YNP :الكيان الصهيوني يشارك الولايات المتحدة في عرقلة مسار التفاوض بين الرياض وصنعاء
لا تزال القوى العالمية ذات النفوذ والهيمنة القوية في منطقة الشرق الأوسط تعوّل على السعودية وتسند إليها الدور الكبير في رعاية مصالحها وتمدد نفوذها، ولم تكن القمة العربية التي عقدت مؤخراً في مدينة جدة السعودية سوى دليل واضح على دفع تلك القوى بالنظام السعودي إلى واجهة المشهد العربي،
وتقديم المملكة كقائدة ورائدة تحمل على عاتقها هموم ومشكلات المنطقة، لكن ما تمت مناقشته خلال تلك القمة كشف وبشكل واضح أن أيّاً من القضايا العربية المصيرية لم يحظَ بالاهتمام ولم يتم البت في أيٍّ منها، حتى القضية المحورية والمركزية للعرب وهي قضية فلسطين تم تداولها بانحياز ظاهر للكيان الإسرائيلي المحتل، وحرصت المملكة وكل الدول العربية المشاركة في القمة على حفظ ما اعتبروها حقوقاً للإسرائيليين وعدم المساس بها، وهو ما لم تحظَ به الحقوق المستلبة للفلسطينيين أصحاب الأرض، أما اليمن فقد تجاهل المشاركون قضيتهم، بل وأعلنت السعودية استمرار دعمها للفصائل والمكونات الموالية لها، وفي مُقَدَّمِها المجلس الرئاسي الذي شكلته والحكومة التابعة له.
ويرى مراقبون، أن قمة جدة ومجرياتها لم تستطع إخفاء سطحيتها وهزليتها التي لا تتعدى كونها إجراءً يعزز ثقل السعودية في المنطقة بما يضمن للقوى العالمية التي تقف خلفها استمرار مصالحها وتوسيع نفوذها في المنطقة، وهو ما يفسر اعتراض الولايات المتحدة على اندفاع الرياض للتفاوض مع صنعاء من أجل تمديد الهدنة والتهيئة للوصول إلى سلام شامل، وبالتالي تراجع السعودية عن اندفاعها واستجابتها للرغبة الأمريكية، وقد ظهر ذلك في عرقلتها الإجراءات التي تم التوافق عليها مع صنعاء فيما يتعلق بالملف الإنساني والاقتصادي.
في السياق، سبق وأن ضجت وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي من الخطوات الإيجابية التي كانت تفاوضات الرياض مع صنعاء قد توصلت إليها، خصوصاً خلال زيارة الوفد السعودي والوسيط العماني إلى صنعاء، حيث اعترضت بشدة على أي توافقات قد تؤدي لإيقاف الحرب، معتبرةً ذلك تهديداً لإسرائيل على اعتبار أن أنصار الله معادون للكيان ويمتلكون مخزوناً من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، التي قالت إنها ستوجّه لضرب الكيان، ووفقاً لكل ذلك يؤكد المراقبون أن السعودية استجابت للرغبات الأمريكية والإسرائيلية وعرقلت مسار التفاوضات مع صنعاء.
ويتضح احياز السعودية لحليفها الاستراتيجي الأمريكي وسعيها لتطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، من خلال تصرفاتها التي تتكشف تباعاً عن حرصها الشديد لصون مصالح واشنطن وتل أبيب في المنطقة عموماً وفي اليمن على وجه الخصوص، رغم أنها تحاول إظهار العكس، لكن سرعان ما تُفضح نواياها وتوجهاتها، فقد ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر دبلوماسي أجنبي تحفظت على اسمه، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحدثا مرتين هاتفياً، قبل وبعد القمة العربية الأخيرة في المملكة، بتسهيل بحريني، بشأن التطبيع بين الرياض وتل أبيب، وأكد المراقبون أن المملكة ليست محل ثقة في رعاية أي مصالح عربية أو تصحيح مواقفها من دول كانت هي السبب الرئيس للصراعات والحروب فيها، فمساعيها واضحة لتوثيق علاقاتها مع أكثر القوى العالمية أطماعاً في المنطقة.
YNP / إبراهيم القانص –