قصائد ولدت من رحم المعاناة

قصائد ولدت من رحم المعاناة

 

لا تجد شاعراً عربياً معاصراً إلا وللقدس في شعره حضور, فقضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية الأمة الإسلامية بكلها، وإذا كان الشعراء قد عبروا عن مراراتهم تجاه الجرائم التي يرتكبها المحتلون اليهود بحق أبناء فلسطين, وشحذوا الهمم للجهاد ضد هؤلاء الطغاة, فإن لشعراء البلد المحتل ميزة خاصة, ففلسطين بلد أنجب العظماء والمبدعين من صلب المعاناة, فكانت قصائدهم أصدق التعابير عن معاناتهم وصمودهم وجهادهم وثوراتهم التي لم تتوقف منذ تآمر الغرب الكافر بمنح أرض فلسطين لليهود, ولن يكون آخرها طوفان الأقصى المستمر حتى هذه الأثناء .

وفي هذا العدد (نشرت في العدد 501 في صحيفة الحقيقة )نستعرض معكم عدداً من قصائد أولئك الشعراء الذين عاصروا الاحتلال الصهيوني لأرضهم  :

موطني

                                                      إبراهيم طوقان

مــوطــنــي مــوطــنــي

الجـلال والجـمال والســناء والبهاء

فـــي ربــاك فــي ربـــاك

والحـياة والنـجاة والهـناء والرجـاء

فــي هـــواك فــي هـــواك

هـــــل أراك هـــــل أراك

سـالماً مـنـعـماً و غانـماً مـكرماً

هـــــل أراك فـي عـــلاك

تبـلـغ السـمـاك تبـلـغ السـماك

مــوطــنــي مــوطــنــي

مــوطــنــي مــوطــنــي

الشباب لن يكل همه أن تستقـل أو يبيد

نستقي من الـردى ولن نكون للعــدى

كالعـبـيـــــد كالعـبـيـــــد

لا نريــــــد لا نريــــــد

ذلـنـا المـؤبـدا وعيشـنا المنكـدا

لا نريــــــد بـل نعيــــد

مـجـدنا التـليـد مـجـدنا التليـد

مــوطــنــي مــوطــنــي

موطــنــي مــوطــنــي

الحسام و اليـراع لا الكـلام والنزاع

رمــــــزنا رمــــــزنا

مـجدنا و عـهدنا واجـب من الوفا

يهــــــزنا يهــــــزنا

عـــــــزنا عـــــــزنا

غاية تـشــرف و رايـة ترفـرف

يا هـــنــاك فـي عـــلاك

قاهراً عـــداك قاهـراً عــداك

تقدَّموا

                                                       “سميح القاسم”

تقدموا تقدموا

كل سماء فوقكم جهنم

وكل أرض تحتكم جهنم

تقدموا يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم

وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم

تقدموا تقدموا

بناقلات جندكم وراجمات حقدكم

وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا

لن تكسروا أعماقنا

لن تهزموا أشواقنا

نحن القضاء المبرم

تقدموا تقدموا

طريقكم وراءكم

وغدكم وراءكم

وبحركم وراءكم

وبركم وراءكم

ولم يزل أمامنا طريقنا

وغدنا وبرنا وبحرنا وخيرنا وشرنا

فما الذى يدفعكم من جثة لجثة

وكيف يستدرجكم من لوثة للوثة

سفر الجنون المبهم

تقدموا وراء كل حجر كف

وخلف كل عشبة حتف

وبعد كل جثة فخ جميل محكم

وإن نجت ساق يظل ساعد ومعصم

تقدموا كل سماء فوقكم جهنم

وكل أرض تحتكم جهنم

تقدموا تقدموا

حرامكم محلل حلالكم محرم

تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم

 

أبيات كتبت على قبرها

                                                     “فدوى طوقان”

كفاني أموت عليها وأدفن فيها

وتحت ثراها أذوب وأفنى

وأبعث عشبًا على أرضها

وأبعث زهراً إليها

تعبث بها كف طفل نمته بلادي

كفاني أظل بحضن بلادي

ترابًا،‌ وعشبًا، وزهرة. .

فِلَسْطينُ الحَبيبَةُ سَوْفَ تَبْقَى

                                                                  جريس دبيات

فِلَسْطينُ الحَبيبَةُ سَوْفَ تَبْقَى

لَنا وَطَنًا ، وَقُدْسُ اللهِ دارَا

وما زِلْنَا بِطُولِ البُعْدِ نَشْقَى

وَنَصْلَى في النَّوَى جَمْرًا وَنارَا

سَنَمْضِي خَلْفَها بِالْحَقِّ نَرْقَى

وَيَوْمًا مَا سَنَغْمُرُها انْتِصَارَا

ونُطْفِئُ في الحِمَى وَجَعًا وَشَوْقًا

ونَسْقِي مِنْ مَدامِعِنا الدِّيارَا

وتَسْمَعُنا الدُّنَى غَرْبًا وشَرْقًا

نَرُدُّ إلَى حِكايَتِنا اعْتِبارَا ……

بِعَوْدَتِنا تَطِيبُ الأَرْضُ عِرْقًا

وَتَمْسَحُ عَنْ سَماءِ البَيْتِ عارَا

ويَحْلُو مَعْ رُجوعِ الأَهْلِ مَلْقًى

يَرُودُ الفَجْرَ ، يَفْتَتِحُ النَّهارَا …

لَنَا حَقٌّ ، وسَوْفَ يَعُودُ حَقًّا

ولَوْ طَالَ الزَّمانُ بِهِ انْتِظًارَا !!!

قد يعجبك ايضا