غلوبال ريسيرش: جرائم حرب وسفك دماء…أطفال اليمن يستحقون افضل من هذا

 

سلط موقع غلوبال ريسيرش الكندي يوم امس الاحد في مقال للكاتبة “روز ديلاني” حول المأساة التي يعيشها اليمن الآن إثر العدوان الغاشم الذي تشنه السعودية عليه، حيث بينت الكاتبة أن الخاسر الأكبر في هذه الحرب هم الاطفال، ناهيك عن الدمار الإقتصادي  والإجتماعي وتدمير البنى التحتية التي يتعرض لها اليمن الآن إثر هذا العدوان، وبينت الكاتبة أن إستمرار امريكا وبريطانيا ببيع الأسلحة للسعودية والتي بلغت مبالغ خيالية وطائلة هو المسبب الرئيسي للدمار والمعاناة التي يتعرض لها ابناء اليمن اليوم.

فقالت الكاتبة: في اليمن الصراع والعنف وسفك الدماء باتت الآن حدثاً يومياً، وعلى الرغم من الإنتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان فقد اختارت وسائل الإعلام العالمية شغل المقعد الخلفي والتزام الصمت، إذا وسائل الإعلام الغربية تمتلك القدرة على تسليط الضوء على الظلم والمساعدة في القضاء على الحروب والصراعات.

وتابعت الكاتبة بالقول: لقد حان الوقت للتشكيك في وجود صمت “استراتيجي”، فهل الظلام قد تم رسمه بدقة لحجب النضال اليمني في مواجهة الجماعات المتطرفة العنيفة؟ وهل هي مناورة استراتيجية من جانب الغرب؟ فهل يلعب العالم الغربي دوراً دفيناً في هذا الصراع؟ إن القوى الدولية العظمى تلجئ لنشر الرعب الهائل من خلال التفجيرات والضحايا كوسيلة لحماية نفسها وحماية مكانتها العالمية، فسوف تظل صرخات الحزن المنكوبة في اليمن غير مسموعة من قبل الغرب، فقد اندلعت الاضطرابات التي ابتليت اليمن اليوم بعد غارات التحالف الضربات الجوية بقيادة المملكة العربية السعودية  في مارس 2015.

وأضافت الكاتبة: قد تسببت التفجيرات المدمرة سوءاً بسبب القتال البري المحفوف بالمخاطر أو غيرها خسائر مدمرة على السكان المدنيين، وخاصة في حالة الأطفال الذي هم معرضين للخطر باستمرار بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي تهدد حياة جميع أبناء اليمن، ففي ما يسمى جهد للقضاء على “التهديد الحوثي” تشكل تحالف من الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية وعسكرياً بدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة  وشنت الحرب ضد اليمن وشعب اليمن.

وأردفت الكاتبة: ففي الواقع، يبدو أن الفظائع قد أدت لدمار كبير حيث أوقعت هذه الغارات الجوية غير القانونية على الشعب اليمني لاندلاع الدمار والفوضى، وقد أثبتت نتائج الحرب التي لا ترحم ضرر على التنمية التعليمية والاقتصادية والاجتماعية المستقبلية في اليمن، حيث قتل أكثر من 6500 شخص وشرد 2.5 مليون، وباعتبار اليمن واحد من أفقر دول العالم، فاليمن يواجه الآن ليس فقط نكسات الحرمان والفقر ولكن إراقة الدماء أيضا.

وأضافت الكاتبة: ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن امریکا كانت بالفعل متواطئة في مذبحة اليمن، بعد أن باعت ما مقداره أكثر من 20 مليار دولار أمريكي من الاسلحة على مدار عام 2015، فمنذ بداية سقوط اليمن، صرفت المملكة المتحدة، ما يقرب من قيمته 4 مليارات دولار من الاسلحة الى المملكة العربية السعودية، ورغم ذلك تستمر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ببيع أسلحة إلى قوات التحالف التي تقودها السعودية ما أدى لانتشار القتل والفساد ناهيك عن الأطفال في اليمن الذين يتعرضون لتهديدات الاستغلال والعنف.

واختتمت الكاتبة بالقول:  وقد تم التحقق من قبل اليونيسيف إلى أن أكثر من 900 طفل لقوا مصرعهم وأصيب 1300 في عام 2015 وحده، وذلك بنسبة 6 اطفال قتلوا أو شوهوا كل يوم منذ تصاعد الأعمال العدائية مارس 2015، وتستمر وسائل الإعلام الغربية بالوقوف موقف المتفرج في صمت في خضم الدمار الذي يحدث في اليمن، كما يتم فقدان أرواح الآلاف بمن فيهم الأطفال المعرضين الاكبر للخطر، فقد حان الوقت للفت الانتباه العالمي لمحنتهم.

يشار إلى أن النظام السعودي يشن منذ 26 آذار من العام الماضي عدوانا شاملا على اليمن بدعم أمريكي ومشاركة من بعض الأنظمة الخليجية ما أسفر عن مقتل 7827 يمنيا بينهم 1620 طفلا و 1199 امرأة حسب وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، وتسبب العدوان السعودي بتدمير البنية التحتية لمؤسسات الدولة اليمنية بما فيها المشافي والمدارس حيث قدر تقرير دولي قيمة الأضرار بأكثر من 14 مليار دولار حتى الآن.

يذكر أن آخر تقرر لمنظمة الصحة العالمية قد بين أن الممتلكات والمنشآت ذات الطابع الخدمي لم تسلم من القصف، حيث قصفت أربعة مصانع خاصة وعامة وأربعة موانئ تجارية حيوية وأربعة مطارات مدنية وثلاث طائرات مدنية وأربعة مخازن مواد غذائية وصوامع غلال، و12 سوقا شعبيا واربع قنوات ومؤسسات إعلامية، وثلاث محطات تحويلية ومحطات توليد كهرباء، و14 معهدا ومدرسة ومؤسسات تعليمية وثلاثة مساجد وستة جسور وساحات عامة وثلاثة مراكز للدفاع المدني وثمانية مرافق أمنية ومحطتا وقود ومحطة تعبئة غاز منزلي وقاطرتا نقل للوقود وثلاث مستشفيات ومرافق صحية.

قد يعجبك ايضا