إحياء يمني مهيب لذكرى الخالدين

يعيش بلد الأنصار في ذكراه السنوية للشهيد معانيَ لا تُنقل بالكلام، ولا يرقى إليها الخط.
هو قبسٌ من السماء يهبط على شعبٍ بذل كل غالٍ، وأرخص كل نفيسٍ لله والمستضعفين. حُددت ذكرى يوم الشهيد في اليمن بتاريخ ١٣ من جمادى الأولى، وهو التاريخ الذي ارتقى فيه الشهيد زيد علي مصلح، رفيق الشهيد القائد السيد حسين الحوثي. كان من أوائل شهداء المسيرة القرآنية، واستشهد في الحرب الأولى على منطقة مران بمحافظة صعدة، وهو يواجه قوى العمالة والنفاق، مخلدًا بدمه كلمته الشهيرة “سأجعل من مترسي هذا سلمًا للنصر أو معراجًا للشهادة”، وفعلاً عرجت روحه الطاهرة بعد استبسال عظيم.

يحيي اليمانيون قيادةً وشعبًا هذه الذكرى العظيمة، بزخمٍ لافت وببرامج تربويةٍ وثقافيةٍ متعددة، حيث أُقيمت المعارض والبرامج والندوات والفعاليات والاحتفالات.

يتحدث عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” عبد الوهاب المحبشي في تصريحٍ خاصٍ لموقع “العهد” الإخباري عن تفاعل المجتمع اللافت بهذه المناسبة: “تفاعل المجتمع يدل على وعيه بعظمة الشهادة، واستشعاره لقيمتها كقيمة ايمانية تحفظ للأمة آخرتها ودنياها، ووعيه بعظمة النعمة التي يعيشها من الأمن والعزة والحرية والتوجه الايماني القرآني. ويدل على وفائه للشهداء، وإحساسه بعظيم ما قدموه للأمة من بعدهم”.

إحياء يمني مهيب لذكرى الخالدين

ثقافة الشهادة.. صمام أمان عزة الأمة وكرامتها

يتقدم ذوو الشهداء الصفوف في زيارات روضات الشهداء، هم الأسبق لكل مكرمة، كما كانوا الأسبق في التضحية والبذل. كأنما أهل الأرض يعرجون إلى السماء، أو أن أهل السماء هبطوا إلى الأرض، ليشاركوا شعب الأنصار هذا الاحتفاء.

يعبر المحبشي عن عظيم أثر الشهداء وثقافة الشهادة في واقع اليمنيين: “إن آثار الشهداء وتضحياتهم جليّة واضحة، تتمثل في ما يعيشه اليمن اليوم من منعة وعزّة وكرامة، بالمقارنة مع شعوب أخرى احتُلت فأُذلت ونُهبت وقتلت في مجازر جماعية بغير ثمرة، وما يعيشه اليمن من قوة في مواجهة قوى طغيان عالمية، لم يكن لينتصر عليها ويدحرها لولا تأييد الله وربانية القيادة وعطاء الشهادة، وهذا غيض من فيض عطاء الشهادة وآثارها”.

إحياء يمني مهيب لذكرى الخالدين

كيف سيواجه الأعداء أمة تعشق الشهادة؟

يقول عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله” لموقع “العهد” الإخباري: “تحمل ذكرى الشهيد دلالات واسعة للأعداء، منها أن اليمن يعتز بشهدائه، فهم استشهدوا ذودًا عن دينهم وبلادهم وقيمهم. وإن من قاتل ضد الغزاة هو بطل خالد مقارنةً مع الذين قاتلوا مع الغزاة، فلعنتهم الأرض قبل السماء، كما تحمل للأعداء رسالة مفادها استمرار نفس الثقافة – ثقافة الشهادة – يحملها إخوة الشهداء وأبناؤهم، وهي بالمرصاد لكل من يفكر في غزو البلاد”.

إحياء يمني مهيب لذكرى الخالدين

في ذات السياق يرسم عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله” ملامح المرحلة القادمة لموقع “العهد” الإخباري: “الخيارات لدى الشعب اليمني هي استمرار الصمود وتطوير القدرات وتحشيد المقاتلين وبناء الاقتصاد والعمل على الاكتفاء الذاتي والتكافل الاجتماعي وكلها ثوابت أكد عليها السيد القائد يحفظه الله”.

شعب الشهداء تجاوز مرحلة الحرب، ودماؤه التي سالت قد أثمرت، ويمن اليوم بالله أقوى، وبشهدائه منتصر.

سراء جمال الشهاري

قد يعجبك ايضا