«حزب الإصلاح « يتاجر بدماء الجنوبيين ويمارس التضليل الإعلامي..!

 

تزامنا مع فشل جماعة الإخوان «حزب الإصلاح» في حشد الجنوبيين إلى معاركها في مارب؛ أعادت الجماعة خطابها إلى مربع تكفير الجنوبيين واتهامهم بالعمالة، وعلى رغم وحدة المعسكر الذي يقف فيه الإصلاحيون والانتقالي ممثلا بتحالف العدوان على اليمن، إلا أن عقيدة تكفير الجنوب ما زالت هي الناظمة للخطاب السياسي والإعلامي للجماعة تجاه كل جنوبي ، خطاب يعيد إلى الأذهان فتاوى التكفير والاستباحة للجنوب التي أصدرتها قيادات الجماعة ، ونهج السطو والسيطرة والنهب لكل ما هو جنوبي التي دشنتها الجماعة مع انتهاء حرب صيف 94.
لم تبدأ الحرب على الجنوب صيف 1994م، إلا بعد فتوى إخوانية شهيرة أصدرها عبدالوهاب الديلمي القيادي الإخواني وعضو الهيئة القيادية العليا لحزب الإصلاح ، أما عبدالمجيد الزنداني فقد كان قائداً من قادة الحرب ، التي أطاحت بالجنوبيين وأباحتهم للناهبين ، كما يمثل علي محسن الأحمر قائد الحرب الميداني ، ويعد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قائد المليشيات القبلية التي اجتاحت الجنوب ،ففي استعراض سريع لصحيفة الصحوة الناطق الرسمي لحزب الإصلاح «جماعة الإخوان» خلال عام 1994م لا يكاد يخلو عدد من أعدادها من مادة مصوبة تجاه الجنوبيين ، حرب الإخوان على الجنوب بدأت بتكفير الجنوبيين وإباحتهم ، وانتهت بالسيطرة عليه وتحويله إلى مناطق مغلقة للجماعة .
اليدومي رئيس حزب الإصلاح حاليا اعتبر الحرب وقتها دفاعا عن وحدة الأمة والمسلمين ، ودعا للوقوف صفا واحدا في إطار الحرب على الجنوب.
قد لا يكون الكثير من الجنوبيين يعرفون بتفاصيل الحرب الإخوانية على الجنوب ، لكن ما حصل بعد انتهاء الحرب التي قادها صالح وبتجييش وتحشيد الإخوان «حزب الإصلاح» ، قام علي محسن الأحمر وعبدالمجيد الزنداني وقادة الجماعة بفرض السيطرة على مفاصل الثروة وتقاسموها مع نظام عفاش ، ومنذ ذلك الحين تنتهج جماعة الإخوان نهجا عدائيا للجنوب ولكل الجنوبيين وتتعامل معهم إما كضحايا يجب أن يخضعوا لسطوتها أو وقود لمعارك الجماعة وأجنداتها وجبهاتها.
ويعيد مشهد التجييش الإخواني للجنوبيين إلى معركة الجماعة في مارب ، ما سبق وأن مارسته جماعة الإخوان من حروب على الجنوبيين بلغت ذروتها في صيف 94 ، حين أصدر القيادي «الإخواني» في حزب الإصلاح عبدالوهاب الديلمي فتوى شهيرة بتكفير الجنوبيين مثلت تلك الفتوى نقطة انطلاق الحرب التي شنها نظام صالح وقتها ، ولعب الإخوان فيها الدور الرئيسي في التحشيد الإعلامي والقبلي والعسكري للحرب على الجنوبيين ونهب مقدراتهم والقضاء على الحزب الاشتراكي الذي وقع على اتفاقية الوحدة في العام 1990م.
منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الشيوعية، تحول حزب الاصلاح –الذي تزامن تاريخ إنشائه مع خروج الاتحاد السوفيتي من مسرح السياسة العالمية- إلى وريث شرعي للجماعات الإرهابية والجهادية التي أوكل الغرب إليها مهمة محاربة الشيوعية في أفغانستان ، وبما كان الجنوب يمثله آنذاك من ايدولوجيا اشتراكية فقد صوب الإخوان سلاحهم وإعلامهم تجاه الحزب الاشتراكي ومنه انطلقوا للسيطرة على الجنوب ونهب منازل الجنوبيين ومقدراتهم.
وبالتزامن مع ما كانت تشهده الساحة اليمنية والدولية من متغيرات، اتجه إخوان اليمن بعد ظهورهم كأول كيان سياسي إخواني معترف به دوليا في إطار المنظومة السياسية اليمنية، لاستثمار الكثير من التناقضات وبدأ ببناء مجتمعه الخاص دولته الخاصة داخل الدولة سياسيا واقتصاديا وعسكريا ،
استثمر حزب الإصلاح الأزمة السياسية التي شهدتها اليمن عقب إعلان نتائج أول انتخابات نيابية يتم إجراؤها عقب قيام دولة الوحدة عام 1993م وبدأ يطرح نفسه بديلاً سياسياً لطرف الوحدة الثاني أي الحزب الاشتراكي اليمني الذي مثلت نتائج الانتخابات ضربة موجعة له، بعد حصوله على أقل المقاعد في مجلس النواب فيما حل الإصلاح ثانياً بعد المؤتمر، وهو الأمر الذي اعتبره الإخوان انتصاراً كبيراً خاصةً بعد وصول عبدالمجيد الزنداني الذي يعد من أبرز قياداته إلى عضوية المجلس الرئاسي.
واجتهد تنظيم الإخوان في تغذية الأزمة السياسية وسار بها من خلال حزب الإصلاح الذي أصبح شريكاً في السلطة نحو المزيد من التأجيج وتفجيرها عسكرياً مستهدفا شريك الوحدة الجنوبي وإخراجه من المشهد السياسي اليمني ، وبعد وصول الأزمة إلى طريق مسدود وانفجار الوضع عسكرياً عاد حزب الإصلاح لشعاراته القديمة المعادية لأبناء المحافظات الجنوبية وأطلق فتوى في العام 1994 كفّر فيها الحزب الاشتراكي، الشريك الثاني في تحقيق الوحدة اليمنية، مشرعا لحرب اعتبرها ضد المرتدين وضد أذناب الشيوعية في اليمن.
ليس هذا وحسب بل إن حزب الإصلاح بعد هزيمة الحزب الاشتراكي وإخراجه واستبعاده من المشهد السياسي والعسكري، واستباحة المحافظات الجنوبية نصّب نفسه وصيا ووريثا شرعيا ومتحكما في مصير أبناء الجنوب، وبدأ ممارساته العبثية في استهداف المواطنين وفرض أجنداته وايدولوجياته التي وصلت حدود تنفيذ مجازر وانتهاكات ضد السكان ،
سيطرة حزب الإصلاح عقب حرب 94 صنعت الكثير من التناقضات ونجمت عنها الكثير من المشاكل والاختلالات السياسية والأمنية والاجتماعية، وخاصة بعد أن اتجه حزب الإصلاح الإخواني لتفريخ وإنشاء جماعات إرهابية متطرفة وتجنيد أبناء المحافظات الجنوبية وصنع أفغانستان جديدة في اليمن.
اليوم وبعد أكثر من عقدين على بدء تنفيذ استراتيجية الإخوان في المحافظات الجنوبية وتشكيل جيش الإخوان المتطرف ها هو حزب الإصلاح يجني ثمار سياساته الدموية ويستهدف أبناء المحافظات الجنوبية بمقاتلين جنوبيين، يقودهم إلى محارقه في الشمال والجنوب والدفاع عن مشاريعه ومصالحه دون اعتبار للنتائج الكارثية التي تنتج عن ذلك ، ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل عمد الإصلاح الإخواني إلى محاولة استقطاب الجنوبيين وجلبهم إلى معاركه الخاصة التي يخوضها في مارب.
رفض الجنوبيين وامتناعهم عن الذهاب إلى مارب للقتال في معركة الإخوان التي تجيّش لها من كل المناطق ، أعادت الخطاب الإخواني إلى مربعات العداء للجنوبيين ، وقبل أيام قالت القيادية في الحزب توكل كرمان إن عيدروس الزبيدي عميل ووصفته بالحقير ، شنعت كرمان في صفحتها على الفيس بوك بعيدروس الزبيدي وجماعة الانتقالي ، وهو أمر يذكّر الجنوبيين بما تبنته قيادات الإخوان من خطابات عدائية وممارسات إجرامية في الجنوب.
تسهيلات ومساهمات الإصلاح في إعادة «الأفغان العرب» وتحويل اليمن إلى وطن بديل للجماعات المتطرفة، لم تكن وليدة الصدفة أو من باب التعاطف مع من كانت تعتبرهم أمريكا ودول الغرب ثوارا، بل جاءت وفق مخطط وسيناريوهات مدروسة تحظى بمباركة ودعم أمريكي وبريطاني يستهدف توظيف تلك العناصر وتجنيدها في إطار مشاريع توسعية جديدة لواشنطن تستهدف اليمن والمنطقة بشكل عام.
حزب الإصلاح – وفي إطار مثل هذه المشاريع التي تحرص المخابرات الأمريكية على تنفيذها من خلال جيش متعدد الجنسيات – اتجه لبناء جيشه الخاص معتمدا نفس السياسة، وهو ما بدأ ترجمته فعليا وترجم من خلاله مدى استعداداته لتفجير الأوضاع عسكريا والدخول في حرب مع الحزب الاشتراكي اليمني وأبناء المحافظات الجنوبية الذين اعتبرهم امتدادا للشيوعية في اليمن.
استثمر حزب الإصلاح الأزمة السياسية التي شهدتها اليمن عقب إعلان نتائج أول انتخابات نيابية يتم إجراؤها عقب قيام دولة الوحدة عام 1993، وبدأ يطرح نفسه بديلا سياسيا لطرف الوحدة الثاني أي الحزب الاشتراكي اليمني الذي مثلت نتائج الانتخابات ضربة موجعة له، بعد حصوله على أقل المقاعد في مجلس النواب فيما حل الإصلاح ثانيا بعد المؤتمر، وهو الأمر الذي اعتبره الإخوان انتصارا كبيرا خاصة بعد وصول عبدالمجيد الزنداني الذي يعد من أبرز قياداته إلى عضوية المجلس الرئاسي.
خلال سنوات العدوان على اليمن نصبت جماعة الإخوان «حزب الإصلاح» نفسها وصية على الجنوبيين ، تحدثت باسمهم وبعناوينهم وتاجرت بقضيتهم ، كانت هي الجلاد واعتبرت نفسها الضحية ، سفهت الانتقالي لجنوبيته لا لتبعيته للإمارات ، وما زالت تتبنى خطابها العدواني ومن المنطلقات نفسها ، حيث تعتبر نفسها هي الوصية على الجنوب وهي المتحدثة باسمه.
اجتهد تنظيم الإخوان في تغذية الأزمة السياسية وسار بها من خلال حزب الإصلاح الذي أصبح شريكا في السلطة نحو المزيد من التأجيج وتفجيرها عسكريا مستهدفا شريك الوحدة الجنوبي وإخراجه من المشهد السياسي اليمني ،
بعد وصول الأزمة إلى طريق مسدود وانفجار الوضع عسكريا عاد حزب الإصلاح لشعاراته القديمة المعادية لأبناء المحافظات الجنوبية وأطلق فتوى في العام 1994 كفر فيها الحزب الاشتراكي مشرعا للحرب التي اعتبرتها الجماعة حربا ضد المرتدين وضد أذناب الشيوعية في اليمن.
وليس هذا وحسب بل إن حزب الإصلاح بعد هزيمة الحزب الاشتراكي وإخراجه واستبعاده من المشهد السياسي والعسكري، واستباحة المحافظات الجنوبية نصب نفسه وصيا ووريثا شرعيا ومتحكما في مصير أبناء الجنوب، وبدأ ممارساته العبثية في استهداف المواطنين وفرض أجنداته وايدولوجياته التي وصلت حدود تنفيذ مجازر وانتهاكات ضد السكان.
سيطرة حزب الإصلاح عقب حرب 94 صنعت الكثير من التناقضات ونجمت عنها الكثير من المشاكل والاختلالات السياسية والأمنية والاجتماعية، وخاصة بعد أن اتجه حزب الإصلاح الاخواني لتفريخ وإنشاء جماعات إرهابية متطرفة وتجنيد أبناء المحافظات الجنوبية وصنع أفغانستان جديدة في اليمن.
حالياً يستثمر حزب الإصلاح الحرب العدوانية على اليمن في تعزيز قدراته العسكرية من خلال استيعاب التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة والمجاميع المسلحة ويذهب للاستثمار في الجنوب وتخيير الجنوبيين بين أن يكونوا ضحايا لحرب الجماعة أو وقودا لها في مارب.
اعتبر أكاديميون وناشطون دعوات حزب الإصلاح الإخواني ومطالباته للجنوبيين بالقتال في مارب ، محاولة استثمار لتغوله في الجنوب وتحشيد الجنوبيين ودفعهم لخوض معركته في مارب ، لافتين إلى أن حزب الإصلاح ومن خلال الممارسات على الأرض يهدف أيضا إلى تفريغ الجنوب من خلال استدراج المقاتلين إلى مارب ومن ثم السيطرة على كل المحافظات الجنوبية.
وسخر عدد من الكتاب والمحللين السياسيين الجنوبيين، من زيف الدعوات التي يطلقها من أسموهم بـ «صبيان حزب الإصلاح الإخواني» الذين ينادون وهم قابعين في فنادق تركيا، للدفاع عن مارب، ، مشيرين إلى أن الإخوان من خلال إطلاق مثل هذه الدعوات يستهدفون جر المقاتلين الجنوبيين لخوض الحروب والمعارك نيابة عنهم والدفاع عن مصالحهم.
وتتزامن الدعوات التي تطلقها جماعة الإخوان» حزب الإصلاح» للجنوبيين بالتوجه للقتال في صفوفها بمارب ، مع تحركات إصلاحية نحو شبوة وأبين وعدن وحشد قوات لها إلى تلك المحافظات في إطار صراعها مع الجنوبيين في تلك المحافظات ، وضمن مخططها الساعي إلى استكمال السيطرة الكاملة عليها.
وتشهد مارب معارك ضارية بين القوات المسلحة واللجان الشعبية وبين مليشيات الإخوانج وقطعان الإرهابيين والقاعدة وداعش ، ويتلقى الإخوان ومليشياته ومن في صفوفهم من المرتزقة والعملاء والإرهابيين هزائم متلاحقة وانكسارات في كافة المحاور ، وهو الأمر الذي دعا بالجماعة إلى إطلاق النفير والاستنجاد بالجنوبيين للقتال في صفوفها.
عادل عبدالإله
قد يعجبك ايضا