كاتب من موريتانيا : تحية اكبار الى احفاد “اليمن الآباء” على نورس تحرير فلسطين بـ “يافا”

تحية اكبار الى احفاد “اليمن الآباء” على نورس تحرير فلسطين بـ “يافا”

الحقيقة/ د. إشيب ولد أباتي/ موريتانيا

  طالما اعتز اليمانيون بلقب “اليمن الآباء” في تاريخهم القديم، فهل تعرفون، يا ابناء أمتي العربية  مدى  حرص اليمانيين على هذا اللقب، وقيمه، وتعبيره الحي عن الشخصية الحضارية لأبناء الأمة؟

قليل من الدارسين – حتى لتاريخنا العربي – من يعرف قصة هذا اللقب العظيم الذي بعثه اليوم هذا الحضور المميز للدور الرائع، والمؤثر، والباعث على الأمل في استنهاض الهمم، ورفع الهامات، وغشاوة الهزيمة النفسية، والفكرية، والعسكرية المهددة لوجودنا العربي وتحريرنا الذي ترتعد منه فرائص اقزام المتصهينين في اسطبلات الحكم العربي من المحيط إلى الخليج، فما بالكم من خوف الصهاينة من هذا المارد العربي الخارج من قمقمه في كهوف جبال اليمن الشامخة بما يصبه من الجحيم على اعدائنا، واعداء الانسانية جمعاء في فلسطين ..

 ومن الأقدار أن ترتبط معرفتنا ل”جينات” ‘ اليمن الآباء’ من شهامة احفادهم التي غيرت وعينا العدمي، حين ابصرتنا بريق أمل النصر  بما صنعته أياديهم الطاهرة  التي تستحق منا أن نتلثمها لنسترجع  منها الروح الى اجسادنا، والدم الى شراييننا بعد أن كانت ممتلئة بالماء، والطين،والسخام…

باحفاد اليمن الآباء، نعرف جذورنا الحضارية، وأصولنا اليمانية، ونستعيذ بالله من انتماءاتنا الكفرية من القطرية، والإقليمية، والطائفية، والعرقية،، فانبعثت قوميتنا التحررية  وأسرار تشكل وعينا الحضاري، ومرتكزاته في الدفاع عن الشرف، والكرامة، والأرض، والعرض العربي الذي استغاثنا، فلم نغيثه، واستبكانا اطفالنا، فلم نبكي  لبكائهم، فقتلوا بالآلاف، ونحن نتفرج كالبهائم، تحركنا الغرائز، بعد ان افتقدنا الإحساس، فصرنا، كالأنعام، او أشد بهيمية.

لك الله يا أمتي، فقد بعث فيك أحفاد ” اليمن الآباء”، يمن القيم، يمن الافتداء، لأبناء غزة هاشم..

وبهذه الاستجابة التاريخية العظيمة، وبدور عقلها الأبتكاري الذي جدد  صلاحية ” الهوية” بعقول، وعزائم، وشجاعة، وإقدام القوات العربية اليمنية التي بعثت أسرار جذور حضورنا  في هذا العالم المتوحش، الظالم، والفاجر الذي، تجبر على أطفالنا، وعلى ملايين العزل في فلسطين، الأمر الذي فرض على أحرار أمتنا استرجاع  قيم الشرف،، فصنعوا  هذا الإعجاز اليماني ” يافا” لتحرير فلسطين، ولتحرير ضمائرنا من سجنها الجسمي، لترفرف في هذا الأفق العربي الرحب، حاملة راية العروبة، حين عزت الرجولة، وأحصيت  من وعينا، ومن ثقافتنا، وحتى من اجسامنا كل احساس…

فكان لأحفاد ” اليمن الآباء ”  شرف، وفضل صناعة ضرب  مستعمرة  ” تل الربيع”..

فشكرا لكم قادة أمة،  فقدت كل معاني  إنسانيتها ..

نعم، وإلا،  كيف لأجيال الأمة التي استبدلت وزارات التربية، والتعليم، مناهج التربية ، والتاريخ العربي، وسير أبطال الأمة، وتأثير معاركها في وحدتنا، وانتصاراتها العظيمة، وامجادها التي تستعاد بها الهوية للشخصية الحضارية…

كل ذلك أقبر، كالميت في صدورنا، بعد أن لقنوا الأجيال تربية  اقتصرت على تاريخ نشأة المدن الحديثة على عهد الاستعمار الفرنسي، والإسباني، والإيطالي، والإنجليزي، وألحق بها تاريخ المدن السياحية، والأسواق التجارية، والمطارات المدنية لاستقبال السائحين العراة، لأنهم  ربما يستهلكون الفي دولار على الأكثر..

إن تاريخ الأمة النضالي،،وقيمها التي شكلت الضمير الحي في تاريخنا، وثقافتنا، ووعينا.. يجب أن يلقن لأجيالنا، ليعرفوا عن ” اليمن الآباء”، لعلنا  نتشبث  بالرجولة، وبالنخوة العربية، وبشرف الدفاع عن فلسطين، وذلك لإنتزاع حقنا في الوجود، وحقنا في الدفاع عن أنفسنا،  وعن عرضنا، وعن هوية أمتنا التي يخطئ من لا يشارك  في استعادة الوعي بضرورة تحريرها في الوقت الذي يستشهد في سبيلها عشرات الآلاف من الأطفال، والنساء في غزة، ويستبسل في سبيلها أسودها  الابطال .

 

كاتب عربي موريتاني

رأي اليوم

قد يعجبك ايضا