السفينة الإسرائيلية وإقتيادها للسواحل اليمنية..أبعادها التأثيرية وتداعياتها المستقبلية!!

 بقلم/عبدالجبار الغراب

كان لإنطلاقها الكبير رسهما لواقع فعلي جدبد ، ولنجاحها العظيم كشفها لجيش صهيوني مترهل ضعيف ، ولتحقيقها الأهداف أشعلت نيران الغل والأحقاد لدى قوى البغي والضلال والإستكبار ، وإخراجها المستمر لكل الزيف والأباطيل والإدعاءات الكاذبة المنادية بحقوق الإنسان العادلة لأمريكا وأوروبا الكافرة ، وتوضيحها لكل الممارسات المتخذة في الإستخدام الغربي الأوربي للمعايير الأزدواجية وكيلها بمكيالين عندما يكون الضحية هو الشعب الفلسطين والجلاد هم الإسرائيلين ، ومعالمها التأكيدية التي سرعان ما عبرت عنها المخاوف الأمريكية حيال البشارات القادمة من الأراضي الفلسطينية لإنهيار الكيان الإسرائيلي ، وإيجادها الكبير لكل ما يقوده ويفعله الغرب والأمريكان من أجل خدمة مصالحهم لدعم الكيان الصهيوني البغيض والذي يقابله إنكسار وإنحطاط وإنبطاح للقادة العرب وخضوعهم التام لأمريكا وإسرائيل ، وما أشعلتها من ملاحم نصالية في عموم وسائر البلدان العالمية والتي عبرت عنها الشعوب بمختلف إنتمائتهم الدينية والعرقية لمناصرتهم القضية الفلسطينية ووقوفهم مع حق الشعب الفلسطيني في أستعادة أراضيه ومقاومته للإحتلال الإسرائيلي ومطالبتهم بإيقاف العدوان على السكان في قطاع غزة ، وصداها العظيم الذي أعتز وأفتخر به كل العرب والمسلمين في كل ما حققته معركة طوفان الأقصى من إنتصار واسع وكبير لم يحدث له مثيل في ان قامت به المقاومة الفلسطينية لوحدها في هز عرش الكيان وأخافت بذلك الغرب والأمريكان!!

هذه هي ملحمة طوفان الأقصى المباركة التي قامت بها المقاومة الفلسطينية وحركاتها العسكرية لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومعهم جميع فصائل المقاومة في عموم فلسطين المقدسة يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول هذا العام 2023 واقتحامهم لكل مناطق التسمية حاليآ بغلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية وقواعدهم العسكرية وتحقيقها للهدف المختار في قتلهم للمئات من الجنود والضباط الإسرائيلين وأسرهم للمئات الظباط والجنود الذي سوف يكون كفيلا بتبيض سجون الاحتلال من كل الأسرى الفلسطينين والذين هم بالألاف لتشكل عملية طوفان الأقصى علامتها الفارقة في تاريخنا المعاصر بوضعها للقضية الفلسطينية بواقع ومتغير جديد له معطيات جديدة يتبلور معها مستقبل قادم مختلف عن السابق له آفاق وتطلعات للفلسطينين كفيله لهم بالحرية والعيش بكرامة يحلم بها كامل الشعب لتحقيق مشروعتهم العادلة في إستعادة أراضيهم وإقامة دولتهم على كامل الأراضي المحتلة وطرد وزوال الإحتلال الإسرائيلي.

 

وبالنتائج الصادمة والمذهوله التي حققتها عملية طوفان الأقصى وتهاوي وإنهزام للجيش الذي لا يقهر وفشل تام لجهازي الأمن والإستخبارات وكارثة كبرة لحقت بكيان العدو لم يسبق لها مثيل أحدثت إهتزازت مختلفة في كل الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لدولة الإحتلال الإسرائيلي وأزمت من واقع الحال بإنعدام الثقة الشعبية للمجتمع الإسرائيلي بقادتها السياسية ، وقادت بتأثيراتها الى تفاقم الصراع وتبادل الإتهامات بين مختلف التيارات والأحزاب في دولة الكيان المحتل ، ليجعل قادة الكيان لردهم على عملية طوفان الأقصى أحقادهم لتدمير قطاع غزة ومنازلها والمنشآت وأدوار العبادة والكنائس والمدارس بمختلف إدارتها وبالخصوص التابعة لوكالة الأممية الأنروا لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينين وحتى المستشفيات كلها لم تسلم من القصف والتدمير والإستهداف الكامل لكل من بداخلها وبعشرات الآلاف من النازحين المهجرين قسريا من منازلهم والمحتمين بالقانون الإنساني العالمي الذي ينص بحماية المستشفيات وقت الحروب من الاستهداف مهما كان الدواعي والأسباب.

 

ليحتمي الكيان الصهيوني بدعم كامل وإسناد امريكي كبير عسكريآ ظاهريا وبالاساطيل والسفن الحربية والزوارق النووية في البحر المتوسط والأحمر وأوروبي بلا حدود ومنقطع النظير ، لتدار عملية الإنتقام الإسرائيلي من كامل الشعب الفلسطيني تحت مبرر الدفاع عن النفس وبغطاء ومباركة غربية أمريكية وخنوع وخضوع وإنبطاح عربي إسلامي للقيادة والحكام وحتى في اخذهم لرفع الحصار في إدخال المساعدات الإنسانية للسكان في قطاع غزة.

وما أن نظرت الشعوب العالمية للعدالة القضية الفلسطينية رغم كل الوسائل والأساليب التي روج اليها الإعلام الإسرائيلي بنشره للأكاذيب بإرتكاب المقاومة الفلسطينية بقتلها للمدنيبن من النساء وقطعها لروؤس الأطفال يوم السابع من أكتوبر لكن سرعان ما تم كشف زيف الإدعاءات والأكاذيب الإسرائيلية الباطلة لمحاولات وصفها للمقاومة الفلسطينية بالجماعات الإرهابية ، لتبدآ مسارات التعاطف الشعبي العالمي بالخروج على شكل مظاهرات داعمه ومؤيدة للقضية الفلسطينية والتي غم لم يسبق لها مثيل في التأريخ بحجمها الكبير

والواسع التأثير عالميآ ، وللنتيجة التخاذل العربي والإسلامي وعدم إمكان القيادات العربية والإسلامية في اتخاذها للقرارات الكفيلة لإيقاف العدوان الهمجي على غزة في دعوات لهم لعقد القمم والندوات واجتماعهم في الكثير من المناسبات فمن مؤتمر السلام في القاهرة وهزيلة الحضور ولا قرار ولا في السعودية وعقدها لقمة عربية إسلامية خرج بيانها الختامي حبرآ على ورق ليس إلا غير قادرين في أبسط ما تم كتابته فيها لنقطة العمل على كسر الحصار لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وهو من الصعب حدوثة طالما والارتهان للقادة والولاء للغرب والأمريكان.

ليظل الإسناد والدعم له إرتباطه الواضح القرار البعيد عن كل التبعية والإنصياع لدول محور المقاومة الإسلامية في لبنان وفتح حزب الله جبهة ومنذ الثامن من أكتوبر لمساندة المقاومة الفلسطينية وإرغامه للعدو الإسرائيلي للوقوع والضغط تحت تأثير كل ضربات حزب الله العسكرية وجعل الميدان محل الأنظار للتوسع بحسب معطيات الحرب في غزة وما تفعله المقاومة الإسلامية في العراق من تسديدها لمختلف الضربات العسكرية للقواعد الأمريكية والعديد من مواقع الكيان الصهيوني في آيلات عبر الطائرات المسيرة.

 

ومن يمن الإيمان والحكمة كان الإسناد والدعم وبكل الصور والأشكال فلا لشعب بمثله يمكنه مضاهته بتلكم الحشود وبعشرات الملايين في مختلف الساحات والميادين اليمنية دعما واسنادا للقضية الفلسطينية وما قام به الجيش اليمني من إتخاذه للقرار المملوك له وبإستجابة القيادة الثورية والسياسية للنداءات الشعبية اليمنية المطالبة لدعم القضية الفلسطينية كان للدخول المباشر في معركة طوفان الأقصى والقيام بضربات صاروخية بالستية ومجنحه والعديد من الطائرات المسيرة ووصولها لإهداف في الأراضي المحتلة تحذيراتها الأولية القوية للمزيد من المراحل التصعيدية للقوات اليمنية إذا لم يتم إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، لتدخل القوات اليمنية بعدها للمرحله الكبيرة لإتساع رقعة الإستهداف للكيان الإسرائيلي في إستهداف السفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر.

 

ليتم تثبيت الأقوال اليمنية في أقدامها على تحقيقها للأفعال ، وبإقتياد الجيش اليمني واحتجاز لسفينة إسرائيلية وأخذها للسواحل اليمنية لتدخل معها المعركة مرحلة خطيرة في تسارع رقعتها فالعملية اليمنية باقتياد السفينة الإسرائيلية لها أبعادها التأثيرية كجانب فعال له التأثير على كيان الإحتلال يجعله في تخبط دائم لوضع العديد من الحسابات لما سوف يكون بعدها من عواقب إذا ما أستمر في العدوان وتداعياتها المستقبلية من عدة جوانب لها محطاتها المختلفة ستسفر في توضيحها الأيام اوالشهور القادمة لإيضاح اذا ما أستمر الصراع والعدوان على غزة سيكون للتصعيد أطول وللتنفيذ بخيارات واسعة امتلكتها القوات اليمنية بموقعها الجغرافي الهام على باب المندب بالذات ، ومنها ما سيؤثر على التجارة الإسرائيلية والأمريكية ووجودهما في المنطقة.

 

والعملية اليمنية في إحتجاز السفينة الإسرائيلية لها أيضآ بعدها التأثيري كخطوة لها جانبها للتفكير الدائم لكيان العدو الإسرائيلي سيجعله يحسب لكل يوم يمر من أقدامه لمواصلة إرتكابه للمجازر بحق الفلسطينين إعادته للحسابات لفضاعة ما سيلحق به من كوارث آتية من الجيش اليمني سيكون لها عواقب ولها ردود مباشرة ذات أوجه عديدة لخسائر كبيرة للكيان الإسرائيلي تجعله في حيرة وتيهان لتخبط شديد متتالي ستحد وبالتأكيد من مواصلة العدوان على غزة ، ويرضخ معها للإعتراف الكامل بالهزيمة والإذلال لأن ما قبل عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها ، ولتحمل إقتياد وإحتجاز السفينة الإسرائيلية أيضا تداعياتها المستقبلية والتي جعلت من اليمن قوة ومحور عظيم لها إرتكازها الهام المبني على إتخاذ القرار لردعها لكل ما يحيط بها من مخططات أمريكية بالدرجة الأولى على دول محور المقاومة ، والتحذير اليمني الدائم للأمريكان وبشكل مستمر لمحاولاتها القائمة لزعزعة الإستقرار في المنطقة ولوجودها العسكري الكبير في البحر الأحمر بالتحديد انه سيخلق لها عواقب وكوارث سيغرقها في مستنقعات سيعيدها الى تصفية المنطقة برمتها من الوجود الأمريكي الصهيوني الغربي منها.
والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا