار، مؤكّـداً على علاقة اليمن القوية بفلسطين وعلى أن عدوهما مشترك وهم الأمريكي وَالصهيوني وأدواتهم بالمنطقة.

ويؤكّـد الدكتور والكاتب السياسي إسماعيل النجار من لبنان، أن أبطالَ الجيش اليمني الحفاةَ هم خَطٌّ مستقيم يرسُمُ للحرية وبوابة عبور لحرية القدس وهم رجالُ الراية اليمانية الموعودة بالنصر.

وتحدث البروفسورُ في الفلسفة وعلم مقارنة وفلسفة الأديان، الدكتور محمد أحمد حمود، عن حضارةِ اليمن وأنها أصلُ العرب، وأن الصراعاتِ عبر التاريخ مادية وطبقية وما تتعرض له اليمن من نهب ثرواتها هو نتيجة المؤامرات اليهودية، كما تحدث حسين ميليد علي، من الجمهورية الصحراوية وهو ناشطـ حقوقي وسياسي، عن أن اليمن هي قضية الجميع جميع دول محور المقاومة، وحيّا أهل اليمن وعروضها العسكرية التي هي تدل على مقاومتها وأصالتها.

رسالةٌ للصديق والعدو

وتحمِلُ العُرُوضُ العسكرية لأبطال القوات المسلحة اليمنية رسالتين للعدو والصديق، كما يقول الدكتور دحام الطه، وهو مدرب تنمية بشرية دولي وَاستشاري مشاريع التنمية المستديمة، منوِّهًا إلى أن العروضَ تقول للصديق نحن بخير وقادرون على الدفاع عن قضية الأُمَّــة، وأن الرسالة الثانية للعدو تؤكّـد أننا لسنا ضعفاء ولا جبناء، وَأَيْـضاً تؤكّـد أن الإرادَة اليمنية تمتلك عقيدة إيمَــانية جهادية لا يمتلكها العدوّ رغم ما لديه من إمْكَانيات هائلة.

وعلى صعيدٍ متصل، أكّـد الخبير والمحلل العسكري اللواء عبد الله الجفري، أن العروض العسكرية تمثل رسالة سياسية بأن هذا الجيش والسلاح صمام أمان للوطن، وأن اليمن اليوم ليس مثل الأمس والشعب صامد واليمن أكثر صمود وقادر على أخذ حقوقه السياسية وحريته واستقلاله، كما تمثل رسالة عسكرية بقدرات اليمنيين بالتصنيع، وامتلاكهم أسلحة متطورة قوية لتوازن الردع وبعيدة المدى وتنطلق من مرحلة الدفاع للهجوم، مُشيراً إلى أن رسالة اليمن هي رسالة سلام الشجعان لا الاستسلام.

ووجّه الإعلامي أشرف ماضي من مصر تحيةَ إجلال لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة اليمنية وللقيادة الثورية والسياسية، مؤكّـداً أن اليمن نموذج للعالم وأي إعلامي أَو سياسي أَو عربي لا يفخر باليمن ليس عربي.

وأكّـد اعتزازه وفخره بالعرض العسكري والأسلحة اليمنية التي أذهلت وأرهبت الأعداء، مؤكّـداً على تعجب العالم لهذا العرض رغم الحصار على اليمن والعدوان الذي طال وما يزال مُستمرّا.

من جهته، وجّه هشام عبد القادر، وهو كاتبٌ يمني، رسالةَ شُكر وتحية للسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، لافتاً إلى أنه قبلَ أن يبنيَ جيشاً وأسلحة متطورة، فقد بنى عقيدةً إيمَــانية جهادية وإرادَة يمانية لا تنكسر، مؤكّـداً أن زمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الانتصارات والسيادة والحرية وتحرير الشعوب والمقدسات.

أما عارف مثنى العامري -الناطق الرسمي لحقوق الإنسان– فأكّـد أن هذه القدرات العسكرية والأسلحة بدأت من مرحلة الصفر رغم الحصار والعدوان على اليمن، غير أن اليمنيين والقيادة استطاعوا أن تنتجوا وتصنعوا وهذا بفضل القيادة الثورية والمنهج، موضحًا أن هذه رسالة للأعداء إما السلم وإما الحرب ورسالة أنها معركة الحرية والتحرّر الكامل لكافة الأراضي اليمنية وتحرير كافة الأرض من مصر إلى الجولان.

ولفت إلى أن الأسلحة والقدرات هي نتيجة صبر وصمود سبع سنوات وما يزال الصبر والصمود والتحدي.

وتتفق مستشارة مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية لشؤون المرأة، الدكتورة نجيبة مطهر، مع ما يطرحه العامري، وتقول إن العروض العسكرية للجيش والسلاح المطور ودفع الخريجين رسالة قوية ترهب العدوّ إما يجنح للسلم وإلا سوف يكون لهم قوة يمانية رادعة وَأَيْـضاً أكّـدت على القدرات اليمنية في التصنيع، لافتة إلى أن الرسالة ثانية هي ألا يحلم العدوّ بتمريره بالهُـدنة الأولى والثانية والثالثة ليتخذها استراحة محارب فالقوة اليمنية ليست غافلة واليد قابضة على الزناد.

وترى منى زيد المؤيد وهي صحفيةٌ في وكالة سبأ أن هذه العروض العسكرية والقدرات مَـا هِي إلا من صُنع الثقافة القرآنية التي كسرت قوة أمريكا التي تستعرض فقط بأفلامها السينمائية وهي قوة هشة لا قوة لها ولا تمتلك أية قوة إيمَــانية، مؤكّـدة أن اليمن لم تكن فقط بالشعارات بل والعمل والعدة والسلاح.. والإيمَــان والعقيدة.

وحضر المؤتمر عددٌ كثيرٌ من المستمعين والمشاركين، منهم المحامي منير سيف الحميري، والإعلامية اليمنية بدور الديلمي، والإعلامية عريب أبو صالحة، وشهاب عبد المؤمن الشامي، وإبراهيم أحمد الحوثي، وَأمل الحملي.

 

المصدر:المسيرة

 

قد يعجبك ايضا