تهديدات الحوثي.. محاولة لإنشاء كوريا شمالية في اليمن

 

 

(تمكنت القوة الصاروخية من تجريب صواريخ تصل إلى مدينة أبوظبي وكانت التجارب ناجحة والعمليات جارية على قدم وساق لتوجيه قصف مركز نحو أهداف داخل دولة الإمارات العربية المتحدة ولهذا فأنا أدعو الشركات إلى سحب استثماراتها من دولة الإمارات لأنها لم تعد آمنة) هكذا وجه عبد الملك الحوثي تحذيره الأخطر منذ شهور والذي أعلن فيه أن تنظيمه المسمى بأنصار الله قد تجاوز مرحلة قصف مدينة الرياض إلى ما بعد الرياض والطائف لتهديد دولة الإمارات العربية المتحدة العضو الفاعل جدا في التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية في اليمن منذ ثلاث سنوات.

خطورة هذا التهديد هذه المرة هو في أن عبد الملك الحوثي يهدد بقصف بتوسيع مدى الصواريخ التي عنده إلى الإمارات العربية المتحدة بل لو صح كلامه هذا فإن المنشئات النفطية السعودية الموجودة في المنطقة الشرقية أصبحت تحت خطر حقيقي. الإقتصاد العالمي سيتضرر كثيرا لو تم استهداف المنشئات النفطية السعودية أو تم استهداف دولة الإمارات العربية والتي تعتبر اليوم أحد أهم مراكز التجارة العالمية.

عبد الملك الحوثي يقرر أن يلعب نفس دور السيد كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية الذي يرعب جيرانه بالصواريخ مهدد أمنهم واستقرارهم وعلى الرغم من أن صواريخ الحوثي (إعلامية) لحد كبير وقوتها التدميرية لا يمكن مقارنتها بالصواريخ المرعبة التي تطلقها كوريا الشمالية والتي يستطيع بعضها حمل رؤوس نووية إلا أنها كذلك صواريخ مدمرة خصوصا أنها قرنت مع تحذير للشركات التي تستثمر في دولة الإمارات وهذا ما سيجعل أثر الصواريخ مدمرا على الاقتصاد الإماراتي المتأزم أصلا بسبب الأزمة مع قطر.

الرد الإماراتي الذي جاء على لسان الوزير أنور قرقاش لا يرقى إلى مستوى التهديدات الحوثية فقد تحدث الوزير قرقاش عن أن تصريحات الحوثي هي بمثابة دليل مادي يثبت صحة قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بإطلاق عاصفة الحزم.

ينبغي على دولة الإمارات التحرك وطلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن وبحث إدراج مليشيا الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية وإعلان وقف كل عمليات الحوار مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح حتى يفض شراكته تماما مع عبد الملك الحوثي وينقلب عليه.

الرد الإماراتي البارد يشير إلى أن دولة الإمارات لديها معلومات أن الحوثي يهدد تهديدات فارغة وأن الصواريخ الاستراتيجية هي تحت سيطرة صديقها المخلوع علي عبد الله صالح أو أن الإمارات لا تريد إفزاع وتخويف الشركات التجارية التي تعمل فيها وستحاول عمل صفقة مع الحوثي في الخفاء ليسحب الحوثي تهديداته عن الإمارات مقابل أن تضمن الإمارات للمليشيا الحوثية دور في يمن المستقبل.

أعتقد أن الحوثي لو كان جادا في مسألة استهداف الإمارات فإن على دول أخرى أن تهيئ نفسها للصواريخ الحوثية وأعني بالتحديد السودان الذي يشارك بكثافة في عاصفة الحزم فمن المعلوم أن السودان أقرب لليمن جغرافيا من الإمارات والأمر كذلك ينطبق على ارتريا وجيبوتي التي يوجد على أراضيهما قواعد عسكرية إماراتية.

الحوثي لم يتوقف في تهديداته على الصواريخ فقط بل هدد بشكل صريح معلنا نيته استهداف الملاحة في باب المندب إذا ما هاجمت قوات ما يسميها العدوان ميناء الحديدة وأضاف أنه ينوي إغراق سفن تجارية سعودية وهذا تصريح واضح بنيته القيام بعمل إرهابي ضد أهداف مدنية على مضيق مائي يفترض أنه محمي بأساطيل القوى العظمى المرابطة على في جيبوتي (أمريكا والصين وفرنسا) وبالتالي ينبغي على هذه الدول التنديد بمثل هذه التصريحات واعتبارها اعتراف وإقرارا بالنية للقيام بأعمال من شأنها تهديد الملاحة العالمية.

الجزء الثالث من التصريح تحدث فيه الحوثي عن استطاعته إرسال طائرات مسيرة محملة بأسلحة ومن متابعتنا للمنتجات العسكرية الإيرانية نقول أنه من المستحيل على التقنية الإيرانية حتى اليوم تصنيع مثل هذه الطائرات (الدرونز) ولكن إيران تستطيع تصنيع طائرات استطلاع وهذه الطائرات يتم تحميلها بشحنات بسيطة من المتفجرات ويتم تفجيرها بالتوجيه من بعد ويسمونها بالطائرة الانتحارية وهذا النوع من الطائرات الخبيثة استخدمه حزب الله بكثافة في معركة القصير وعبره استطاع من قتل العشرات من رجال المعارضة السورية الذي كانوا عاجزين تماما عن مواجهة مثل هذا السلاح الفتاك.

ولذلك ينبغي على المملكة العربية السعودية الحصول على نظام تشويش بشكل عاجل لتعطيل هذه الطائرات وإسقاطها وإلا سيكون هناك عشرات الضحايا من الجنود السعوديين وإخوانهم من قوات التحالف لا سمح الله وربما تستخدم هذه الطائرات للإغتيال في المناطق القريبة من الحدود اليمنية مثل نجران وجازان ومنطقة عسير فمثل هذه الطائرات حسب ما يشاع تستطيع التحليق حتى 400 كيلو متر.

المعركة في اليمن تزداد تعقيدا يوما بعد الآخر ولو لم تستطيع السعودية والإمارات خلع الحوثي من الحكم أو نزع سلاحه على أقل تقدير فسوف يكون التهديد باقيا ً. مع تهديدات الحوثي ينبغي على الإماراتيين التراجع عن مخططهم في إنشاء دولة في جنوب اليمن لأنهم إن فعلوا ذلك فقد منح كيم جونغ أون اليمني الدولة التي يحلم بها وسيكون مصيرهم مع السعودية نفس مصير اليابان وكوريا الجنوبية اللتان ظنتا أن بإمكانهما العيش بجوار الزعيم الكوري الشمالي غريب الأطوار.

 

تحليل منشور للكاتب السوداني/ وائل علي – في مدونة قناة “الجزيرة” القطرية على الإنترنت 19 – 9 – 2017م.

 

قد يعجبك ايضا