زايد أقسم على تفتيت اليمن الى 20 دولة والزبيدي يخالف ذلك باللجوء الى الكيان الاسرائيلي

 

إذا قال أحدهم بعد أن يعود الى الوراء لعدة عقود وتحديداً الى زمن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أن هذه الجمهورية على علاقة مع العدو الإسرائيلي أو لا تمانع في تطبيع علاقاتها مع العدو الإسرائيلي لأتهمه أول مستمع لهذا الحديث بالجنون فهذه الدولة كانت على رأس الدول العربية الأكثر تضامناً مع القضية الفلسطينية والأكثر رفضاً للإمبريالية وللصهيونية لدرجة أن الولايات المتحدة الامريكية صنفتها ضمن الدول المارقة أو الداعمة للإرهاب.

اليوم يتباهى الزبيدي وهو على رأس مكون موالي للإمارات الموالية بدورها لتل أبيب ولواشنطن بأنه سيتجه الى تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي في حال تم اعلان ما يتحدث عنها ب” دولة الجنوب العربي” لكن لماذا يضطر الزبيدي الى التلويح باللجوء الى تل أبيب ما دام وابوظبي هي واجهة الكيان الإسرائيلي في اليمن ولماذا لا يعلن الزبيدي عن دولته؟ هل هناك عوائق ؟ ماذا ينتظر لكي يفعل ذلك؟

الإجابة على هذه التساؤلات تشير الى أن الواقع في المحافظات الجنوبية والشرقية رغم كل المتغيرات منذ أزمة حرب 1994م وما تلاها من اقصاء متعمد للكوادر من أبناء تلك المناطق لاسيما من الجيش تشير الى أن هناك مخاوف من التوجه الحقيقي نحو الانفصال وإعلان دولة على أراضي ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية ومن ضمن تلك المخاوف مصير الاحتلال والعدوان فاعلان دولة كما يظن الزبيدي بحاجة الى قناة تلفزيونية وموافقة إسرائيلية ورضى امريكي ودعم اماراتي وفي الحقيقة أن هذه المعايير او الشروط قد تحققت بالكامل فلماذا لم يعلن الزبيدي دولته ؟

فبكل بساطة أن الزبيدي لم يتمكن حتى اللحظة من قراءة حقيقة الواقع اليمني لأن ما يتم التوجه اليه يتناقض مع هذا الواقع وبالتالي فإن مؤشرات الفشل أكثر من مؤشرات النجاح ولو كان النجاح هو المتوقع لسارعت أبوظبي الى الإعلان عن مولود جديد في الخارطة الدولية سيكون تحت حمايتها بالنيابة عن العدو الإسرائيلي.

ما يطرحه الزبيدي استمرار لحالة الخطاب السياسي والإعلامي الذي يتجاوز الواقع ولا يعترف بحقائق الجغرافيا والتاريخ وبمتغيرات المزاج الشعبي نتيجة الاستهداف الممنهج للبلاد بشعبها وأرضها وتاريخها وتراثها واقتصادها ومجتمعها وهذا ما يعمل اليوم على تشكيل مزاج شعبي يتوق للحرية والاستقلال ويطمح الى يمن يمتلك حق السيادة على أرضه بعيداً عن أدوات الخيانة والعمالة والارتزاق وقبل ذلك بعيداً عن العدوان الأجنبي الذي لا يمكن أن يسمح للزبيدي أو لغيره من تأسيس دولة ولو على شروطه ووفق معاييره لأن ما تبحث عنه ابوظبي والرياض ومن خلفهما تل أبيب وواشنطن ليس إلا الفوضى والتدمير والتجزئة ليس الى دولتين كما قد يتوهم الزبيدي ورفاقه بل الى عدة دول وهنا نذكر الزبيدي بقسم زايد بن سلطان في حرب 1994م بأنه سيعمل على تحويل اليمن الى عشرين دولة وما على الزبيدي إلا ان يختار التواهي أو الشيخ عثمان لتأسيس دولته المستقبلية على تلك الأراضي هذا بالطبع إذا وافق أبناء التواهي أو الشيخ عثمان على تحويل مناطقهم الى دولة تخص الزبيدي ورفاقه

وفي الأخير ترى هل يستطيع الزبيدي أو مرتزقة الاخوان من عملاء السعودية اعادة تشغيل ميناء عدن بشكل كامل؟!!

قد يعجبك ايضا