صنعاء تلوح بإنهاء مرحلة خفض التصعيد

يبدو أن الأمور باتت تتجه نحو خيارات الحسم، لتجاوز مرحلة المراوحة والمناورة بالوقت، وفي هذا السياق تلوح صنعاء بإنهاء مرحلة خفض التصعيد، وفق تحرك مدروس يعيد للمنطقة توازنها.

تصريحات وزير الدفاع، وما تضمنته من كلام صريح أعقبها تصريح مماثل للمتحدث باسم القوات المسلحة من على مشارف جبهة جيزان، التي قال فيها “وينتظر الجميع أي إشارة من السيد القائد ـ يحفظه الله ـ لأي مواجهة وأي تصعيد في حال لم يستجب هذا العدو المعتدي على بلدنا لمطالب شعبنا المحقة التي هي إنهاء العدوان والحصار وكذلك خروج القوات المحتلة من أرضنا… نحن في القوات المسلحة معدين العدة، وعلى أتم الجهوزية لأي توجيهات تطلقها القيادة من القوات المسلحة سواء على مستوى البر أو البحر”

الاستجابة للاستحقاقات الشعبية، هي المحك إذن، فمعاناة الشعب لا يمكن استمرارها دون حساب، فيما تظن دول العدوان أنها تكسب الوقت ذلك ما أكد عليه السيد القائد في مايو المنصرم، حين قال ” فنحن بقدر ما أعطينا مساحة للجهود للإخوة والأشقاء في سلطنة عمان؛ لكن لا يمكن أن نستمر إلى ما لانهاية، ولا هم للأخرين إلا أن يتآمروا على بلدنا أو أن يظنوا أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ بعض المؤامرات والمخططات لن ينجحوا بإذن الله في شيء من ذلك؛ سيدركون عاقبتهم السيئة ورهاناتهم الخاطئة، كما كانت خاطئة في السنوات الماضية أمام الكثير من المؤامرات والمخططات التي راهنوا عليها أنها ستحسم المعركة لصالحهم”.

الرئيس المشاط خلال عرض عسكري في إب، لوح بإدخال أسلحة نوعية في أي معركة قادمة، محذراً دول العدوان من إضاعة الوقت والفرص، بقوله “العدو إذا استمر في عناده فهو يضيع الفرص والذي يعرض عليه اليوم لن يناله غدا ـ بإذن الله سبحانه وتعالى ـ وهو يعلم كم خسر وكم سيخسر”.. مؤكدا الجهوزية العالية في الميدان وفي القوة الصاروخية والطيران المسير “والسلاح الذي سيدخل في المعركة القادمة والأسلحة النوعية التي ستكشف عنها الأيام القادمة”.

تأتي التهديدات المتكررة والتلويح بخيارات المواجهة في مرحلة تتسم بالضبابية واتساع الفجوة بين ما تطرحه دول العدوان وآخره بيان الثلاثي، وبينما يتطلع إليه الشعب وتطرحه صنعاء.

أكثر من عام ونصف، تحققت فيها اختراقات نسبية في الملفات الإنسانية، وتعثرت ملفات أخرى أبرزها المرتبات، والأسرى، كأبرز الاستحقاقات الإنسانية فضلاً عن إعادة الإعمار، وخروج القوات الأجنبية.

فيما تعمد دول العدوان إلى تكريس مخطط التقسيم كأمر واقع في اليمن، لاتزال الهوة عميقة، ولايزال الشيطان الأمريكي يكمن في التفاصيل، لكن صنعاء ليست مستعدة للمساومة في تضحيات الشعب وحقوقه، وسيادة البلد وكرامة أبنائه، ولا سلامَ ولا طموحاتٍ اقتصادية سعودية دون سلام عادل في اليمن.

 

تقرير /علي ظافر

قد يعجبك ايضا