صحيفة سفوبودنايا بريسا : القوات المسلحة اليمنية تجرع الولايات المتحدة الأمريكية هزيمة ‏‏»فيتنامية» جديدة

قالت صحيفة  «سبفودنيا بريسا» الروسية‎ إن المقارنات  تزايدت في الولايات المتحدة بين الوضع الكارثي الذي تعيشه بلادهم في البحر الأحمر وبين حرب فيتنام، أي ‏مع أطول حرب مخزية ومكلفة ويائسة ودموية في تاريخ الولايات المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية‎.

وأشارت إن تُظهر القوات البحرية المشتركة لحلف شمال الأطلسي تظهر  بوضوح عجزاً قتالياً متزايداً، وبالتالي فإن ظل الهزيمة ‏‏»الفيتنامية» المذلة قبل نصف قرن من الزمان يحوم بشكل متزايد فوق السفن الحديثة للغاية المشاركة في عملية «حارس ‏الازدهار» في البحر الأحمر‎.

ونقلت الصحيفة الروسية عن المجلة البريطانية (Navy Lookout) فقد تصدت سفن الناتو للهجمات الجوية والبحرية التي لا نهاية لها، وكان ‏عليها «الدفاع عن النفس بشكل أساسي». مضيفة إنه لا توجد حلول سهلة للأزمة التي ليس لها نهاية واضحة في الأفق. إن هذا مأزق، وهو أمر مخيب للآمال بالنسبة ‏للغرب‎.

وتابعت قولها إن التناقض الحضاري والعسكري الفني الواضح بين الأطراف المتحاربة والنتائج الوسيطة التي حققتها في هذه المعركة ‏تتطلب على الأقل بعض التفسير الواضح من القادة الغربيين‎.

وكشفت الصحيفة في مقالها الذي كتبه ‎ ‎سيرجي إيشينكو إن السبب الرئيسي هو أن «أنصار الله» لم يظهروا فجأة أمام العالم من القوة ما يمكنهم من تشكيل تحدٍّ خطير لكتلة ‏الناتو بأكملها، وخلفها يقف الصينيون والإيرانيون والروس، والتي تقدم، على الأقل، مساعدة عسكرية تقنية جدية ‏للحوثيين، كما أنها تزودهم بمعلومات استخباراتية حيوية، بما في ذلك في شكل معلومات من الأقمار الصناعية ‏الفضائية‎.

 

نص المقال

تزايدت المقارنات في الولايات المتحدة بين الوضع الكارثي الذي تعيشه بلادهم في البحر الأحمر وبين حرب فيتنام، أي ‏مع أطول حرب مخزية ومكلفة ويائسة ودموية في تاريخ الولايات المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية‎.

وفقاً للمجلة البريطانية‎ (Navy Lookout) ‎فقد تصدت سفن الناتو للهجمات الجوية والبحرية التي لا نهاية لها، وكان ‏عليها «الدفاع عن النفس بشكل أساسي».

لا توجد حلول سهلة للأزمة التي ليس لها نهاية واضحة في الأفق. إن هذا مأزق، وهو أمر مخيب للآمال بالنسبة ‏للغرب‎.

تُظهر القوات البحرية المشتركة لحلف شمال الأطلسي بوضوح عجزاً قتالياً متزايداً، وبالتالي فإن ظل الهزيمة ‏‏»الفيتنامية» المذلة قبل نصف قرن من الزمان يحوم بشكل متزايد فوق السفن الحديثة للغاية المشاركة في عملية «حارس ‏الازدهار» في البحر الأحمر‎.

إن التناقض الحضاري والعسكري الفني الواضح بين الأطراف المتحاربة والنتائج الوسيطة التي حققتها في هذه المعركة ‏تتطلب على الأقل بعض التفسير الواضح من القادة الغربيين‎.

والسبب الرئيسي هو أن «أنصار الله» لم يظهروا فجأة أمام العالم من القوة ما يمكنهم من تشكيل تحدٍّ خطير لكتلة ‏الناتو بأكملها، وخلفها يقف الصينيون والإيرانيون والروس، والتي تقدم، على الأقل، مساعدة عسكرية تقنية جدية ‏للحوثيين، كما أنها تزودهم بمعلومات استخباراتية حيوية، بما في ذلك في شكل معلومات من الأقمار الصناعية ‏الفضائية‎.

وفي كل الأحوال، هذا ما تزعمه المجلة البولندية‎ (Defense24) ‎في مقال بعنوان «الولايات المتحدة تواجه فيتنام ‏بحرية في الشرق الأوسط». وعلينا أن نعترف بأن هناك بالفعل أسباباً كافية لمثل هذه الأحكام، بما في ذلك: في آذار/ ‏مارس الماضي، أعلنت جماعة أنصار الله بشكل مثير أنها اختبرت بالفعل أسلحتها الصاروخية التي تفوق سرعتها ‏سرعة الصوت، فالصاروخ الجديد قادر على الوصول إلى سرعات تصل إلى ثمانية ماخ (حوالى 10 آلاف كيلومتر في ‏الساعة) ويعمل بالوقود الصلب‎.

وأفاد مصدر لوكالة «ريا نوفوستي» بأن اليمن يعتزم البدء قريباً في إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة الجديدة لاستخدامها في ‏الهجمات على سفن الناتو في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وأيضاً لزيادة الهجمات عددياً على أهداف في ‏»إسرائيل»، على وجه الخصوص في قاعدة «إيلات» البحرية لـ»الدولة اليهودية»‎.

ومن بين القائمة الكاملة لـ»الرعاة» المفترضين لأسلحة أنصار الله التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، خصت وزارة ‏الدفاع البولندية روسيا، فالادعاء أنه «لا يوجد حالياً ما يثير أعداء الولايات المتحدة أكثر من احتمال إغراق سفينتهم ‏السطحية الكبيرة».

وتواصل‎ (Defense24) ‎مناقشة سبب حاجة موسكو إلى ذلك: «دعونا نتخيل هجوماً ناجحاً على سفينة تابعة للبحرية ‏الأمريكية، والذي لن يؤدي حتى إلى إغراق السفينة السطحية، ولكنه سيتسبب في خسائر كبيرة (جرحى، قتلى) بين ‏أفراد الطاقم. إن رد الفعل الأمريكي بعد أمر كهذا قد يصل إلى اتخاذ إجراءات من شأنها أن تقربهم مما يسمى ‏‏فيتنام أخرى».

نعم، قد يؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة للحوثيين؛ ولكن أيضاً لديهم القدرة على استخدام شيء يجيدونه جداً، وهو حرب ‏العصابات في التضاريس الصعبة (في حالة هبوط القوات البرية الأمريكية ومشاة البحرية على الأراضي اليمنية).

وبعد ذلك، زعزعة استقرار إضافية في الشرق الأوسط بأكمله، وسياسة خارجية جديدة، وتحديات عسكرية واقتصادية ‏للولايات المتحدة وحلفائها. ونتيجة لهذا، وفي ظل الفوضى المتنامية، لن يكون لدى حلف شمال الأطلسي الوقت الكافي ‏لدعم أوكرانيا‎.

ويتساءل الخبير البولندي بشكل معقول: «إلى أي مدى سيذهب الروس، سعياً وراء أشكال الانتقام في الغرب بسبب ‏المساعدة العسكرية المقدمة لأوكرانيا؟».

وقد صرح الكرملين مراراً وتكراراً أنه رداً على تصرفات الأمريكيين في البحر الأسود، فإننا قادرون على الرد بشكل ‏غير متماثل ومؤلم للغاية‎.

أليس البحر الأحمر منطقة استراتيجية بالنسبة للغرب و«إسرائيل» اليوم؟‎!

وبطبيعة الحال فإن التهديد الذي تتعرض له السفن الأمريكية أكثر من واضح؛ لأن الخصائص التكتيكية والفنية تجعل ‏من الممكن إطلاق النار مباشرة عبر البحر الأحمر من الساحل اليمني‎.

ولن يتمكن أحد على الإطلاق من إثبات أن «أونيكس» تم تزويده للحوثيين من قبل «روسيا الشريرة».

حتى الآن، لم يظهر هذا النظام الصاروخي الممتاز نفسه (أونيكس) في أي مكان في العمليات القتالية الحقيقية في الشرق ‏الأوسط؛ لكن إذا حدث في البحر الأحمر في منطقة المواجهة بين الحوثيين وحلف شمال الأطلسي فمن يستطيع أن يلوم ‏روسيا؟! وعلى ماذا؟! ونظراً لمخططات تجارة الأسلحة «السوداء» و»الرمادية» التي كانت موجودة منذ فترة طويلة في ‏العالم، فسيكون من المستحيل تقريباً تحديد الموردين الحقيقيين للصواريخ المضادة للسفن التي تعتبر قاتلة ‏للأمريكيين وحلفائهم‎.

قد يعجبك ايضا