حصاد جبهة الإسناد اليمنية: استنزاف حتى تحقيق الأهداف

ـ أكثر من 215 عملية، واسقاط 6 طائرات أمريكية واستهداف أكثر من 165 سفينة

ـ أكثر من 215 عملية واسقاط 6 طائرات أمريكية واستهداف أكثر من 165 سفينة

يصادف هذا الأسبوع مرور 6 أشهر على بدء الولايات المتحدة وبريطانيا مئات الغارات الجوية على اليمن. وعلى الرغم من فشل هذه الغارات في تحقيق هدفها في القوات المسلحة اليمنية عن متابعة عملياتها العسكرية بل والانتقال في مراحل التصعيد طبقاً لما يفرضه الميدان في قطاع غزة، إلا أن ضيق الخيارات المفتوحة، جعل من متابعة القصف الجوي لأهداف في الجغرافيا اليمنية حلّاً أقل كلفة سياسية وعسكرية. في حين أن اضطرار واشنطن لاستكمال غاراتها تعكس حقيقة مفادها أن الواقع الذي فرضته صنعاء لا يمكن تجاهله وهذا يعود للأثمان التي دفعتها (إسرائيل) وحلفاؤها جراء اغلاق الممرات البحرية بوجههم.

بلغ عدد العمليات العسكرية منذ بدء الحرب أكثر من 230 عملية، منها 46 مباشرة على كيان الاحتلال. وأسقطت القوات المسلحة اليمنية 6 طائرات أمريكية، فيما وصل عدد السفن المستهدفة إلى165 سفينة. كما تجاوز الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة المستخدمة الـ 520.

لا يُستثنى من مفاعيل الهجوم الذي تشنه القوات المسلحة اليمنية، تلك الخسائر التي يتكبدها ميناء حيفا وشركات الشحن التي تتجه إليه أضف إلى ذلك خسائر شركات السفن التي تعرضت للإصابة ولم تستطع إكمال طريقها لتقديم المساعدة للكيان. وتكشف تقارير إعلامية أن المدن المحتلة تلقت أكثر من 212 ألف صاروخ من مختلف الجبهات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.

هذه العمليات التي كلفت الولايات المتحدة حوالي 1 مليار دولار وفقاً لتقرير استخباراتي أمريكي نشره موقع اكسيوس، فشلت في نهاية المطاف في ردع القوات المسلحة اليمنية، التي تواصل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على السفن في البحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي.

تقدر تكلفة الذخيرة التي تستخدم لإسقاط الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة ما بين 1 مليون دولار و 4.3 مليون دولار. مع الإشارة إلى أنه لا يمكن للسفن إعادة التحميل في البحر وسيتعين عليها العودة إلى الموانئ القريبة لإعادة التحميل إذا استمر النشاط الحركي لفترة أطول – ربما تكون جيبوتي إحدى الخيارات، وفقاً لخبراء تحدثوا إلى Responsible Statecraft.

من ناحية أخرى، يشير عضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بهنام بن طالبلو، إلى أنه “لا يبدو أن مخزونات الحوثيين قد استنفدت في أي مكان، حتى مع استمرار الضربات الأمريكية والبريطانية المتفرقة ضدهم… علاوة على ذلك، تعتزم القوات المسلحة اليمنية إبراز قوتها خارج حدود اليمن الآن بعد أن انتصروا في الحرب. بالتالي تواجه الولايات المتحدة قائمة من الخيارات السيئة فقط في مواجهة هذا الواقع”.

لا شك أن القوات المسلحة اليمنية تكبدت خسائر جراء استهداف مواقعها، لكن احتفاظها بالقدرة على مهاجمة السفن متى تجاوزت الخط الأحمر، أي الإبحار باتجاه موانئ فلسطين المحتلة، يشي بمحدودية جدوى الضربات.

ويقول الأستاذ المشارك الذي يركز على الشرق الأوسط في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، توماس جونو، إلى أن “نية القوات اليمنية في مواصلة عرقلة الشحن في البحر الاحمر لم تتزعزع”. مضيفاً بأن “الواقع على الأرض في اليمن هو أن اليمنيون قد انتصروا في الحرب وأن الحكومة المعترف بها دولياً ليست في وضع يسمح لها بتحديهم. إنه ضعيف ومجزأ وفاسد”.

الواقع، أن التعتيم الإعلامي الذي تمارسه الإدارة الأمريكية من جهة وكيان الاحتلال من جهة أخرى على حجم الخسائر التي نتجت عن العمليات العسكرية يعكس التدابير الممنهجة التي اتخذت لهذا الغرض. في حين أن ردة الفعل التي جاءت بعيد اعلان صنعاء التزامها باعتبار اليمن جبهة اسناد تشي بحجم المعضلة التي يواجهها هؤلاء.

ثمة من يقول رداً على ما تخيطه وسائل الاعلام الغربية والتقارير الصادرة عن البيت الأبيض والقيادة الأمريكية الوسطى وغيرها بأن صنعاء تتكبد الخسائر نتيجة موقفها، بأن المشهد يأتي على هذه الحال: الشعب اليمني يدفع الأثمان لكنه يجني تحقيق الأهداف، بينما لا تجني واشنطن شيئاً مقابل ما تتكبده من خسائر مادية كل يوم.

قد يعجبك ايضا