حكومةُ التغيير والبناء أمامَ مآلات مفتوحة

عبدالحميد الغرباني

يعلمُ الجميعُ أن الحُصُولَ على لقمةِ العيشِ الكريمةِ وَالتعليمِ والصحةِ وخدماتِ الكهرباء والمياهِ والمرافقِ والبنى التحتية، ما يزالُ في بلادنا حُلُمًا يُرَاوِدُ الشعبَ.

ومن هنا جاءت الحكومةُ الجديدةُ لا لتشخِّصَ الحالةَ، بل لتقومَ بالتغيير والبناء، مُسلَّحةً بالإرادَة العميقة وَالوعي بالمتطلبات، وكُلُّ المِلفات مهامٌّ تنتظرُ أبطالَها.

فيا وزراءَ حكومة التغيير والبناء احذروا قُصورَ الأفكار والرؤى وسوءَ الأداء وَالعجزَ عن مواجهة المشاكل بالطُّرُق المُثلى، ولا تركنوا إلى الفئةِ الحالمة من كوادرِ مؤسّساتكم، وستعرفونهم من خلال تصويرهم كُـلَّ شيء بشكل وردي “الخطط ناجزة والخطوات مُتتابعة والأمور سابرة وَ… إلخ”.. هذه فئةٌ لا تصنعُ التغييرَ فاحذروها يا وزراءَ التغيير والبناء.

وثَمَّ فئةٌ أُخرى لا صلةَ لها بالبناء سبق وحدّدت المستقبلَ قاتمًا سوداويًّا، فئةُ اليائسين من كُـلّ شيء والمُحبِطِين تجاه كُـلّ شيء وَالساعين لإحباط كُـلّ شيء؛ فاعبُرُوا هذه الفئة وحطِّموا مساعيَها بالعمل والروحِ الوثَّابة والحماس المُتَّقدِ دومًا.

تفرَّسوا الشخصياتِ والكوادرَ وستنتفعوا بمَن تجدون أكبر رصيد لهم التقوى والروح الكبيرة والتضحية والنشاط؛ مِن أجلِ التغيير، ففي مؤسّساتكم حتمًا فريقٌ ينتظرُكم أن ترصُّوا صفوفَه وترتِّبوا أوراقَه وَتنظموا معارفَه وتصقُلوا خِبراتِه وتُفِيدُوا من طاقاته، وهؤلاءِ هم كُـلُّ من يعلمُ أن البناءَ والتغيير مأمولٌ للعاملين وَليس للقاعدين، ويتخذُ من ذلك نهجًا، هذا الفريقُ يعلمُ مثلُكم أن مآلاتِ الأمور مفتوحةٌ على كُـلّ الاحتمالات، وَلا يركنُ إلى الأوهامِ والظُّنونِ، بل سيشمِّــرُ عن ساعِدِ الجِدِّ، وينطلقُ بانطلاقتِكم ويَثِبُ بوثبتِكم، يحدوه الأملُ ويُمِدُّه العمل، هذا هو فريقُكم.

انتبهوا في طريقِ البناء لانتهازية وأطماع وَوُصوليةِ وَأغراض البعضِ الآخر، البارعين في امتطاءِ الأمواجِ وَالقفزِ لسُدَّةِ المواقعِ على متنِ سفن الظروف المواتية وَالفُرَصِ السانحة، ويلزمُكم الحَذَرُ واليقظَةُ من الحَرَسِ القديمِ والنافذين -في أي مستوىً كانوا- أيادي هؤلاء تعملُ عكسَ تيارِ البناء، وقد غدَا الحَرَسُ القديمُ عُصبةً من الأمس البعيد وأُخرى من الأمس القريب، وبالتأكيد لا يريدون للبناء حركةً ولا للتغيير أثرًا، سيحاولون حجبَ الغد القادم؛ فلا يُصيبَنَّكم اليأسُ إذَا ما شعرتم في لحظةٍ ما باختلالِ ميزان القوةِ أمامَ هذه الفئة، وَتذكَّروا أنكم لستم وحدَكم في هذه المعركة، ومكرُ أُولئك هو يزول، لا تتراجعوا ولا تتركوا حَرَسَ البائد يسحقون حقوقَ وتطلعاتِ الجماهير، وَبقدرِ جِديةِ اعتراضِكم وحجمِه ونشاطِكم وفاعليتِكم سيتغيَّرُ كُـلُّ شيءٍ ويذوي المستفيدون من الوضع المزري.

ستنتقلون من تَحَــدٍّ لتَحَــدٍّ جديد وأنتم تُقاتلون؛ مِن أجلِ التغيير والبناء، ويجب ألَّا تستعجلوا ولا تضجُّوا من بطء التحوُّلات طالما وأنتم تصنعونها؛ فهذه رحلةٌ ممتعةٌ مهما كانت التحدياتُ كبيرةً والظروفُ صعبةً.

أنتم حَمَلَةُ مشاعلِ التغيير؛ فسيروا في الدربِ بحكمةِ وَروحيةِ السيد القائد، حراكٌ دؤوبٌ في الممكن والمتاح بسلوك أنقى وبقِيَمٍ أعلى يُعِيدُ تنظيمَ فَضاءِ المؤسّسات ويخطو بها رويدًا رويدًا حتَّى تستقرَّ دولةً للشعب.

واللهُ عونُكم ومولاكم.

قد يعجبك ايضا