اليمن واقتصاد التحالف.. جحيم المواجهة المرتقبة

باتت الاحتمالات مفتوحة من قبل حكومة صنعاء فيما يتعلق بمواجهة حرب التحالف على اليمن، بعد انتهاء الهدنة في الـ2 من أكتوبر الماضي، واستمرار المناوشات العسكرية المتقطعة في بعض الجبهات، وتواصل الحصار.

ففي الوقت الذي كان يفترض فيه أن تقود الهدنة إلى تسوية مبدئية نحو سلام شامل، والانتهاء من الحرب مع نهاية العام الحالي، كان تعنت التحالف هو الموقف الثابت من المطالب الإنسانية لصنعاء تجاه الشعب اليمني، والتي كان في مقدمتها صرف رواتب الموظفين ورفع الحصار وهي المطالب التي لا تشكل أي خطر على التحالف وداعميه من الدول الغربية.

فراغ ما بعد انتهاء الهدنة فرض حالة من اللاسلم، والكثير من مؤشرات استمرار الحرب، فالإدارة الأمريكية لم تلتقط مبادرة العديد من أعضاء الكونغرس في التصويت على قانون يُنهي حرب اليمن؛ بل عمدت إلى تأجيل المشروع بدلا من تبنيه لتنتشل حليفها الاستراتيجي ” السعودية” من مستنقع الحرب التي تحدث 8 سنوات، فشلت معها أبرز وأهم مخططات تحقيق انتصار فعلي على الأرض، عدا مضاعفة معاناة المدنيين وزيادة أعداد القتلى منهم.

وفيما يبدو أن الخيارات الدبلوماسية اوشكت على الانتهاء، وأن مبادرات إنهاء الحرب التي قدمتها صنعاء، أسقطها التحالف كأوراق الخريف، ليخيم شبح الحرب من جديد على اليمن، وهذه المرة يبدو أن المعركة ستكون أوسع مع دخول قرصنة البحر والجزر اليمنية حيز الاحتلال بشكل علني وفاضح.

وبحسب المصادر الإعلامية، وجه المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، القوات المسلحة بالجاهزية، وكان أول أعمال الجيش بعد الهدنة، هو تحذير السفن التجارية من استمرار نهب النفط اليمني من أي محافظة، وتوالت الضربات التحذيرية على السفن التي وصلت إلى موانئ غرب اليمن، لتغادر تلك السفن بعد إدراك من قام بإرسالها من الشركات الخارجية أنه لا مجال للتحايل على تحذيرات صنعاء وأن الضربات التي حملت عنوان ” نحن بالمرصاد” قد تحول هذه السفن إلى حطام محترق متى تمادت على السيادة اليمنية، وتجاوزات التهديدات المشروعة.

رسالة للتحالف عبر وفد عمان المفاوض

الأسبوع المنصرم، زار العاصمة صنعاء وفد عماني، لبحث سبل تجديد الهدنة الإنسانية والعسكرية، الزيارة جاءت انعكاسًا للتطورات التي نجمت عن استمرار التحالف في فرض الحصار، وبدء اجتماعات عسكرية في الرياض لمناقشة الوضع العسكري في اليمن، عقب الزيارة، وجه عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي رسالة إلى التحالف عبر وفد عمان المفاوض قال فيها” ” احملوا عنا رسالة للمملكة السعودية مفادها إن كان لديهم فائض في الموازنة فعليهم ان يخففوا من الضرائب التي اثقلت كاهل مواطنيهم، مؤكداً بانه إذا عادت الحرب سوف تصفر موازنتهم وسيحدث العجز فيها كما حدث في الأعوام الماضية، لأننا رجال ولدينا رجال قادرون عن المواجهة وتحقيق الانتصارات.

وكان وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد العاطفي قد دعا دول التحالف إلى إيقاف الحرب، مهددًا بضربات مزلزلة ضدها، وأن توجه التحالف لترتيب أوراقه خلال الهدنة وشراء منظومات الدفاع الجوي لن تحميه من الضربات النوعية للقوات المسلحة.

وأضاف: “إذا استمر تحالف العدوان في غيه وحصاره لشعبنا فسنجعل الصواريخ الباليستية والطيران المسير في سماء بلدانهم كأسراب الجراد”.

لا تراجع.. لا استسلام

الأكيد أن صنعاء وصلت هذه المرة إلى خط اللاعودة في التراجع عن الشروط المطروحة على الطاولتين الأمريكية والسعودية، وأن المفاوضات كانت من أي طرف لن تفضي إلى نتيجة، طالما لا يزال الحصار مفروضًا والحرب في شكلها العسكري والاقتصادي مستمرة؛ لذا فإن الخيار الوحيد المتاح هو إرهاق دول التحالف اقتصاديا بضرب منشآتهم الحيوية، كي يتناول أبناء اليمن خبزهم دون الحاجة لسماع ضربات التحالف في صنعاء وغيرها من المدن التي صمدت ولا تزال خلال 8 سنوات من حرب عبثية، تقتل الأبرياء.

قد يعجبك ايضا