رُؤيةٌ سَويّة برهنتها مجازرٌ دَمويّة

بقلم: رُؤى السوسوة

سِتارٌ أُدلي على قُبحِ أعمال وتخطيط دؤوب أوصلنا لهذا الحال المدمي والشنيع، وأوصل الأمة العربية اليوم إلى قمة الإمتهان والإذعان، أفعال غامضة وتحرك ساكن وترويض بطيء ومتغيرات وشيكة وقوانين مبهمة وشعوب إمعة وقلوب متباينة وأمة هزيلة ومذاهب مُستجدة، دين متفرق وأفواه مكممه وحق مضطهد، برلمانات واتفاقات واجتماعات سرية لأنظمة مُنومة مُغناطيسـًا أودت بشعوبها إلى حضيض الذُل كل ذلك قبل سنوات مضت من الزمن عندما كان العدو الصهيوني يبني له مسرحًا يتبهرج عليه ليُضمِرَ خُبثه ولؤمَه مُدجنا بذلك شعوب الأمة حتى استساغات كل قبيح يفعلُه، قمع للشعوب سلب للحقوق انفجارات وحروب ومذابح وغيرها من الرزايا في بقاع متفاوته مُقابل سكوت الأمة وجمودها وإغضائها عن كل هذا حتى وصلت اليوم إلى ماهي عليه.

في أوضاع عصيّة كهذه والأمة بحاجة إلى مشكاةِ نور تتبعها وحكمة بالغة ترشدها جاء الشهيد القائد _السيد حسين بدر الدين الحوثي _ بمشروع قرآني عظيم قَيّمَ من خلالها وضع الأمة وسبب إمتهانها وإذعانها وذلها الذي جعل منها تحت أقدام من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، تحرك وفق مسيرة قرآنية قائمة على أُسس عظيمة ارتكزت على رؤية عملية تمثلت في رفع شعار الصرخة ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، مستبقا للأحداث ويقضـًا لتحركات العدو وعالمـًا بقبح نواياه مُستقيا ذلك بالحقائق التي أثبتها القرآن الكريم، قامَ مُبينا قبل عقدين من الزمن وهو يدعو الأمة أن تتوحد وتعتصم بحبل الله لمواجهة خطر وكيد هذا العدو، حينها مازالت الأمور خلف الأقنعة ومازال السبات مُخيم في أرجاء المعمورة ومازالت كل حركة مناهضة تهتف بفناء أمريكا مُستنكَره! حينها لم تعي الأمة بمعنى المُقاطعة بل كانت تستنكر كل صوت يهتف بفناء أمريكا وتسخر من كل صوت يدعو للجهاد والتحرك الجاد، كان الوضع آنذاك يُهيئ الساحة للضربات والوحشية التي يقوم بها اليهود اليوم ويهيء الوسط العربي بما فيها الأنظمة والحكام ليضمن لهم مساندتهم

وخنوعهم وقمع شعوبهم وماتبقى فيها من أصوات مقاومة ومناصرة للشعب الفلسطيني ولقضايا الأمة، تحركات مدروسة قام بها العدو وخطوات خبيثة أوصلت الأمة العربية والإسلامية إلى هذا الحال المُدمي والشنيع وإلى وضع مُضنٍ ومُنهك في جميع مجالات الحياة التي شاطرتهم حتى قوت يومهم ورسمت لهم نمط حياتهم، كل تلك الأحداث المتدرجة وقعت تحت مرأى ومسامع الأمة العربية والإسلامية التي لم تحرك ساكن ولم تستشعر خطورة المرحلة آنذاك.

كانت كل تلك الأحداث المُريبة توحي إلى مؤامرات فضيعة تحاك ضد أمتنا بما تستوجب على الأمة اليقضة المبكرة والتحرك العاجل الذي دعى إليه الشهيد القائد وتحرك به نيابة عن الأمة ونيابة عن المسلمين بدافع المسؤولية الذي جعلته يحمل أعباء الأمة وتقصيرها وتفريطها، يحمل هم الأمة والدين يُنادي في أوساطنا لاعُذر للجميع أمام الله مُتحركـًا على هذا الأساس الذي أدركه اليوم أبناء الأمة بعد أن تضمَّخت أرجاء فلسطين بدماء أهلها وذويها وانفضّت أشلائهم في الأرجاء وفَسُدت معالم مدن بأكملها ووصلت صدى الإنفجارات إلى بقاع الأرض لِعُنفِهَا، وأصبحت حديث اليوم ومقدمة نشرة الأخبار لشدة أهوال ما يحصل فيها، مجازر كبرى ومذبحة عنيفة أيقضت الأمة من غفوتها متأخرًا، فماذا لو تحركت الأمة للمقاطعة قبل تدعم إسرائيل بكل هذه الأموال الطائلة التي أصبحت صواريخـًا تتساقط على غزة؟ ماذا لو استجابت الأمة وتحركت بمضمون شعار الصرخة قبل أن يتسع طغيان العدو اليوم في المنطقة؟ ولكن الأحداث كانت كفيلة بأن تغربل الناس كما تحدث الشهيد القائد فأصبحوا صفين مؤمنون صريحون ومنافقون صريحون وأحداث غزة اليوم كشفت ماتبقى من نفاق في بعض النفوس واهتدى بها من زال يحمل الصدق في دينه ومبدأه.

قد يعجبك ايضا