منطق الحق يتفوق على القوة: فشل أمريكا في البحر الأحمر يؤكد رؤية الشهيد القائد

منطق الحق يتفوق على القوة: فشل أمريكا في البحر الأحمر يؤكد رؤية الشهيد القائد

يقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي: “أمريكا وإسرائيل، مهما بدت قوتهما العسكرية، فإنهما لا يملكان الحق، ومن لا يملك الحق فهو مهزوم في النهاية.” هذا القول يعكس رؤية عميقة لحقيقة الصراع بين القوة والحق، حيث يوضح السيد حسين أن القوة الحقيقية لا تكمن في التفوق العسكري فقط، بل في امتلاك الحق والعدالة.
فالظلم مهما كان مدعوماً بالقوة العسكرية، فإنه سيُهزم في النهاية.

وفي سياق حديثنا عن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم في البحرين الأحمر والعربي، يظهر بوضوح أن هذه الرؤية باتت حقيقة ملموسة.
فالقوة العسكرية الأمريكية، التي طالما كانت الأداة الأساسية لفرض هيمنتها وحماية مصالحها ومصالح حلفائها، بدأت تتآكل مع تصاعد الهجمات التي يشنها الجيش اليمني على السفن التجارية المعادية. ومع ضعف فعالية الرد الأمريكي، باتت الهيمنة العسكرية الأمريكية محل تساؤل جدي.

تصريحات القادة العسكريين السابقين، مثل تلك التي أدلى بها القائد السابق في البحرية البريطانية توم شارب يوم امس على صحيفة التلغراف ، تعكس بوضوح هذا التحول في التفكير.
وهذا الفشل يعيد للأذهان ما قاله الشهيد القائد، حيث تظل الشرعية الأخلاقية والمعنوية هي العنصر الأهم في تحديد نتائج الصراع.

وفي الوقت الذي تعيد فيه واشنطن تقييم استراتيجيتها في البحرين الأحمر والعربي، يبدو أن هذا التقييم قد لا يكون كافيا لتغيير الواقع على الأرض.
فالتاريخ يثبت أن الشعوب التي تتحكم في الممرات البحرية الكبرى تملك القدرة على فرض إرادتها على القوى العظمى، مهما بلغت قوتها العسكرية.

واليمنيون، الذين أثبتوا قدرتهم على الصمود والتأثير في مسار الأحداث، هم اليوم في موقع يمكنهم من تحديد مستقبل هذه المنطقة الحيوية، بما يتوافق مع الحق والعدالة.

إن الاعتراف الضمني بالفشل في البحربن الأحمر والعربي يثير تساؤلات حول المستقبل القريب للسياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية، ويطرح تحديات كبيرة أمام صناع القرار في واشنطن هل يمكن للولايات المتحدة التكيف مع هذا الواقع الجديد؟ أم أنها ستجد نفسها مضطرة لإعادة ترتيب أولوياتها في منطقة قد تكون فقدت السيطرة عليها؟ هذه الأسئلة ستظل قائمة طالما استمر الصراع وتزايدت التعقيدات في البحرين الأحمر والعربي.
ومع ذلك، فإن اليمنيين، الذين أثبتوا مرارا قدرتهم على الصمود والتأثير في مسار الأحداث، ستكون لهم الكلمة الفصل في تحديد مستقبل هذه المنطقة، فالتاريخ يشير إلى أن الشعوب التي تتحكم في الممرات البحرية الكبرى تستطيع أن تفرض إرادتها على القوى العظمى مهما بلغت من القوة.

كتب/ كامل المعمري 

قد يعجبك ايضا