الشهيد الصماد رجل الوفاء والمسؤولية…بقلم/ صادق البهكلي

 

هل نتحدث عن الصماد ابن مزارع كروم صعدة وعناقيدها التي أوهبته طهارة الضمير ونقاوة القلب وسلامة النية؟
أم نتحدث عن الصماد المقاتل المقدام وعن فنون القتال التي برع في تجسيدها في متارس جبال صعدة وقيعانها؟
أم نتحدث عن أسد المنابر ورجل الثقافة القرآنية صاحب المنطق المبهر واللسان المفوه والوعي الموسوعي؟
أم نتعرف عن شخصية الصماد الرجل الاجتماعي الذي كان المرجع لأبناء منطقته عند كل مشكلة؟
أم نتحدث عن الصماد السياسي البارع ورجل المسؤولية ومهاراته في توحيد الجهود ولملمة الصفوف والحفاظ على الجبهة الداخلية؟
فمن الصعب أن نوجز كل جوانب شخصية هذا الرجل في قليل من السطور فقد أصبح أيقونة يمنية وشخصية ملهمة لكل المتطلعين للكمال الإنساني..
لقد ولد الصماد ليكون شخصية استثنائية شأنه شأن الكثير من العظماء الذين ولدوا من أجل التغيير والسمو والرقي في سلم الكمال الإنساني قيماً ومبادئ وأخلاق.. ولد ليكون نجماً يمانياً من نجوم المسيرة القرآنية وشاهداً من شهداء عظمة المشروع القرآني وأثره الروحي والوجداني والسلوكي.
صالح الصماد أو (أبو الفضل) وهي كنيته التي أشتهر بها في ميادين الملاحم التي سطرها في جبال وقيعان صعدة طوال الحروب الست التي شنها النظام العفاشي المجرم على السيد حسين (رضوان الله عليه) وعلى أبناء صعدة وقد كان الفضل والشهامة والمسؤولية العالية متجسدة في شخصية الشهيد الصماد منذ انطلاقته حتى يوم استشهاده على الرغم من المغريات التي كانت بين يديه لكنه وهو الرجل القرآني لم يكن ليسقط أمامها بل كان يوظف كل ما بين يديه حتى صحته وفراغه في سبيل الله وفي سبيل خدمة الأمة.
تميز الشهيد الصماد باستيعابه الكبير للمشروع القرآني واطلاعه الواسع على محاضرات الشهيد القائد إطلاع المتفهم الواعي المستبصر ففتحت أمامه آفاق واسعة وأصبح لديه رؤية نافذة ووعي عالي ولأنه كان حافظاً للقرآن الكريم كونه خريج قسم القرآن وعلومه فتمكن من استيعاب المشروع القرآني بشكل كبير لدرجة أن أمتلك منطقاً مؤثرا ومقنعا وإلى جانب كونه محارباً جهادياً كان ثقافياً قرآنياً مفوهاً وقد كلفه السيد القائد بعد الحرب السادسة بالجانب الثقافي للمسيرة القرآنية فاستطاع أن يوصل هدى الله إلى مختلف المحافظات وكان لذلك أثر طيب في توافد الكثير من الناس إلى محافظة صعدة للاطلاع على المشروع القرآني والاستماع لأبو الفضل، وكان من أعظم ما تميز به الشهيد الرئيس صالح الصماد هو أنه رجلاً عملياً يتحرك في الميدان بعيداً عن الممارسات والإجراءات الروتينية فترك بصمات واضحة في كل عمل كلف به.

الشهيد الصماد كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالجانب الجهادي العسكري ورغم أنه حمل مسؤولية القسم الثقافي للمسيرة القرآنية ثم ترأس المجلس السياسي لأنصار الله وصولاً لتقلده منصب رئيس الجمهورية إلا أنه لم ينقطع عن الجبهات وضل يزورها باستمرار إلى أن لقي ربه شهيداً عظيماً وهو في الميدان..
ومما تميز به الصماد هو ذوبانه في المشروع القرآني بكل جوارحه ومشاعره وبماله ونفسه فأنفق أمواله في سبيل الله وكان يد الجود والعطاء للمسيرة القرآنية في بواكيرها وظل على هذا السجية حتى استشهاده والغريب أنه تقلد منصب رئيس الجمهورية ولم يقل أنه من أنفق أمواله وأن عليه أن يسترد ما أنفقه وأن يعوض ما فقده وهو الذي ما يزال منزله مدمراً بل هو الرئيس الوحيد الذي استشهد وأطفاله بلا مأوى وسيبقى الرئيس الوحيد الذي استشهد ولم يدخر فلسا واحدا من أموال الدولة..

فسلام على الرئيس الشهيد صالح الصماد في ذكرى استشهاده يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا..
ورحم الله جميع شهدائنا الأبرار ..

قد يعجبك ايضا