التحول التاريخي… “تلاحم شعبي وانتصارات عسكرية”

الحقيقة / احمد عايض احمد

بعد سلسلة نكساتٍ عسكريةٍ تعرّضت لها قوات المرتزقة والغزاة على امتداد الايام الماضيه تمكن مجاهدي الجيش واللجان من تغيير الوضع الميداني لمصلحتهم؛ إذ بدأت مواقع الغزاة والمرتزقة تتهاوى على أكثر من جبهة، كما بدأت تظهر على قواتهم ملامح التعب والإجهاد، وغدت عاجزة عن وقف تقدم تلك الاسود الوطنية الضاريه في أكثر المناطق أهمية وحساسية بالنسبة للغزاة والمرتزقة من العند الى مأرب الى الجوف….
‫#‏انقلاب‬ في المشهد العسكري:
يعزى انهيار قوات الغزو والارتزاق أمام هجمات رادعه لأسود الجيش واللجان في أكثر من مكان على امتداد الجغرافيا اليمنيه الشرقيه والجنوبيه الوسطى بشكل رئيس إلى زيادة مستوى التنسيق بين قوات الجيش واللجان وكفاءة غرف العمليات العسكريه المشتركة لتوحيد الجهد وقيادة العمل العسكري على الأرض. ففي مأرب ، مثلًا، تشكّلت الجبهة الدفاعيه نتيجة اندماج عملياتي وتنسيقي محترف وصلب و هام بين أهم قوات النخبة والشعبيه العاملة في المنطقة الشرقيه”مأرب والجوف” وأدى هذا الاندماج إلى تراجع قوات الغزاة ومرتزقتهم في غرب مارب وشمالها تراجع انهيار وياس وتخبط لضخامة الخسائر التي تكبدونها طيلة الايام الماضية
وفي الجنوب الاوسط ، استطاعت قوات الجيش واللجان من تحويل النصر العسكري الى معادلة عسكرية رسمت خارطة سيطرة جديده بتعز ولحج
وبينما كانت مواقع الغزاة والمرتزقة تتهاوى في تعز والقبيطه وغرب العند وكرش وتكبدت قوات الغزو والارتزاق خسائر كبيره في المعدات والارواح معلنين انسحابهم “فرارهم” من الجبهات بذريعة نقص الذخائر رغم الدعم الكبير الذي يلقونه من الغزاة…………
‫#‏واقع‬ عسكري وسياسي جديد:
لن تؤدي الانتصارات الأخيرة للقوات المسلحة واللجان الشعبيه إلى حسم المعركة مع الغزاة والمرتزقة الا اذا قررت قيادة الجيش واللجان ان الحسم العسكري هو الخيار الوحيد كون العدوان والحصار مستمر. ومع ذلك، فقد فرضت واقعًا عسكريًا وسياسيًا جديدًا؛ فللمرة الأولى منذ بداية العدوان يظهر النظام السعودي المأزوم مستنزفًا، وفي موقع الدفاع عن بقائه ووجوده، كما بدا هذه المرة عاجزًا عن إقناع مرتزقته ودواعشه بإمكانية حسم المعركة لمصلحته رغم يقين ال سعود الحسم العسكري هو مغامرة تؤدي بالسعودية الى حتفها فهي في ذروة ضعفها . ولطالما تمسّك النظام السعودي المنهزم بتحقيق الحسم العسكري الشامل، وعدّه شرطًا لازمًا للبدء بالحديث عن أي حلٍ للأزمة. لكنّ التطورات العسكريه دحضت هذا الخطاب المتغطرس، وبيّنت أنه بعيد عن الواقع، وأظهرت مدى الإنهاك الذي أصاب قوات النظام السعودي وحلفائه ومرتزقته ودواعشه بعد عام واربعة اشهر من المواجهات العسكرية ، كما كشفت اعتماده المفرط على الميليشيات الأجنبية والمحليه الارهابيه والتناحر الدموي بين المرتزقة من اجل المال والنفوذ مما فقد النظام السعودي الارهابي اهم عامل عسكري يلعب به وهم المرتزقة فالمرتزقة يتقاتلون فيما بينهم في كل جبهه…..
وفضلًا عن ذلك، ترافقت الانتكاسات العسكرية مع تدهور الوضع الاقتصادي الذي تمثّل في التدهور الكبير في العجز المالي والاستنزاف المالي الذي يأكل الخزينة السعودية 200 مليون دلار يوميا للمرتزقة والعمليات العسكرية فقط …..
أما على المستوى الدولي، فقد نجح الوفد الوطني بتغيير مواقف دول كثيره واختراق الصمت والاهمال وتحويله الى اهتمام اجباري خلال الأشهر الماضيه في تركيزالاهتمام على الأزمة اليمنيه وأسبابها الحقيقية، والتركيز على مقولة مكافحة التطرف والإرهاب، وطرح الوفد الوطني نفسه شريكًا في مواجهة داعش والقاعدة كقوة عسكرية وسياسية يمنيه ترى في الارهاب الداعشي والقاعدي عدو للعالم ويجب التعاون والتكاتف على مواجهة الخطر الحقيقي على العالم
وبسبب التدهور السريع في قدرات النظام السعودي العسكرية، والخشية من استمرار تساقط مواقعه وتدمير ماتبقى من مخزونه الالي العسكري في استنزاف يمني تاريخي للسعوديه وحلفائها………..
‫#‏خاتمة‬
قضت الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات الجيش واللجان على فرص تعويم النظام السعودي المجرم وتحويله إلى شريكٍ دولي مقبولٍ في محاربة داعش وكشفته امام العالم ان داعش سعوديه ومدعومه سعوديا وتحظى بغطاء سياسي واعلامي ومالي سعودي كامل ، كما قضت على أي إمكانية لقيام النظام السعودي بفرض تسوية وفق شروطه وشروط مرتزقته ، بعد أن أصبحت فكرة الحسم العسكري جزءًا من الماضي. وفي الوقت الذي يتجدد الجهد الدولي لإحياء عملية التسوية بعد القلق والانهيار الذي أصاب مرتزقة العدوان تجاه إمكانية انتصارهم وسقوط اليمن بيد الغزاة …
لذلك فالحرب مستمرة الى اليوم واذا كان الخيار العسكري هو الغالب على الحل السياسي فهي جوله عسكريه اخيره وورقة اخيرة ستفقد النظام السعودي وجوده كوجود فاعل ربما تؤدي الى تفككه وهذا امر ليس مستبعد وخصوصا ان خطر الحسم يدرسه قادة السعودية دراسة جديه وخصوصا بعد تفكك تحالف مرتزقتهم وانفجار المواجهه فيما بينهم وهذا دال على ضعف وانهيار وتفكك عسكري حقيقي هذا من جانب ومن جانب اخر تمدد داعش والقاعدة بالمحافظات الجنوبيه من جديد وفقدان الغزاة سيطرتهم على اراض المحافظات الجنوبية وعجزهم في تحقيق ادنى استقرار امني او اقتصادي او سياسي ليكون نموذج مشجع…..
ان التحول التاريخي جسدته قوة ومنعة الجيش واللجان وكفائتهم وقدرتهم العسكرية والعملياتيه في ادارة الحرب والسيطرة على مفاتيحها عزز ذلك ثبات وصمود القوة السياسيه في فرض الشروط اليمنيه ورفض الشروط الاستعماريه ………
الايام القادمة كفيله بكشف اهم مراحل الانتصار اليمني الكبير…..

قد يعجبك ايضا