انتصار جوي في محافظة البيضاء وتسخين متجدّد في «الأحمر»: معارك بحرية… بمواكبة برية ..قوات «درع الوطن» الموالية للرياض تحاول تحقيق اختراق في تعز

 في الوقت الذي شهدت فيه جبهة البحر الأحمر، خلال الساعات الماضية، اشتباكات بحرية بين قوات صنعاء البحرية والبحريتين الأميركية والبريطانية، وقعت مواجهات على جبهة حيفان المطلة على ذلك البحر جنوب محافظة تعز، بين تلك القوات وتشكيلات موالية للتحالف السعودي – الإماراتي، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية من مدينة عدن إلى جبهة عيريم المحاذية لمنطقة طور الباحة شمال محافظة لحج.وأكّدت مصادر محلية في محافظة تعز، لـ«الأخبار»، أن مواجهات عنيفة دارت بين قوات صنعاء وقوات «درع الوطن» السلفية الموالية للسعودية، والتي تسلّمت مطلع الشهر الجاري عدداً من المواقع العسكرية على جبهتي حيفان والأعيرف، من اللواء الرابع التابع لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، مشيرة إلى أن «درع الوطن» حاولت التقدّم قبل يومين على جبهة حيفان بهدف السيطرة على منطقة استراتيجية تعتقد أن «أنصار الله» تستخدمها لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة على السفن في البحر الأحمر. وتابعت المصادر أن قوات صنعاء صدّت محاولة التقدّم، وألحقت خسائر بشرية بالقوات المهاجمة التي اعترفت بمقتل أربعة من عناصرها وإصابة آخرين. واستمرت الاشتباكات متقطّعة، أمس، مع وصول تعزيزات من الجانبين، ما ينذر باتساع نطاق المواجهات.
ويؤكد الخبير في الجغرافيا السياسية، أنيس الأصبحي، لـ«الأخبار»، ارتباط التطور العسكري على جبهة حيفان بعمليات البحر الأحمر، موضحاً أن لحيفان أهمية استراتيجية كونها من المناطق المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، معتبراً أن ما يحدث من تصعيد عسكري برّي منذ أيام من قبل قوات سلفية يقودها عضو «المجلس الرئاسي» في عدن، عبد الرحمن المحرمي (أبو زرعة)، وهو نائب رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، يأتي في إطار المساعي الأميركية لتأمين الملاحة الإسرائيلية، بعد فشل تحالف «حارس الازدهار» في الحد من هجمات البحرية اليمنية، وذلك من خلال الدفع بالتشكيلات الموالية لـ«التحالف» إلى السيطرة على السلسلة الجبلية المطلة على المياه الإقليمية والدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وكانت المنطقة نفسها قد تعرّضت لغارات نفّذها الطيران الأميركي والبريطاني منذ 11 كانون الثاني الفائت. وعلى رغم فشله في تحقيق أي أهداف، إلا أنه تعمّد استهداف أبراج الاتصالات وبنى تحتية، للتأثير على عمليات صنعاء البحرية. ولذلك، يرجّح مراقبون أن العمليات الأخيرة لقوات «درع الوطن» جاءت بتنسيق مع الجانب الأميركي. كما تتوقّع مصادر عسكرية مطّلعة في العاصمة، تكرار محاولات الاختراق على جبهات كرش والقبيطة في محافظة لحج وجبهات البيضاء ومكيراس التابعة لمحافظة أبين، والواقعة تحت سيطرة «أنصار الله»، في محاولة أيضاً للسيطرة على مرتفعات جبلية تعرّضت جميعها لهجمات جوية أميركية وبريطانية خلال الأشهر الماضية.

قوات «درع الوطن» الموالية للرياض تحاول تحقيق اختراق في تعز

وفي المقابل، شهدت جبهة البحر الأحمر اشتباكاً بحرياً جديداً، خلال الساعات الماضية. ووفقاً لمصادر ملاحية، فإن الاشتباك وقع بين مضيق باب المندب وجزر الزبير، فيما سُمعت أصوات الانفجارات الناجمة عنه في منطقة الخوخة بوضوح. كما أعلنت قوات صنعاء، أمس، تمكّن دفاعاتها الجوية من إسقاط طائرة أميركية من نوع «إم كيو 9» هي الثانية في أسبوع والخامسة منذ بدء الحرب، بعد تمكّنها من إسقاط طائرة من النوع نفسه في منطقة المشجح في محافظة مأرب، الأسبوع الماضي. وأكّد المتحدث باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن قواته نجحت في إسقاط الطائرة، أول من أمس، في أجواء محافظة البيضاء أثناء قيامها بأعمال معادية، مشيراً إلى أنه تمّ استخدام صاروخ أرض – جو محلي الصنع في العملية، متوعّداً بإسقاط المزيد من الطائرات التجسّسية والهجومية الأميركية المتطورة. وفيما لم تعترف «القيادة المركزية الأميركية» بإسقاط الطائرة الأخيرة، أكّدت، في بيان، أنها رصدت إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من مناطق في البيضاء مساء أول من أمس. ولم تتحدّث عن ما حدث للصاروخ، واصفة استمرار العمليات البحرية اليمنية بالأمر «الخطير».
وتزامن التصعيد البحري والبرّي مع تحركات مكثّفة أجراها المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال اليومين الماضيين في الرياض، تركّزت على الحفاظ على التهدئة السارية بين صنعاء والأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، والدفع نحو اتفاق مستدام. وقال مكتب المبعوث، في بيان، إن غروندبرغ التقى خلال جولته الأخيرة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، والسفيرين السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، والإماراتي محمد الزعابي. وأشار إلى أن غروندبرغ التقى أيضاً سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وكذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، بدأ جولة جديدة في المنطقة، في وقت يبدو فيه أن الفيتو الأميركي المناهض لأي تقدم في مسار السلام ما زال قائماً، وأن الهدنة الإنسانية التي دخلت عامها الثالث من دون تحقيق اختراق أممي في الملفات الإنسانية، مهدّدة، بفعل اشتراط واشنطن إيقاف الهجمات البحرية اليمنية المساندة لقطاع غزة، مقابل السماح بالتقدّم في ملف السلام.

 

رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا