السعودية مملكة “داعشية” بإمتياز

 

تمر السعودية في وضع لا يحسد عليه بالمرة ، فقد عرت ثورة المعلومات العقيدة الوهابية التي تمكنت من اخفاء تشوهاتها الخلقية ، لعقود طويلة ، الا ان الوجه القبيح للوهابية انكشف على حقيقته دون رتوش لسببين الاول ، التطبيقات العملية للعقيدة الوهابية التي تنفذ بحذافيرها على يد الجماعات التكفيرية ك”داعش” والقاعدة واخواتهما ، والثاني بفضل ثورة المعلومات التي قدمت الوهابية للمشاهد والقاريء والمستمع ، دون زيادة او نقصان.
ال السعود وال الشيخ ، يستخدمون هذه الايام كل ما يملكوه من طاقات وفي مقدمتها المالية ، من اجل التغطية على الوجه السياسي والطائفي لهم ، على صعيد المنطقة والعالم ، وقد وصلت ارقام الميزانية المخصصة للاعلام السعودي الى ارقام فلكية ، ولكن كل هذه الامكانيات الضخمة لم تتمكن من التغطيه على التشوهات الخلقية للنظام السعودي وللعقيدة الوهابية ، ففي كل يوم تخرج علينا استطلاعات الراي ومراكز الابحاث ، عن ارقام واحصائيات ووثائق تؤكد بما لا يقبل الشك ان الرحم الذي خرج منه الشر الذي يضرب العالم اليوم ، هو المملكة السعودية ، الى الحد الذي الذي يمكن اعتبار مملكة ال سعود وال الشيخ هي مملكة “داعشية” بامتياز.
اخر التقارير التي كشفت عن خفايا مملكة داعش ، كان التقرير الذي نشره معهد بروكينغز للدراسات والذي كشف فيه أن معظم متابعي وداعمي داعش على الإنترنت هم سعوديون، حيث بلغ عدد الحسابات المسجلة رسميا من داخل السعودية لدعم داعش بالإنترنت 866 حسابا مما يجعلها في المركز الأول عالميا.
النتيجة التي توصل اليها تقرير معهد بروكينغز للدراسات ، لا يضيف اي معلومة جديدة لدى الراي العام العالمي ، فظاهرة انتشار “الداعشية” في المجتمع الوهابي ، معروفة منذ وقت طويل ، فهذا المجتمع كان ومازال الرحم الذي خرجت منه القاعدة واليوم “داعش” وغدا غيرهما ، لسبب بسيط ، وهو انتشار وباء الوهابية الذي ينخر عقول الشباب فيها ، فكلنا يتذكر استطلاعات الراي الامريكية وحتى العربية التي كشفت عن ان اكثر من 90 بالمائة من الشباب السعودي من مناصري وداعمي “داعش” ، لانهم ببساطة يشاطرونها نفس العقيدة وهي العقيدة الوهابية ، كما ان ، وحسب هذه الاستطلاعات والتقارير الامنية والاعلامية ، اغلب قيادي الجماعات التكفيرية في العالم هم من السعوديين ، واغلب الانتحاريين هم من السعوديين ، واغلب الذباحين هم من السعوديين ، واغلب الممولين هم من السعوديين ، لذلك لا يضيف تقرير بروكينغز الجديد اي معلومة جديدة ، عن دور السعودية ووهابيتها في انتشار “داعش” والتكفير في العالم اي جديد ، بل ان مثل هذه التقارير تؤكد ما هو مؤكد ، وتجعل مهمة ال سعود وال الشيخ ، للتملص من مسؤوليتهم ازاء ما يجري في العالم الاسلامي والعالم اجمع اشد صعوبة.
الصعوبة التي تواجهها السعودية والوهابية في الهروب من مسؤوليتها في نشر ثقافة القتل والدمار والخراب والظلام والتخلف في العالم ، بانت واتضحت من ردود الفعل الحكومية والشعبية ازاء الجريمة الكبرى التي ارتكبتها السعودية في حق المجاهد البطل الشيخ نمر باقر النمر ، الجريمة التي لم تتمكن السعودية بكل ما تملك من اموال ونفوذ وعلاقات ، من اخفاء بشاعتها ، فقد نزلت على رأسها التنديدات من كل حدب وصوب كالصواعق ، فلم تجد من وسيلة للهروب من جريمتها الا تضخيم حادثة سفارتها في طهران ، ولكن حتى هذا الامر انتهى لغير صالحها ، فاغلب الدول التي كانت تعول السعودية عليها للوقوف في جانبها في الازمة التي صنعتها بنفسها ، عرضت وساطتها للتوسط لها مع ايران!!.
ان الامريكيين الذي يعتبرون اولياء نعمة ال سعود ، كانوا اول المنددين بجريمة قتل الشيخ النمر ، وهؤلاء الامريكيون هم ايضا ، وعلى لسان رئيسهم باراك اوباما ، اعلنوا اكثر من مرة ان لا عدو للسعودية الا نفسها وعقيدتها الوهابية الفاسدة ، فالامريكيون عانوا كغيرهم من الوهابية عندما شارك 15سعوديا من اصل 19ارهابيا في احداث 11 ايلول سبتمبر.
جريمة قتل الشيخ النمر ، الرجل الذي لم يطالب الا بالحريات الدنيا لاتباع اهل البيت (ع) وإنصافهم ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الاولى ، بهذه الطريقة البشعة ، في مملكة ال سعود ، ارسلت رسالة الى العالم اجمع ، ان السعودية التي تحاول اخفاء وجهها القبيح بالدولارات النفطية ، ليست سوى مملكة “داعشية” وبامتياز ، واذا ما اراد العالم ان يتخلص من “داعش” ، عليه اول ان يتخلص من الرحم الذي خرج منه “داعش”.
بقلم: جمال كامل

قد يعجبك ايضا