تنديدٌ شعبي ورسمي واسع ضد جريمة إحراق المصحف الشريف في السويد

يتعالى الصوتُ اليماني المندِّدُ بالخطوات السويدية المستفزة لمشاعر المسلمين، وقيامها المتكرّر بإحراق نسخ من القرآن الكريم، حَيثُ يأتي ذلك متزامناً مع مواقف وبيانات رسمية لشخصيات سياسية ومكونات لأحزاب سياسية، معبرين عن ارتياحهم للخطوة الشجاعة التي أقدمت عليها الحكومة العراقية بطرد سفيرة السويد من بغداد.

وفي هذا السياق طالب عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، باتِّخاذ خطوات مماثلة من بقية الأنظمة التي لها علاقات مع السويد، قائلاً في تغريدة له على تويتر: “إن ما قامت به الحكومة العراقية من طرد سفيرة السويد من العراق وسحب القائم بأعمال سفيرها في السويد، هي الخطوة الصحيحة التي يجب على جميع الأنظمة التي لها علاقات مع السويد القيام بها كما دعونا بذلك من البداية، مُضيفاً وهو ما يجب عمله أَيْـضاً الآن”.

المكونات والأحزاب السياسية بدورها استنكرت الأفعال المشينة للسويد في إحراق المصحف الشريف.

واستنكر مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقِّع على اتّفاق السلم والشراكة السلوك والمواقف الاستفزازية للسلطات السويدية وسماحها للإرهابين والمتطرفين بتكرار تصرفاتهم المشينة التي تغذي وتؤجج روح الكراهية ونعرات التطرف والإرهاب”، معتبرًا في بيان له أن هذا التصرف “يجعل السويد منشأً وبؤرةً رئيسية من بؤر تصدير الإرهاب في العالم”.

وطالب البيان “المجتمعَ الدولي وجميع الدول تصنيف السويد كدولة رعاية للإرهاب”، داعياً “لاتِّخاذ موقف حازم تجاه المواقف الاستفزازية التي تسمح بها السويد على أرضها بحق الإسلام والمسلمين ومقدساتهم”.

واستغرب مكون الحراك الجنوبي من الصمت والسقوط الأخلاقي للمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي تجرم مواثيقها الاعتداء على المقدسات الدينية، مهيباً بأبناء الأُمَّــة الإسلامية الاستنفار والغضب دفاعاً عن مقدساتهم.

وفي ختام البيان أشاد مكون الحراك الجنوبي بالإجراءات والخطوات التي قامت بها جمهورية العراق الشقيقة بطردها سفير مملكة السويد الإرهابية، داعياً جميع الدول، وفي مقدمتها الدول الإسلامية أن تحذوَ حذوَ هذا الموقف المشرف للعراق الشقيق.

من جانبه، أشاد حزب الحق بموقف الحكومة العراقية في طرد السفير السويدي، داعياً الحكومات الإسلامية والعربية للاحتذاء بها.

وَأَضَـافَ حزب الحق أن “الصهيونية وقوى الاستكبار العالمي هم وراء إحراق المصحف الشريف وعلى شعوب أمتنا أن يتحلوا باليقظة والوعي والشجاعة لمواجهة مخطّطاتهم الخبيثة”.

اتّحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بدوره أدان جريمة حرق القرآن في السويد، مُضيفاً في بيان له أن سماح السويد والدول الأُورُوبية لمثل هذه الاعتداءات يثبت سقوط زيف الادِّعاءات وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين فيما يخص القيم والمقدسات.

ودعا اتّحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية إلى التظاهر السلمي والوقفات الاحتجاجية واتِّخاذ مواقفَ مناسبة ضد السلوك اللاأخلاقي، وتسليط الضوء عليها إعلامياً.

وقفاتٌ احتجاجية في المحافظات:

وإلى جانب المواقف الرسمية والحزبية، كان الموقف الشعبي في الصدارة ضد جرائم السويد المتكرّرة في إحراق المصحف الشريف.

ونظّم أبناء مديريات العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة، وقفات احتجاجيةً؛ تنديداً بتكرار جرائم تدنيس وحرق المصحف الشريف في السويد.

وأدان المشاركون في الوقفات، بأشد العبارات، ما حدث في دولة السويد من تدنيس وحرق لنسخ من القرآن الكريم تحت عنوان حرية التعبير، والذي يُعد جريمة فظيعة واعتداءً على أقدس المقدسات الإسلامية، مؤكّـدين أن الإساءة المتكرّرة لكتاب الله من قبل دولة السويد التي يتحكم بها اللوبي الصهيوني، تأتي في سياق الحرب الصهيونية على الإسلام والمسلمين.

وأكّـدت بيانات صادرة عن الوقفات الشعبيّة بكافة المديريات، الرفض القاطع لما تقوم به دولة السويد من استهداف ممنهج للقرآن الكريم.

ودعت كافة الشعوب والحكومات الإسلامية إلى مقاطعة دولة السويد اقتصاديًّا وسياسيًّا وتجريم أي تعامل مع هذه الدولة المعادية للإسلام والمسلمين.

واستنكرت صمت بعض الأنظمة والحكومات الإسلامية إزاء هذه الجرائم، داعية إياها إلى الخروج عن حالة الصمت؛ لأَنَّ السكوت على مثل هذه الجرائم له عواقب وخيمة ويشجع العدوّ على الاستمرار في انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية.

كما دعت البياناتُ الأنظمةَ العربية والإسلامية العميلة إلى تغيير مواقفها المخزية والداعمة للعدو الصهيوني، والتي سيكون عاقبتها الندامة والخسران في الدنيا والآخرة.

كما نُظّمت بمديريات محافظة الحديدة، أمس، وقفاتٌ احتجاجيةٌ عقبَ صلاة الجمعة؛ تنديداً بجرائم حرق وتدنيس المصحف الشريف في السويد.

واستنكر المشاركون في الوقفات حملة الإساءة الممنهجة والمتكرّرة لكتاب الله، والتي تمثل امتداداً للحرب التي يمارسها الكيان الصهيوني مستغلاً ضعف الأنظمة المحسوبة على الإسلام والتي تتهافت للتطبيع معه للتآمر على الإسلام وخيانة قضايا الأُمَّــة والدين.

وطالبوا أنظمة وشعوب الأُمَّــة الإسلامية بمواجهة حملات الإساءة للنبي الكريم وحرق المصحف بتصعيد الاحتجاجات واتِّخاذ مواقف مسؤولة لقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد سفراء الدول المسيئة ووقف العلاقات الاقتصادية معها.

وأكّـدوا أن الأُمَّــةَ الإسلامية بحاجةٍ إلى توحيد صفوفها للرد على هذه الإساءَات، محذرين من مغبة تصعيد الإساءَات لمقدسات الإسلام والتمادي في استفزاز مشاعر المسلمين.

ودعت بيانات صادرة عن الوقفات، إلى مقاطعة كُـلّ الدول التي تتيح المجال لحرق المصحف الشريف، مستنكرة الأعمال المسيئة والمعادية للمقدسات الإسلامية والتي تعكس مدى القبح والانحطاط الأخلاقي والسياسي لدولة السويد وكلّ دول الغرب التي تعبر عن حرية الرأي بتأجيج الحقد والكراهية تجاه الإسلام.

وأكّـدت البياناتُ أهميّةَ وضع حَــدٍّ لمثل هذه التصرفات التي تهدف إلى الإساءة واستعداء المسلمين في العالم، ضمن جرائم الكراهية التي يقف خلفها الكيان الصهيوني لتغذية الصراعات بين الشعوب، لافتة إلى أن هذا الاستفزاز يستوجب تحَرّكاً إسلامياً عالميًّا وكَبيراً لتأديب كُـلّ من يتمادى وتسول له نفسه المساس بالمقدسات الإسلامية.

وطالبت البيانات الأنظمة المحسوبة على الإسلام بضرورة التحَرّك لاستجواب سفراء الأنظمة التي تبنت هذه الجرائم ومقاطعة هذه الأنظمة التي جعلت من حرية التعبير مبرّراً لهكذا جرائم، مؤكّـدة أن هذا الفعل الإجرامي يستوجب أَيْـضاً من النخب والشعوب والأنظمة أن تتبنى المواقف الشجاعة وأن تعلن مقاطعة جميع الأنظمة التي تبنت مثل هذه الجرائم وتطرد سفراءها.

وأوضحت أن ما تقوم به دول الغرب من جرائم بحق المسلمين لا يمكن السكوت عنها خُصُوصاً وأنها تمس القرآن الكريم، الذي يمثل دستور حياة ومصدر عزة وكرامة للانتصار على الطغاة وجبابرة الظلم، مبينة أن المرحلة تستدعي صحوة دينية وربط أجيال الأُمَّــة وتنويرها بالقرآن والثقافة الصحيحة.

 

المسيرة

 

قد يعجبك ايضا