فلسطين لست وحدك

بقلم: كوثر محمد المطاع

باتت إسرائيل اليوم كطفلةٍ مدللة يتسابقُ العالم لإرضائها على حساب الفلسطينيين ، يحاولون إسكات صراخها الذي تحاول إسماعه للعالم ، يكفكون دموعها بقصف الأطفال كل يوم ، لتصبح لعبتهم البحث عن ذويهم و لباسهم الجديد هو الكفن ، بعد سنوات من زرعها في المنطقة لزعزعة أمنها ، وصار موقف المسلمين عار على الإنسانية وخالي من الإخوة التي أمرنا الله بها

بعد زرع إسرائيل في الجسد العربي تم زرع علماء وزعماء في كل الدول العربية ، كمواطنين لتلك الدولة ومن ثم التسلق في مناصب هامة للتأثير على قرارات الدولة ، وهذا التأثير حسب ما يحتاجه الصهاينة المجرمين ، ولم تأتِ هذه التغييرات بصورةٍ واضحة أو سريعة بل ببطئ شديد حتى تتعود الشعوب على هذه السياسة وبدل مناهضتها تقوم هي بالموافقة عليها أو بالصمت حيالها

عندما نشاهد الدول المحاذية لها و تصريحاتها الباردة و إغلاق معابرها وصم أذانها لسنوات عن معاناة أهل فلسطين ، نعرف أن العدو قد تسلق السلطة وصار في كل بلد ، ونرى ذلك في قمع المسيرات السلمية و محاولة تكميم الأفواه ورفض أي تعليق قد يثير الشعوب ، ونرى البعض الآخر قد ساير شعبه في مسيرات غاضبة وهو يعلم بأنهم سيثورون لبعض الوقت وتنتهي مشاعر الغضب ، لأننا لم نجد من يقوم بالتعبئة العامة للجهاد الفعلي والاستعداد الكبير لخوض المعركة حتى وإن كانت دولً بعيدة عن محيط فلسطين ، ففي العروض العسكرية تتفنن الدول في استعراض الأسلحة الحديثة و سرد قائمة بقدارات كل تلك الأسلحة ونقلها عبر الشاشات ومواقع التواصل وتصنيف الجيوش العسكرية و التسابق للحصول على لقب أقوى جيش في العالم ، ولكن ضد من تجهز هذه القوة ياترى !

في حرب اليمن تسابق الجميع لمد يد الشر لتدمير اليمن والذي صار كيوسف بين إخوته ، أرادوه ذليلاً وأراده الله عزيزاً على الأمة كلها ، أرادوه ضعيفاً وأراهم الله قوتة ، أرادوا إشغاله بالحرب الضروس ونسوا أن القدس قضيته الأولى ، أرادوا وخططوا ونسوا أن الله يجمعهم لزوالهم القريب ،

ومن معاناة الأمة خرجت دول المحور لتقول لفلسطين لست وحدك ، هانحن قربك وفي ظهرك ، و جهادنا لا يقوى إلا في صف واحد ، ست ساعات من المواجهة أظهرت الوجه الحقيقي للجيش الرابع حول العالم كما يسمونه ، أظهرت ضعف استخباراته وضعف جنوده وماهم إلا وهم عالمي واهن ، لا ترَ قوتهم إلا بين الأبرياء العزل في اقتحاماتهم الليلة والتي يريدون من خلالها استعراض القوة على الأبرياء ، لاتجد قوتهم إلا في تعذيب الأسرى المظلومين وإرعاب الأطفال الصغار ، ترى تلك القوة على مرتزقتهم وعملائهم وهم يضعون احذيتهم على رؤوسهم تراها فوق حكام العرب العملاء المطبعين

اجتماع الدول العربية والغربية في يوم قمة مصر عُرف الموقف والبيان قبل بدءه ، فمن استنكر و طلب ضبط النفس لن تجد منه خيراً ، فبيانه معروف بأنه مخزي قبل إعلانه ، و موقفه ضعيف ، و نتائجه تطبيع الدول بصورة علنية فاضحة ، وما اجتماعها إلا كما أسماه الشاعر البردوني إلا اجتماع الحشرات

إما عن أبرز قراراتهم حل الدولتين هذا خيار قمتهم العظيم وكأنها خدعة الخاتم لمعاوية وعمر بن العاص وتثبيت إسرائيل لاحقا ، لم تنتهِ القمة لوقف إطلاق النار بصورةٍ حقيقةٍ ، ولم تتطرق للحصار الذي يعاني منه أهل غزة وفتح المعابر ، وفي الأخير لم يكتب أي بيان ختامي ، حتى وإن كان بيان وهمي كما تعودنا “أضحوكة العصر”

نحن هنا ياغزة نشعر بألآمك ، نمسح عنك جراحك ، وننتشل من تحت الركام عزتك ليرتقِ إلى السماء شهدائك الأعزاء ، نتابع الأحداث عن كثب وكأنها شوارعنا وبيوتنا التي تقصف ، نشاهد قصف المدارس والمستشفيات والمساجد وكأنها نفس الأحداث التي عشناها كيف لا وعدونا واحد ، سنرج في مسيرات لا نبحث منها عن تلميع إعلامي أو ترند عالمي ولكن نخرج لنسجل الأسماء لتعبئة الجهادية في الأقصى ، وسنقدم الأموال ، سنخرج في مسيرات غضب حقيقية تجنى ثمارها ، فليس لدينا سفارة أمريكية ولا إسرائيلية لنقوم بحرقها فقد أحرقناها سابقاً ، و سبق الوعي فينا هدف العدو و محاولة استيطانه لنا ! سنربي الأجيال على جهاد أعدائنا وعلى الحرية و النصر المبين ، وسنكون دوما إلى جوارك غزة .

قد يعجبك ايضا