محمد محسن الجوهري*

تحدّث القرآن الكريم بشكلٍ واضح عن الأعراب ونفاقهم وخطورة مؤامراتهم على الإسلام والمسلمين، وتتجلى تلك الآيات اليوم في النظام السعودي، وحلفائه المتصهينين من دويلات الخليج البريطاني التي تساند اليوم الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية في فلسطين، ويتمادى في إبادة المسلمين، وانتهاك كل الحرمات الدينية والإنسانية.

وكان النظام السعودي يستطيع أن يساند الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال بوسائل كثيرة، منها تقديم المال والسلاح ليتسنى لهم الدفاع عن المسلمين والمقدسات الإسلامية، إلا أنه انحاز لأعداء الأمة، وأرسل تلك المساعدات إلى دول العالم الإسلامي، لإذكاء الفتن الطائفية والمناطقية، وما نراه مؤخراً في السودان دليل واضح على مدى التآمر الصهيو-سعودي على الأمة.

وفي نفاقهم ومؤامراتهم دليلٌ آخر على عظمة القرآن الكريم الذي تحدث عن الواقع، وأنبأنا بحالنا اليوم من قبل 1400 سنة، كما أن آيات الأعراب ونفاقهم هي حجة على سائر المسلمين، وتحذير إلهي من خطورة التعاطي مع الخطر النفاقي المتمثل في معسكر السعودية وحلفائها، وكيف أن الإقرار بسيادتهم على المقدسات والثروات الإسلامية جعل الأمة بكلها لقمةً سائغة لأعداءها اليهود.

إلا أن ذلك الخطر لن يستمر طويلاً، وما نراه من الإفساد الأخلاقي الذي دشنه محمد بن سلمان في السنوات الأخيرة، لمؤشرٌ على قرب زوالهم، كما تحدث القرآن الكريم أيضاً عن حال القرى الموعدة بالهلاك، بعد أن يولي عليهم مترفيهم فيفسقوا في البلاد ويكون بعدها العذاب الإلهي، وهذا ما تنتظره كل الأمة الإسلامية، وحتى يتسنى لأحرارها استنقاذ البلاد من براثن اليهود في فلسطين والعالم الإسلامي، والذي يجثم على أرضهم بتمويلً وحماية سعودية واضحة.

بالمقابل، فقد أسهم الفرس والجمهورية الإسلامية في إيران، بشكلٍ إيجابي وغير متوقع في نصرة القضايا العربية وأولها فلسطين، ونجحت على الأقل في استبدال حجارة فتيانها بالسلاح الناري، والقنابل التي تذيق الصهاينة بأس العرب لأول مرة، بعد أن حوصرت فلسطين من جيرانها العرب لعقودٍ طويلة.

ولم تأل إيران الفارسية جهداً في نصرة فلسطين بالذات، ويكفي أن تتحمل العقوبات الاقتصادية في سبيل ذلك، وكان أمام قادتها الخيار أن ينسلخوا من القضية الفلسطينية، ويتجنبوا المعاناة الاقتصادية، كما فعلت أغلب الدول العربية، بحجة الحفاظ على مصالحها الداخلية، فخسرت بذلك مصالحها وشرف نصرة فلسطين.

إضافة إلى المعاناة الاقتصادية، لم تسلم الجمهورية الإسلامية من تآمر الأعراب، فقد شنوا ضدها أبشع المخططات، ابتداءً من افتعال الحرب العراقية – الإيرانية، وانتهاء بتمويل الفوضى الأمنية والاغتيالات داخل إيران، وكل ذلك لخدمة الكيان الصهيوني وحسب، ولو ردت إيران بالمثل، لما استطاعت تلك الأنظمة الحفاظ على استقرارها لأسابيع قليلة.

أما عن المستقبل القريب، فإن الدفع بإيران للدخول في حربٍ مباشرة مع الكيان الصهيوني سيكون سبباً في دمار منطقة الخليج برمتها، بغض النظر عن عاقبة الحرب على إيران والكيان، والسبب أن النظام السعودي وغيره من الأنظمة المتصهينة، عبارة عن كيانات هشة سهلة الكسر، وفي حال خسرت أمنها القومي فلن تستطع إقامته مرة أخرى لأنها لا تمثل شعوباً حقيقية، بل هي أنظمة سياسية أقامها الغرب على شعوب أخرى لا تنتمي إليها، فليس هناك تاريخياً دول باسم السعودية والإمارات، وستتلاشى من الوجود في حال خرج الوضع عن السيطرة الأمنية للغرب، وقادم الأيام سيكشف لنا المزيد عن حال الأعراب وحركتهم لنفاقية.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب