الجمهورية اليمنية :الشعار الرسمي للعيد الـ 56 للاستقلال الـ 30 من نوفمبر

 

الشعار الرسمي للعيد الـ 56 للاستقلال الـ 30 من نوفمبر

 يوم الثلاثين من نوفمبر من العام 1967م، تكللت مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني، بانتزاع الاستقلال وإرغام بريطانيا على الرحيل من جنوب اليمن بعد احتلال دام 129 عاماً.

في الذكرى الـ56 للاستقلال المجيد 30 نوفمبر : الحرية والاستقلال سفر نضال يمني متجدد

في يوم الثلاثين من نوفمبر من العام 1967م، تكللت مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني، بانتزاع الاستقلال وإرغام بريطانيا على الرحيل من جنوب اليمن بعد احتلال دام 129 عاماً.

هذا الاستقلال جاء ليؤكد ان اليمن بقوه أبنائها الأحرار قادرة على مواجهة المعتدين والغزاة، فاليمنيون لا يمكن ان يقبلوا بغازٍ او محتلٍ لان قيم الحرية العزة والاستقلال جزء لا يتجزأ من كينونة الانسان اليمني الذي لا يرضخ ولا يركع الا لله تعالى.. هذا الاستقلال بما يمثله من انتصار على أكبر قوه استعماريه آنذاك والتي كانت تسمى بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس، جاء كثمره من ثمار النضال الوطني الذي ساهم في وجوده كل ابناء اليمن شمالاً وجنوباً، حين هب ثوار سبتمبر وأكتوبر يقارعون من كل المناطق المحافظات اليمنية الاحتلال البريطاني، في لحمة وطنية أكدت وحدة الارض اليمنية والشعب اليمني ووحدة نضاله ومصيره.

واحدية النضال
جاء انطلاق شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر في زمن قياسي بعد انطلاق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، تأكيداً لواحدية الثورة ووحدة الآمال والتطلعات لأبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، لتتوج سنوات الكفاح والنضال في الثلاثين من نوفمبر 1967م برحيل آخر جندي بريطاني واعلان استقلال جنوب اليمن حينها.
وبين الطلقة الأولى التي تفجرت شرارتها في 14 أكتوبر 1963م من قمم جبال ردفان على يد الشهيد المناضل راجح غالب لبوزة.. وبين يوم إعلان الاستقلال 30 نوفمبر 1967م مراحل نضالية في سفر التاريخ الثوري اليمني الذي نحتفي اليوم بذكراه السادسة والخمسين، حتى تظل نبراسا يقتدي به كل الأجيال اليمنية في الحاضر والمستقبل، ليكونوا على بينة ان العمل الثوري والتمرد على الظلم وانتزاع الحرية والكرامة لها جذورها ومنبتها العريق والأصيل.
وخلال أربع سنوات من الكفاح والتحرير, قدم أبناء اليمن, أعظم التضحيات في سبيل الخلاص من جحيم المستعمر البريطاني بمشاركة مختلف الأطياف والتوجهات والتكوينات من الفعاليات الطلابية والنسائية والنقابية في مسيرة النضال من خلال المظاهرات والإضراب والكفاح المسلح.. تكللت في العام 1967م بإعلان استقلال الجنوب اليمني وتحرره بخروج آخر جندي بريطاني من مستعمرة عدن.

العدوان والاستعمار
اليوم وبعد 56 عاماً من الاستقلال، عادت الأطماع القديمة الجديدة بأذرع اقليمية تابعة لقوى الاستعمار والهيمنة، فقادت العدوان على يمن الايمان والحكمة وجثمت على اجزاء من ارضه، فوجوه محتلي الأمس لا تختلف كثيراً عن وجوه محتلي اليوم، كلاهما طامع ومعتدٍ يخدم الاجندة التوسعية والصهيونية.. وقد تجلى للجميع إرتباط أنظمة آل سعود وآل نهيان ومن دار في فلكهم بالعدوان على اليمن، وخدمتهم للأجندة الصهيونية، بل والسكوت على جرائمه البشعة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً حتى يومنا هذا وآخرها الابادة الجماعية والعدوان السافر على أبناء غزة.
العدوان على اليمن وحصار الشعب اليمني اساسه الاطماع الاستعمارية في الموقع الجغرافي والجيوسياسي والميزات والثروات الاقتصادية التي يمتلكها اليمن، والتحكم في اهم مضيق تجاري اقتصادي هو مضيق باب المندب الذي يمر منه يومياً نحو 1.3 مليون برميل نفط متجها الى أوروبا وأمريكا، ناهيكم عن السلع والبضائع التجارية الأخرى, لذا رأينا كيف أن العدوان السعودي الاماراتي قد ركز بصورة رئيسية على مدينة عدن ومينائها وعلى الجزر اليمنية خصوصاً جزيرة ميون الاستراتيجية التي تشرف على باب المندب، وكذلك جزيرة سقطرى حارسة البحر العربي والمحيط الهندي، بالإضافة إلى سيطرته على موارد الثروة النفطية والغازية وحرمان شعبنا اليمني من عائداتها.

سياسات استعمارية
السياسة الاستعمارية البريطانية التي يجري تطبيقها اليوم من قبل تحالف العدوان في المحافظات والمناطق المحتلة، تتمثل في تقسيم الجنوب اليمني إلى أقاليم ليتناسب مع التقسيم الاستعماري القديم لجنوب اليمن إلى محميتين شرقية وغربية، وكذا فصل الساحل الغربي عن شمال اليمن الذي يعد أيضاً مشروعاً بريطانيا بامتياز، كما أن تقسيم شمال اليمن إلى دولتين “زيدية” و”شافعية” وإثارة العصبيات الطائفية هو الآخر مشروع بريطاني قديم جديد.
كذلك ما تعيشه المحافظات المحتلة اليوم من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة وتدهور في اسعار العملة، يعود لسياسة بريطانيا التي اتبعتها ابان احتلالها الجنوب اليمني، فقد عمل الاحتلال البريطاني في حينها على إفقار الشعب اليمني واستهداف الاقتصاد الطبيعي للمدن والأرياف، وتحويل المناطق الجنوبية بمدنها وأريافها إلى أسواق مفتوحة لمنتجات الشركات الأجنبية، كما قضت السلع البريطانية على ما كان موجود من الورش والصناعات الحرفية الوطنية، فأصبحت الأقمشة وكل الملبوسات والمفروشات والأدوات المنزلية تستورد من الخارج.
وركز المحتل البريطاني على دعم الإقطاعيات التي شكلت حاجزاً أمام تطور القوى المُنتجة في الريف، كما أقام تحالفاً سياسياً مع السلاطين الإقطاعيين لفرض الهيمنة والسيطرة الاستعمارية على كُل أجزاء البلاد.
ومنذ العام 2015م عادت الأطماع الاقتصادية نفسها إلى الذهنية الاستعمارية البريطانية، ومثلت دافعاً لانخراطها في العدوان على اليمن، لتسند مهمة السيطرة على الموانئ والجزء ونهب الثروات النفطية والغازية والسمكية إلى وكلائها في المنطقة (السعودية والإمارات) وتستمر في تعطيل مؤسسات الدولة وتعميق الأزمات الاقتصادية والإنسانية، بعد أن دمر القصف الجوي لطيران تحالف العدوان غالبية البنى التحتية للبلد.

القمع واستحداث الكيانات
وكما يقوم تحالف العدوان اليوم بقمع المواطنين وممارسات الانتهاكات والنهب والسلب والاعتقالات والتعذيب والاستغلال بكل أشكاله عبر استحداث العديد من الكيانات والمليشيات التابعة له، قامت السيطرة البريطانية على أساس قمع الغالبية الشعبية وتقريب حفنة من المرتزقة المنتفعين من الاستعمار، حيث أعطت قوات الاحتلال البريطاني لنفسها الحق في التعرض والتفتيش والاعتقال والتحقيق مع أي شخص، ومصادرة وثائقه ونزع اللوحات والأعلام ووضع أي منظمة جماهيرية تحت الرقابة وغيرها من الممارسات القمعية والانتهاكات، وهي ذات الممارسات التي يتبعها الاحتلال الاماراتي والسعودي في عدن والمحافظات المحتلة.

اسرائيل نبتة بريطانية
بقدر ما كانت بريطانيا سباقة الى احتلال اليمن بذريعة سفينة الكبتن هنس، ومن ثم اتخاذ عدن محطة ومركز للتجارة البريطانية وتأمين حصول بريطانيا على ما تحتاجه من سلع شرق آسيا، كان لهذا الاحتلال أبعاده السياسية التي ظهرت الى الواقع بعد فترة زمنية حينما أعطت بريطانيا للصهاينة وعد بلفور وتمكينهم من احتلال فلسطين، فزرعت نبتة شيطانية خبيثة في قلب الأمة العربية والإسلامية، وكذلك زراعة الأنظمة العميلة والتابعة والخادمة لأجندة الغرب، والتي تخدم بقاء كيان الاحتلال الى اليوم، ومن تلك الانظمة الأمارات والسعودية وغيرها من الدويلات أو الكيانات التي نتجت عن الهندسة البريطانية لخارطة التقسيم العربي.

لا مكان المحتل
وعلى اختلاف اساليب الاحتلال القديم والجديد والاهداف التي سعى في الماضي ويسعى الآن الى تحقيقها، يدرك من يقرأ التاريخ أن هذه المساحة من الارض ستظل عصية على طامعيها نابذة للخونة والعملاء، وولادة للأحرار والشرفاء والمقاومين والمناهضين لكل الاطماع، وكما تمكن اليمنيون من طرد الاستعمار البريطاني واجلائه من عدن في الثلاثين من نوفمبر 1967م هم اليوم على موعد مع التحرير والاستقلال الناجز، وقادرون على طرد المحتل السعودي والإماراتي وتحرير كامل الأرض اليمنية.

رؤية قيادة الثورة
 انطلاقاً من المبادئ التحررية وأهداف ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة، وضعت القيادة الثورية ممثلة بقائد الثورة السيد العلم/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، تحرير كل شبر من ارض اليمن وخروج المحتل السعودي والاماراتي، ضمن أولويات المواجهة مع قوى العدوان، ومن هذا المنطق ترى قيادة الثورة ومعها كافة الأحرار من أبناء الشعب اليمني أن الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال يظل منقوصاً مادام هناك جندي إماراتي أو سعودي أو أمريكي على تراب الوطن شماله وجنوبه، وكما احتفل الشعب اليمني بجلاء آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر، لابد أن يحتفل اليمنيون عاجلاً أم آجلاً بدحر قوى الغزو والاحتلال الجديد من كافة الأراضي اليمنية.

قد يعجبك ايضا