الى تركي الفيصل.. أمريكا لم تخذلكم إلا انها أعرف منكم برجال اليمن

قال الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية، ان السعودية تشعر بأن أمريكا خذلتها فيما يتعلق بالتعامل مع “التهديدات الأمنية التي تشكلها جماعة الحوثي اليمنية على المملكة والمنطقة بأسرها”.

وأضاف تركي في مقابلة عبر الفيديو مع صحيفة “عرب نيوز” السعودية نشرت اليوم الاثنين،:”السعوديون كانوا يعتبرون هذه العلاقة استراتيجية، لكنهم يشعرون بخيبة أمل في وقت كنا نعتقد أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة والسعودية معا في مواجهة ما نعتبره خطرا مشتركا لاستقرار وأمن المنطقة”.

يبدو ان تركي هذا، رغم انه شغل سابقا منصب سفير السعودية في واشنطن، الا انه مازال أسير فكرة ان أمريكا تملك القدرة على فعل أي شيء، إلا انها لم تساعد لسعودية لتنتصر على الشعب اليمني وحركة انصار الله!، وفات الرجل ان العالم اجمع يعلم علم اليقين ان أمريكا متورطة الى جانب “إسرائيل” وبريطانيا وباقي الدول الغربية، وبشكل مباشر في الحرب على اليمن، كما السعودية والامارات، الا ان هذا التحالف الطويل العريض وعلى رأسه أمريكا، باستثناء امراء ال سعود أمثال تركي وابن سلمان وغيرهم، ادرك ان من المستحيل الانتصار على الشعب اليمني، حتى لو طالت الحرب لعقود.

يبدو أيضا ان تركي يتوقع ان ترسل أمريكا وبريطانيا و..، جنودا للقتال ضد رجال اليمن على الأرض، كما يفعل السودان، بالنيابة عن السعوديين، الذين مازالوا يعتقدون ان ما يملكونه من مال وثروات نفطية، ستدفع العالم ليقاتل من اجلهم، ضد شعب، مثل الشعب اليمني، الذي يعتبر اكثر صلابة وقوة من صلابة وقوة جبال اليمن.

معلومات غير صحيحة قالها تركي، في تلك المقابلة، لأثبات وجهة نظره ان أمريكا خذلت السعودية امام رجال اليمن، منها ان الرئيس الأمريكي جو بايدن أوقف الدعم للحرب على اليمن، وسحب في إحدى المراحل، المنظومات الأمريكية المضادة للصواريخ من السعودية، وهو كلام يتناقض مع ما ذكره دبلوماسيون غربيون من ان الولايات المتحدة زادت في الأشهر الأخيرة دعمها العسكري للسعودية، وهو دعم لم يتغير بتغير سيد البيت الأبيض، فقرار الحرب على اليمن هو قرار امريكي إسرائيلي، تم تسويقه بواجهة سعودية إماراتية.

الشيء الصحيح الوحيد الذي ذكره تركي في تلك المقابلة، والذي كرره اكثر من مرة، هو ان حركة انصار الله تشكل خطرا على المصالح غير المشرعة لأمريكا و”اسرائيل” والسعودية، في اليمن والمنطقة، رغم ان تركي لم يذكر “إسرائيل” بالاسم، الا ان الرجل ذكرها تحت اسم “المنطقة”، وذلك من اجل العزف على وتر القلق الأمريكي على أمن واستقرار “إسرائيل”!.

لا يحتاج امراء ال سعود للظهور بهذا المظهر غير اللائق، وهم يعتبون على الإدارة الامريكية لأنها لم ترسل جنودا أمريكيين ليموتوا على ارض اليمن من اجلهم، فأمريكا تعلم جيدا من هم رجال اليمن، لذلك تحاربهم عن بعد بالصواريخ والقنابل والحصار التجويعي، وتتجنب مواجهتهم وجها لوجه ، ويكفي هؤلاء الامراء ان يتعظوا من سنوات العدوان العبثي، وينهوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم ، وينسوا التعامل مع اليمن كحديقة خلفية للسعودية.

المصدر:العالم

قد يعجبك ايضا