قراءة في محاضرات الشهيد القائد ..وسائل الصراع مع العدو وطرق المواجهة (2-2)

 

تناولنا في التقرير السابق بعض ما تحدث به الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه قبل ما يقارب العقدين من الزمن عن أساليب  الخداع الأمريكي ، وفي هذا التقرير سنتناول عناصر قوة الأمة في مواجهة الهيمنة الأمريكية:

عناصر قوة الأمة في مواجهة أعدائها من اليهود والنصارى قدم الشهيد القائد الكثير الكثير من المعالجات والحلول أهمها العودة الصادقة إلى الله وإلى القرآن الكريم وإلى التولي الصحيح لله ولرسوله وللمؤمنين وهنا سنوجز بعض النقاط التي لخصناها من محاضرات السيد حسين حول بعض المعالجات وقد اختصرناها لتلائم المساحة المحدودة للنشر:

تحمل المسئولية القرآنية بوعي

 

في محاضرة [الإرهاب والسلام ] يقول السيد حسين: ((لا بد أن نكون واعين، أن نكون فاهمين، علينا أن نتحمل المسئولية القرآنية بوعي، أما إذا أصبحنا إلى درجة لا نعي ولا نفهم ما يعمل الآخرون، ولا نعي ولا نفهم خطورة ما يدور من حولنا فإن ذلك يعني أننا سنعيش في حالة أسوأ مما نحن فيه.

فكل من ينشد السلام، كل من يريد السلام، كل من يعرف أن ربه هو السلام، إن عليه أن يتحرك على أساس القرآن)).

 

لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن

في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع] يقول الشهيد القائد: ((لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن الكريم، لن يبقي العلاقة قائمة بيننا وبين ديننا إلا القرآن الكريم، لا يمكن أن يدفع عنا أيضاً إلا القرآن الكريم إذا ما عدنا إليه.

يجب أن نعود إلى القرآن الكريم، أن نعود إلى القرآن الكريم، وأن نتفهم عظمة هذا الدين، وأن نتفهم حاجتنا إلى هذا الدين، نحن محتاجون إليه أكثر من حاجته إلى أن ندافع عنه.

العودة إلى ثقافة قرآنية تصنع أمة واحدة، وموقف واحد، ومنهج واحد، واتجاه واحد. هذا هو ما نحتاج إليه في مواجهة أعدائنا

لا يمكن أن ينجينا من الإهانة، من الذل، من القهر، من الضعة التي قد نتعرض لها أكثر مما قد حصل إلا العودة إلى القرآن الكريم، والاعتصام بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا، كما قال الله سبحانه وتعالى)).

إذا لم ننطلق انطلاقة قرآنية سنغلط في كل شيء

 

كما يقول السيد حسين (رضوان الله عليه) في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع]: (( إذا انطلق الإنسان هو دون أن يهتدي بالله سبحانه وتعالى، وبهدي الله سيغلط، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الثقافية، الفكرية، القانونية، الأشياء التي تنتهي في الأخير إلى نُظُم في الحياة، أو توجهات لدى الإنسان في هذه الحياة.

ولتكن عبقريتك كيفما كانت، وليكن إخلاصك كيفما كان، ولتكن حسن نيتك كيفما كانت، ستغلط، ستغلط إذا لم تعتمد القرآن الكريم، إذا لم تعرف بعد القرآن الكريم أن له منهجاً تربوياً متكاملاً، لديه مناهج متعددة، لديه مقاصد هامة.

من مصاديق الإيمان الهامة، والعظيمة: وحدة الكلمة {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}(التوبة71)

نحن بحاجة إلى أن نتوحد حتى يكون إيماننا صادقاً (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا)

كل شيء لا يعصمك عن الوقوع في الخطأ إذا لم تنطلق انطلاقة قرآنية، إذا لم تعتمد القرآن،

إذا لم تعتمد القرآن وأنت تخاطب الناس في مساجدهم، إذا لم تعتمد القرآن وأنت تكتب، وأنت تحقق، وأنت تسجل، وأنت، وأنت، ستضل، ستغلط.

منطق العصر هذا هو منطق القوة. كن قوياً، ابنِ أُمّةً قوية، هو عصر التكتلات في جانب الأعداء لضَرْبِنا.

إذا لم تصح معرفة الإنسان لله سبحانه وتعالى ستظل الإشكالات دائماً تتابعه،

إذا صحت لنا معرفة الله سبحانه وتعالى سيصح لنا كل المعارف الأخرى

من خرج عن دائرة القرآن والعترة، لا بد أن يضل، وإن ظن أنه من أكثر الناس عبقرية، وإن وسَمَ نفسه بأي لقب يكون، لا بد أن يضل.

المصلحة للشعوب الإسلامية هو التوجه القرآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى, نظرة العداء, نظرة إعداد القوة, نظرة الجهاد, نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً, وأنهم لا يريدون لنا أي خير, وأنهم يودون أن نكون كفاراً, يودون لو يضلونا, يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها.))

 

المرحلة مرحلة بناء لا مرحلة تعدد الآراء والأقوال

 

ويضيف  السيد في نفس المحاضرة السابقة بقوله: ((نحن في مرحلة يجب أن نبني أنفسنا أمة واحدة، لا مجال فيها لمتعددي، ومتأرجحي الأقوال، والآراء، والأفكار، والمضطربين

المتأرجحين، المترددين، المتشكيين، المضطربين، ليس هذا عصرهم، هذا الزمن في مواجهة أعدائنا لا يسمح لنا أن نكون على هذا النحو.

أنت إذا انفردت بنفسك أنت، أبعدت نفسك عن مصادر هداية الله، فستضعف أمام الشيطان، أنت ضعيف، علومك محدودة، قدراتك محدودة، ستكون جاهلاً.

القرآن هو المقياس الأساسي، هو المرجع الأول والأخير الذي يحكم على عترة رسول الله، ويحكم على البشر جميعاً.

الواقع، الأحداث، هي مما يكشف الأخطاء، مما يساعد على كشف الأخطاء.

الذي لا يسير على نهج أهل البيت سيسير على نهج الآخرين، وهذا هو نهج الآخرين: أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي.

 

أن يكون عملنا قائماً على أساس ان تتوحد كلمتنا وقرارانا ورؤيتنا للأحداث

ويركز الشهيد القائد في أكثر من محاضرة على أن التوحد والاعتصام بحبل الله مرتكز اسياسي في مواجهة أهل الكتاب يقول في محاضرة [الإرهاب والسلام]: ((يكون عملنا أيضاً كله قائماً على أساس أن تتوحد كلمتنا، أن يتوحد قرارنا، أن تتوحد رؤيتنا للأحداث، لا يجوز أن نكون على هذا النحو: هذا يرى أن السلامة في السكوت والجمود والصمت، وهذا يرى أن السلامة في العمل والجهاد والحركة والأخوة والوحدة؛ لأن هذا الذي يرى أن الصمت والسكوت هو الوسيلة هو سيتحرك مثلك في الساحة يدعو الآخرين إلى الصمت، عليه أن يفهم، وعليه أيضاً أن يجلس مع الآخرين إذا كان هو لا يفهم أن الصمت وأن السكوت في هذه المرحلة بالذات – ربما قد يكون الصمت في حادثة معينة، ربما قد يكون الصمت أمام قضية معينة، ربما قد يكون السكوت في حالة استثنائية له قيمته العملية – لكن الصمت في مرحلة كهذه لا قيمة له، لا قيمة له إلا الخسارة في الأخير، لا قيمة له إلا التضحية بالدين والكرامة والعزة، لا قيمة له إلا الإهانة)).

ليكون مواجهتنا لهم وفق الحقائق الإلهية

كما يقول السيد حسين في محاضرة [ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ]: ((فنحن إذا كنا ننطلق في محاربة اليهود والنصارى على وفق الحقائق الإلهية فإنه العمل الصحيح والموقف الثابت الذي ينسجم مع الواقع، والذي يدفع عن الناس الكثير، الكثير من خطرهم، والكثير من شرهم فيصبح شرهم بالنسبة لنا على النحو الذي ذكره الله في القرآن: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111).))

 

قد يعجبك ايضا