YNP : كيف أصابت قوات صنعاء الإقتصاد الإماراتي في مقتل ؟

ثلاث ضربات متلاحقة وقاصمة في العمق الإماراتي، تهدد مستقبل المصالح الأمريكية الغربية وبالذات الإسرائيلية في المنطقة، لكنها تضع الإقتصاد الإماراتي على المحك، بالأخص كون مسرح العمليات العسكرية لقوات صنعاء يقترب أكثر وأكثر من العصب الرئيس لوجود الدولة المطبعة حديثا.. فهل بوسع أبو ظبي أن تتحمل عملية إعصار رابعة ؟!.

العمليات الهجومية النوعية الثلاث لقوات صنعاء في الإمارات؛ بدأت تأخذ منعطف جديد في ما يتعلق بالردع اليمني، ليس فقط لكون العملية الأخيرة قد عطلت زيارة الرئيس الإسرائيلي، ودفعت به لقضاء ليلته الأولى في أبو ظبي تحت الملاجئ، وإنما لتصاعد حساسية تلك العمليات وأهميتها، وهو ما يمكن ملاحظته في بيان متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع، بشأن العملية ” إعصار اليمن الثالثة “، والذي قصد فيها عدم ذكر المواقع الحساسة المستهدفة في العمق الإماراتي.

عدم الإفصاح عن المواقع المستهدفة في أبوظبي ودبي، يؤكد مدى حساسية تلك المواقع بالنسبة للإمارات واقتصادها القومي، ما يعني أن صنعاء طرحت فرصة ربما قد تكون الأخيرة، لإعادة حساباتها وسرعة تنفيذ مطالبها المشروعة في الإنسحاب من اليمن ورفع يدها عن استنزاف ثروات البلاد، الأمر الذي يشير في الوقت ذاته إلى أن مجرد الإفصاح عن المواقع المستهدفة قد يشكل خطورة حقيقية على الوجود الإماراتي واقتصادها على وجه التحديد.

إستراتيجية صنعاء في الوقت الحالي؛ ضرب صميم الإقتصاد الإماراتي، والتي لا يبدو أنها ستتوقف عند ضرب المطارات والموانئ وحقول النفط، بل أنها تتجه إلى ضرب أبرز أعمدة إقتصاد أبو ظبي، وهو معرض ” إكسبو ” الدولي، والذي عادت قوات صنعاء لتهديده مجددا عبر متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع، بشكل صريح للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، وتكرر نصحها بتغيير وجهة المعرض.

تداعيات عمليات ” إعصار اليمن ” الثلاث، تتسارع بشكل كبير وواسع على الإقتصاد الإماراتي، إذ بدأت شركات أجنبية إخلاء مكاتبها في أبو ظبي ودبي عقب الهجمات اليمنية الأخيرة، فيما شهدت مطارات الإمارات مغادرة لمئات السياح والمقيمين في البلاد خلال الأيام الماضية، ما يهدد قطاعات الإستثمار والسياحة، بالتوقف، والتي تشكل أهم روافد إقتصاد الإمارات.

هذا التهديد الذي يواجه خزينة الإمارات، عبرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية، عندما كررت وزراة خارجيتها تحذيرها للمرة الثانية، لمواطنينها من السفر إلى الإمارات، مؤكدة أنها أصبحت غير آمنة، وهو تحذير خطير يبدو أن دول أوروبية أخرى اتخذته بشكل غير مباشر عندما قررت إغلاق شركاتها في أبو ظبي ودبي خلال الأيام الماضية، وسط أنباء عن إغلاقها بشكل نهائي ونقلها إلى دول أخرى.

إذن نحن أمام توازن ردع حاسم تفرضه صنعاء على القوى الدولية الداعمة والمشاركة في تحالف الحرب على اليمن، وعلى رأسها كيان الإحتلال الإسرائيلي، ومشاريعها الرامية لتحويل الإمارات إلى مركز عمليات استخباراتية واقتصادية للسيطرة المباشرة على مزايا وموارد شبه الجزيرة العربية ومحاصرة القوى الوطنية المناهضة لها.

استنادا لكل ما سبق، يمكن القول أن إقتصاد الإمارات لن يكون قادر على مقاومة تداعيات عمليات يمنية جديدة في خاصرتها الرخوة، في حين يبدو أن تلك العمليات العسكرية النوعية قد تدفع بالدولة القائمة على ريع الإستثمار والسياحة، إلى الدخول في عزلة دولية، تعود بها عقود طويلة، كونها باتت بيئة طاردة وغير آمنه للمستثمرين والمقيمين.

 

YNP _ حلمي الكمالي :

قد يعجبك ايضا