YNP :إطلاق اللواء رجب .. صنعاء تقول للتحالف والعالم: “اليمنيون أولى بأنفسهم”

تجاهلت حكومة المجلس الرئاسي الموالية للتحالف الكثير من أسراها لدى قوات صنعاء، وكانت صفقات التبادل مبنية على أسس مناطقية وجهوية،

واستبعدت من صفقتها الأخيرة والصفقات التي سبقتها أسماء قيادات بعينها، مفاجئة الجميع بالتجاهل التام لتلك القيادات التي وقعت في الأسر وهي تقاتل في صفوفها، وكان من ضمن الأسماء البارزة التي استُبعدت من جميع صفقات تبادل الأسرى اللواء فيصل رجب، قائد ما كان يسمى بالمنطقة العسكرية الرابعة، الذي ينتمي إلى محافظة أبين التي جاء وفد رفيع من مشائخ قبائلها إلى صنعاء طلباً لإطلاق القيادي العسكري الجنوبي، ولم تخيِّب صنعاء طلبهم، بل استقبلتهم بحفاوة بالغة ورحَّبت بما جاءوا من أجله، مجسدةً أبهى صور الرقي الأخلاقي.

كانت مفاجأة صادمة لمشائخ قبائل أبين الذين زاروا صنعاء حين أكد لهم عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة شئون الأسرى، خلال مؤتمر صحافي، أن اللواء فيصل رجب لم يكن ضمن كشوفات الصفقة المقبلة، حيث استبعدته حكومة الشرعية مجدداً، مشيراً إلى أن لدى لجنته الوثائق التي تثبت ذلك، لكن الاستجابة لمطلب مشائخ أبين وإكرامهم بالموافقة على إطلاق القيادي العسكري الأسير بدون أي مقابل وخارج صفقات التبادل الرسمية، صحح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن صنعاء، وفي الوقت نفسه أكد أن التحالف والأطراف الموالية له يتعاملون مع أسراهم بانتقائية وفق معايير الانتماء والمنطقة.

من جانبه، ذكر علي رجب، نجل شقيق اللواء فيصل رجب، أن حكومة الشرعية لم تمنح عمّه الذي قاتل وضحى في صفوفها سوى الخذلان، معبراً عن أسفه لتلك الحالة، وفي الوقت نفسه أعرب علي رجب عن شكره لقائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، لإكرامه أسرة اللواء رجب وقبائل أبين، وتحقيق مطلبهم بإطلاق سراحه، بعد عشر جولات من التفاوض تم استبعاده منها، واستمرار تجاهله من الصفقات المقبلة.

لم يتحمل المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للتحالف، موقف صنعاء الراقي في استجابتها لمطالب وفد مشائخ قبائل أبين بإطلاق سراح اللواء رجب، لأن ذلك يُعدّ سلوكاً دخيلاً على قياداته وغير وارد في أدبياتهم، وبعد استجابة صنعاء وتلويح قبائل أبين بالتمرد على الانتقالي كونه في الأساس لم يطالب نهائياً بإطلاقه، فكانت ردة فعل المجلس المدعوم إماراتياً غاضبة ومتشنجة، وصلت حد التحريض على منع اللواء المحرر فيصل رجب من دخول أبين، وحسب مراقبين فإن موقف قيادات الانتقالي ربما يكون سببه الخوف من تقارب قبائل أبين مع الحوثيين بعد موقفهم المشرف مع وفد المشائخ، أو أن موقف صنعاء وعودة رجب استدعت أحقادهم القديمة على المحافظة التي تُعدّ معقل خصومهم ممن كانوا يسمون بـ”الزُمرة” إبان حكم الحزب الاشتراكي قبل الوحدة اليمنية، حيث كان لمحافظة أبين أدوار بارزة في مناهظة دعوات الانفصال التي يتبناها الانتقالي، ولم يتمكن من إخضاعها لنفوذه وسيطرته.

 

المصدر:YNP /  إبراهيم القانص –

قد يعجبك ايضا