أهم مظاهر الحرب الاقتصادية على اليمن :استهداف المراكز والمنافذ الجمركية

لم يكن مصطلح الحرب الاقتصادية البحتة على موارد وثروات اليمنية وبناها التحتية، من قبيل المزايدة على التحالف بقيادة السعودية، بل يؤكد مراقبون وحقوقيون محليون ودوليون أن حقائقها مثبتة ومشفوعة بقرائن واضحة، تعكس تعمد التحالف استهداف موارد الاقتصاد، ومقدرات القطاعين العام والخاص، وممتلكات المواطنين، وغذائهم، ودوائهم، وسلعهم الاستهلاكية، بالقصف المباشر لمراكز اليمن الجمركية، وفي حرب مفتوحة تقترب من الدخول في عامها الثامن على التوالي.
طيران التحالف جدد تعميد هذه الحقائق في ساعات متأخرة من مساء أمس الأحد، باستهداف ساحة جمرك السوادية التابعة لمركز عفار الجمركي بمحافظة البيضاء، وفق مصادر محلية أكدت تعرض ساحة السوادية لقرابة ثماني طلعات جوية، طالت بضائع وسلعاً استهلاكية، رغم ما سبقه من إيضاحات من قبل مصلحة الجمارك ووزارة الخارجية في حكومة صنعاء، فندت في بياناتها مزاعم التحالف تجاه موقع الجمرك، مستنكرة تعامي التحالف عن تلك الإيضاحات وإنفاذ تهديده على موقع مدني لا يحوي سوى البضائع والسلع التابعة للتجار.
وكان بيان صادر عن مصلحة الجمارك في صنعاء أدان التهديدات التي أطلقها التحالف، مساء الخميس بتاريخ 30 ديسمبر المنصرم، عبر وسائل الإعلام التابعة له، بأنه سيقوم باستهداف ساحة السوادية التابعة لمركز عفار الجمركي.. مجدداً تأكيده أن ساحة السوادية هي ساحة جمركية قديمة، تم إنشاؤها في منتصف عام 2019م، ويتم استخدامها منذ ذلك الوقت كساحة جمركية، مع العلم أن هذا الموقع سبق وأنه تم إبلاغ مكتب الأمم المتحدة بصنعاء حال إنشائه وبدء العمل فيه بتاريخ 11 نوفمبر 2019م.
استهداف الموقع ليس الأول ولن يكون الأخير، إذ تم استهدافه من قبل بتاريخ 3 مايو 2020م، وفق البيانات الصادرة من مصلحة الجمارك ووزارة الصناعة والتجارة بحكومة صنعاء، التي حملت التحالف والأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسئولية ما قد يلحق من العواقب الكارثية والخسائر في أرواح المدنيين الذين تكتظ الساحة بهم من سائقين ومواطنين وعمال وغيرهم، وكذلك الخسائر في البضائع والممتلكات العامة والخاصة.. لافتة إلى أن الموقع الجمركي يُعد من الأماكن المدنية التي تُحرم وتُجرم استهدافها القوانين والمواثيق الدولية، كما جددت التأكيد أن هذا الموقع وغيره من المواقع تستخدم لأغراض مدنية بحتة لما يخدم المجتمع اليمني بمختلف فئاته.
الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة صنعاء والاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية، نفيا، عقب التهديدات التي أطلقها التحالف الخميس الماضي، المزاعم التي تحدثت عن استحداث مركز جمركي داخل معسكر في منطقة السوادية بمحافظة البيضاء، واستخدامه لأغراض عسكرية، مؤكدين في بيانهما المشترك أن ساحة الجمارك في السوادية هي ساحة مدنية أُنشئت لغرض فرز السلع والبضائع التابعة للتجار، وتُعدّ شرياناً رئيساً لتدفق الغذاء لشريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني.
ودعا البيان المشترك الأمم المتحدة إلى القيام بمسؤولياتها، والتحرك العاجل لوقف تلك التهديدات ومنع عملية الاستهداف المحتملة لمركز عفار الجمركي، وما قد يتسبب به من مضاعفة لمعاناة الشعب اليمني، لكن تلك النداءات والتنديدات والأصوات الموجهة إلى الأمم المتحدة لم تُجدِ، ولم تزد الجانب الأممي إلا انكشافاً على عجزه كوسيط معني بفرض قضية تحييد الاقتصاد اليمني دوامات ورحى الحرب والحصار.
استهداف ساحة السوادية بجمرك عفار، وفق التقارير الحقوقية والقانونية، يعد واحداً من سلسلة طويلة من حالات القصف المباشر للمنافذ والمراكز الجمركية، شهدتها سنوات الحرب والحصار، ففي أواخر ديسمبر 2017م استهدف التحالف مبنى وحرم مكتب جمرك ورقابة محافظة ذمار بست غارات، أثناء ذروة العمل وتواجد الموظفين والمعاملين والتجار في الجمرك، ما أدى الى استشهاد وإصابة العشرات من الموظفين والمعاملين، واحتراق الناقلات المحملة بالبضائع والسلع والغذائية والدوائية والاستهلاكية.
وفي 7 يوليو 2019م استهدف طيران التحالف بـ 4 غارات جمرك ميتم بمديرية السبرة في محافظة إب وسط اليمن، بعد أيام من قصفه بـ15 غارة، وفي 2 مايو 2020م استهدف التحالف مركز جمرك عفار بمحافظة البيضاء بعدة غارات، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى واحتراق عدد من الناقلات المحملة بالبضائع والسلع الغذائية والاستهلاكية، رغم أن مصلحة الجمارك أبلغت الأمم المتحدة بإحداثياته عند بدء العمل فيه في شهر نوفمبر 2019م، كمنفذ رئيس لتدفق الغذاء والدواء، لاسيما بعد إغلاق وحصار ميناء الحديدة.

 

يمكن ايكو

 

قد يعجبك ايضا