YNP :صنعاء تستعد لتنفيذ ضربات موجعة وخيارات صفرية للرياض
التحركات الأمريكية البريطانية الأخيرة بشأن مساعي إحلال السلام في اليمن، تضع السعودية على محك صعب، حيث ترفض الدولتان المتحالفتان معها في الحرب على اليمن اندفاعها باتجاه التفاوض مع صنعاء والقبول بشروطها التي كان أبرزها إنجاز الملف الإنساني بعيداً عن الملفات العسكرية والسياسية،
حسب ما تم الاتفاق عليه خلال التفاوضات التي عقدت في شهر رمضان بصنعاء، بحضور السفير السعودي ووفد الوساطة العماني، وبحسب مراقبين لم تعد لدى الرياض خيارات كثيرة، فمن جهةِ لا تزال المملكة غير قادرة على التخلي نهائياً عن تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، التي امتعضت بشدة نتيجة عودة العلاقات السعودية مع إيران، خصوصاً أن واشنطن نصّبته عدواً افتراضياً حشدت لمواجهته غالبية الأنظمة العربية، لصرف النظر عن العدو الرئيسي الأول للأمة وهو الكيان الإسرائيلي.
وبما أن النظام السعودي لا يزال في قبضة حليفه الأمريكي فمن المرجح أن يتراجع عن الخطوات التي تم الاتفاق على إنجازها مع صنعاء، على طريق السعي لحلول تؤدي إلى سلام شامل في اليمن والمنطقة، الأمر الذي سيجعل المملكة أمام خيار صعب تحتاج لاتخاذه جرعة كبيرة من الشجاعة، فإما أن تتجاوز ضغوطات حليفها وتضحي بمصالحه الموكل إليها رعايتها في الشرق الأوسط، أو أن تضحي بأمنها القومي الذي تتهدده قوات صنعاء كحتمية لا مناص منها في حال التعنت والمراوغة، إذ ترفض أن يبقى الوضع متأرجحاً بين حالة اللا سلم واللا حرب، وقد أوصلت تحذيراتها من مغبة ما سينتج عن انتكاس التفاوضات وتراجع الرياض عمّا كانت التزمت به ووافقت عليه، ويبدو من تصريحات مسئولي السلطة في صنعاء أن هناك بوادر تراجع ومماطلة من الجانب السعودي.
ويؤكد مسئولو صنعاء أن واشنطن ولندن نقلتا عبر المبعوث الأممي إلى اليمن، الذي كان في زيارة للعاصمة اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية، رؤية أمريكية بريطانية جديدة للسلام في اليمن، تتناقض تماماً مع الاتفاقات التي حُسمت بحضور الوسيط العماني الشهر الماضي، وهو أمر استفز مسئولي صنعاء الذين اعتبروه مراوغة تكتيكية هدفها عرقلة مسار السلام، وفي مُقدَّمِهم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، الذي أرسل تهديداً شديد اللهجة عبر المبعوث الأممي، مؤكداً أن الولايات المتحدة وبريطانيا لن تكونا بمنأى عن نيران الحرب التي ستصيب الجميع.
كما اعتبر رئيس حكومة صنعاء إنجاز الملف الإنساني الذي تم التوافق عليه بين صنعاء والرياض “مفتاح الأمن والاستقرار”، في المملكة والمنطقة بشكل عام، في إشارة إلى أن السعودية قد تتسبب في اشتعال نيران الحرب من جديد إذا ما تراجعت عن التوافقات التي تمت، وستكون أول الخاسرين إذ أن أمنها سيتعرض لخطر داهم، حيث تتخذ صنعاء وضع الجاهزية القصوى لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية وحاسمة، وحتماً ستكون موجعة جداً إذا ما خضعت الرياض للرغبات الأمريكية، حسب تصريحات متواترة لعدد من مسئولي الحكومة في صنعاء.