صحيفة-عربية : أطفال اليمن بين المذابح والصمت الدولي

صحيفة-الخبير-

على مدى سنوات عديدة وطفولة اليمن لا تزال تحت نيران عدو لا يعرف عن الدين والأخلاق والإنسانية شيىء، وعلى مرأى ومسمع عالم لا يقل عنه دموية وإجراماً ووحشية، فالأول يقتل بطائراته وصواريخه وذاك الآخر يقتل بصمته وسكوته.

هذه هي الحقيقة وهذا هو المشهد المؤلم على طفولة الإنسانية ونحن نلاحظ بين الحين والآخر أنهم لم يستثنوا بصواريخهم المعتدية أحدا ..

وها هو الحال أننا نراها تنزل دون استئذان لتداهم الأبرياء دون رحمة وتحولهم إلى أشلاء متناثرة..! تأتي طائراتهم لتقذف صواريخها وترحل تاركة خلفها رائحة الموت لا تفريق بين مدني ولا محارب، لا بين الصغير والكبير.

وهنا لا بد من تذكير بالإحصائية التي فاقت التصور حول الجرائم المستمرة من قبل التحالف السعودي الأميركي بحق طفولة اليمن، فقد بلغ عدد الضحايا حتى عام 2018 من الأطفال ما يقارب 3359 والجرحى 3310 وإجمالي الضحايا 6669 بحسب إحصائية المركز القانوني للحقوق والتنمية.

وهنا نُذكر بالجريمة الكبرى بحق أطفال اليمن الخميس بتاريخ 9\8\2018، طلاب ضحيان في مدينة صعدة الذين استهدفهم طائرات التحالف السعودي الأميركي بغارة معتدية لا تقل بشاعة عن سابقاتها، راح ضحيتها حوالي 51 شهيداً و 79 جريحاً جُلُّهم من الأطفال والمدنيين الذين كانوا في طريقهم إلى مركزهم التعليمي..

وهذه الجريمة التي استنكرتها منظمات دولية وإقليمية وأكدت على عدم مشروعية الغارات والمجازر على المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب اليمني لم تغير من موازين المعادلة شيئا..!

هذه المشاهد وغيرها التي تخالف كل قوانين الإنسانية وتضرب بها عرض الحائط، ولا تبالي بأي من الأعراف الدولية والتي تحرم كل أنواع القتل ضد الطفولة، وتجعل من قضايا الإنسانية عنواناً عريضاً وخطاً أحمراً في المحكمة الدولية ومجلس الأمن الدولي، وتُقيم العقوبات والحروب على من خالفها؛ إلا أننا نجدها في اليمن غائبةً عن ذلك بكل قوانينها وبرامجها، وهذا ما يجعل دول العالم مسرحاً للعبة الأمم وعشوائية القرار لمن يملكُ القوة…!

والمفارقة العجيبة حين تسمع تبريرات العدوان بأنهم قصفوا أخطر شبكة كانت تعدُ للمنظومة الصاروخية والقتالية، ويتباهون بكل هذه الجرائم وأنها ضمن رصد دقيق وعمل مخابراتي تتبع كل خطواتهم؟! هل يعقل أننا في القرن الواحد والعشرين بكل تطوره في برامج التكنولوجيا الحديثة أنها لم تستطيع أن تفرق بين الأطفال والمقاتلين؟! 

..إنّ هذه الجرائم العدوانية بحق أطفال اليمن كفيلة بأن تكون السبب الرئيسي لملاحقة النظام السعودي والإماراتي في كل المحافل والمحاكم الدولية، وتعريته أمام الرأي العام حتى لا تبقى أي مبررات حول مشروعية اعتدائه على اليمن، لأننا نلاحظ بالجرم المشهود أنها جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ولا تقبلها المواثيق والمعاهدات الدولية، فضحايا القنابل العنقودية شاهدة على دموية الإجرام بحق أطفال اليمن وعلى مدى سنوات عديدة..

قد يعجبك ايضا