تمديد اتفاق الهدنة في اليمن.. هل تخرق السعودية مجددًا؟

أعلنت الأمم المتحدة عن تمديد الهدنة الحاليّة (الإنسانيّة والعسكريّة) في اليمن لمدّة شهرين إضافيين، وذلك بنفس الشروط السابقة، فيما تبقى “العبرة بمدى التزام الطرف الآخر بتعهداته ليُصار إلى بحثٍ شامل للوضع الإنساني”، بحسب ما أعلن رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبدالسلام.

لكن في  الواقع والتجربة، فإنّ السعودية لم تفِ بالتزاماتها كاملةً بالهدنة خلال الشهرين الماضيين، وخاصةً فيما يخصّ الملف الإنساني حيث ظلّت تماطل في فتح مطار صنعاء الدولي، وقامت باحتجاز سفن الوقود القادمة إلى ميناء الحديدة، فضلًا عن الخروقات العسكرية التي كانت ترتكبها بصورة يوميّة.

وعليه، فإنّ الجانب اليمني وافق على تمديد الهدنة، على أن يتم استكمال ما لم يتم استكماله خلال الشهرين الماضيين، وأكّد على إيجاد معالجات إنسانية عاجلة وإصلاح ومعالجة التأخير الذي حصل في تنفيذ بنود الهدنة خلال الشهرين الماضيين.

وفي هذا الصدد، أكّد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشؤون الدبلوماسية عبدالإله حجر أنّ “الإتفاق على تمديد الهدنة تم بموافقة الطرفين  بسعي من الأمم المتحدة”، ولفت في مقابلة مع موقع “العهد” الإخباري، إلى أنّ “قيادة الثورة في اليمن تسعى لحماية الوطن بأكمله، وأنّها لن تخضع لعبودية قوى العدوان المتمثلة بالسعودية والإمارات ومن خلفهما الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني”.

وأشار إلى أنّ “اليمن اليوم لا يسعى لتحرير أراضيه فحسب، بل أنّه مستعد للتضحية في سبيل تحرير فلسطين ومقدساتها وكلّ المستضعفين في الأرض”.

ولفت إلى أنّ “السعودية تستجدي الهدنة وتعمل بجديّة لوقف الحرب كليًّا بعد الخسائر الاستراتيجيّة والسياسيّة التي تتكبدها في المنطقة من لبنان إلى سوريا وكلّ دول محور المقاومة”.

وشدّد الحجر على أنّ “أيّ حماقة وخرق للهدنة سيُواجه بما لا يتوقعه السعودي ومن خلفه، وأنّ اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الوصاية السعودية التي يتعرّض لها اليمن منذ سنوات”.

عضو الفريق الوطني اليمني المفاوض عبدالمجيد الحنش اعتبر في تصريح لـ”العهد” أنّ “السعودية أرادت من وراء هذا الاتفاق أن تصوّر نفسها أنّها “حمامة السلام” في المنطقة، بينما هي الخاسر الأكبر في هذه المنطقة ووجه آخر للكيان الصهيوني”.

وأردف القول “السعودية ومن خلفها يريدون تصوير أنفسهم أنّهم الأقوى والأقدر في المنطقة من خلال محاولاتهم فرض إملاءات وشروط في هذا الإتفاق إلاّ أنّهم ليسوا في هذا الموقف”.

وركّز الحنش في حديثه على أنّ “المجتمع الدولي كان يتسوّل القبول ببعض الشروط السعودية لإظهارها بصورة المنتصر، إلاّ أننا لسنا ممن يساوم على دماء شعبنا وتضحياته، بل أكثر من ذلك فإنّنا لن نقبل بإيّ اتفاق يرمي إلى وقف العمليات العسكرية دون رفع  الوصاية السياسية السعودية عن اليمن”.

الخبير العسكري اللواء الركن عبدالله الجفري رأى أنّ “هذه الهدنة أبرمت بعدما عجزت السعودية عن تحقيق أهدافها، بل وأصبحت مهددة اقتصاديًا على امتداد أراضيها”.

وأضاف “تضحيات الشعب اليمني هي التي أنجزت هذه الهدنة، وأنّ هذا الشعب سيواجه أيّ عدوان واحتلال سواء كانت السعودية وغيرها من دول الاستكبار التي تستغل هذه الهدنة لإعادة تموضعها في الميدان واختلاق انتصارات تحفظ ماء وجهها في المنطقة على الرغم من أنّها لم تعد قادرة على تكبّد خسائر أكبر”.

الجفري بيّن أنّه “تم تعديل بعض بنود اتفاق الهدنة والتي تتعلق بالحاجات الإنسانية والبنى التحتية والخدمات التي يجب تأمينها للنهوض في حياة هذا الشعب المضحّي”، ومتوعّدًا بمفاجآت ميدانيّة كبرى في حال أقدمت قوى العدوان على خرق الهدنة”.

 

موقع العهد /مصطفى عواضة

قد يعجبك ايضا