مقتطفات من الدرس الثاني للسيد عبدالملك بدرالدين “من وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام” :

أولاً: النص:

 (أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وأَمِتْه بِالزَّهَادَةِ – وقَوِّه بِالْيَقِينِ ونَوِّرْه بِالْحِكْمَةِ – وذَلِّلْه بِذِكْرِ الْمَوْتِ وقَرِّرْه بِالْفَنَاءِ – وبَصِّرْه فَجَائِعَ الدُّنْيَا – وحَذِّرْه صَوْلَةَ الدَّهْرِ وفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي والأَيَّامِ –

واعْرِضْ عَلَيْه أَخْبَارَ الْمَاضِينَ – وذَكِّرْه بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ – وسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وآثَارِهِمْ – فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وعَمَّا انْتَقَلُوا وأَيْنَ حَلُّوا ونَزَلُوا – فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الأَحِبَّةِ – وحَلُّوا دِيَارَ الْغُرْبَةِ – وكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ – فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ ولَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ – ودَعِ الْقَوْلَ فِيمَا لَا تَعْرِفُ والْخِطَابَ فِيمَا لَمْ تُكَلَّفْ – وأَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَه – فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلَالِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الأَهْوَالِ)

ثانياً المقتطفات:

  • القلب هو أهم بضعة في الإنسان إذا صلح صلح الجسد بكله وإذا فسد فسد الجسد بكله، كما جاء في الحديث النبوي.

  • ((وبَصِّرْه فَجَائِعَ الدُّنْيَا )) الإنسان أحياناً قد يكون جريئاً ومتمادياً وراء طموحات نفسه فيما يخالف تعاليم الله وتوجيهاته، قد يكون للإنسان اندفاع شديد وراء شهواته أو طموحات يريد يحقق لنفسه مكاسب معينة فتدفعه الأطماع إلى أن يتجاوز تعاليم الله سبحانه وتعالى.

  • الإنسان حتى لا يغتر بالحال الذي هو فيه وقد يكون من أسباب تماديه وعناده وإصراره، إذا كنت في صحة يمكن أن يتغير حالك إلى أشد المعاناة من المرض والبلاء.. وإذا كنت غنياً وامتلكت إمكانيات معينة فتطغى فيما فيه انتهاك لما حرمه الله سبحانه وتعالى، يمكن أن تسلب تلك النعمة التي في يدك.

  • خذ العبرة مما حل بغيرك، فلا يكن ما أنت به في نعمة سبباً في طغيانك..

  • القلب يحتاج إلى التذكير بهذه الأمور، لأن البعض من الناس تشتد في قلبه مشاعر الطمع والشهوة إلى درجة لا يتمالك نفسه.

  • البعض من الناس يتملكه الغرور كأن حاله سيكون كما هو عليه دائماً وأبدا، لا ينتبه أنه كما تغيرت أحوال غيره ستتغير حاله سيما على ما هو فيه من استبسال وراء طموحات النفس التي تخالف توجيهات الله سبحانه وتعالى.

  • الإنسان بحاجة إلى أن يسيطر على قلبه من خلال ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام، بدأ بذكر الله سبحانه وتعالى، وذكر الله سبحانه وتعالى مسألة مهمة جدا للسيطرة على النفس.

  • على الإنسان أن يحذر من حالة الغرور والتمادي فهذه حالة خطيرة على النفس الإنسانية.

  • يجب أن يتذكر الإنسان سقوط الفراعنة والطغاة في التاريخ كي يأخذ العبرة من الآخرين.

  • يجب أن يتذكر الإنسان أنه في أي لحظة قد يصبح في عداد الموتى والراحلين من الحياة وسيترك كل شيء اكتسبه فيها وتبقى التبعات ووزر الأفعال.

  • من المهم التفكير بدار الآخرة وأن الخير فيه خير خالص، والسعادة فيه لا يشوبها كدر، والعذاب أيضًا فيه عذاب خالص وللأبد.

  • مصلحة الإنسان أن يصلح مستقبله في الآخرة بصلاح وضبط أعماله في الدنيا.

  • من أكبر الخسائر أن يخسر الإنسان الجنة بما هي عليه من حياة أبدية دون هم ولا غم وحيث يتوفر النعيم ويسلم الإنسان من عذاب الله.

  • من أجل ماذا يخسر الإنسان الجنة؟ مقابل شيء تافه من الدنيا كالمال والشهوات والمنصب؟ هذه خسارة رهيبة جدا.

  • من أكبر ما يشكل خطورة على الإنسان هو عندما يستعمل لسانه بشكل غير منضبط ولا يلتزم بتقوى الله فيما يقول.

  • يجب أن يكون الإنسان عارفًا بما يريد أن يتكلم عنه وأن يتكلم فيه بشكل سليم، وألا يقول ما يساند الباطل.

  • مشكلة هذا الزمن أن كثيرا من الناس يقول ما يريده دون الاستناد للمعرفة الصحيحة ودون تثبت ودون مراعاة للحق والحقيقة ودون مراعاة للضوابط الشرعية.

  • يجب أن يلتفت الإنسان عندما يتكلم في قضايا لا يعرف عنها شيئا وإنما يكون متأثرًا بالشائعات، أنه عندما يتبنى فيها مواقف فهو يتحمل وزرها.

  • أكثر الناس في مواقع التواصل الاجتماعي يقولون ما لا يعرفون لأنهم لا يعتبرون كلامهم جزءًا من الأعمال التي سيحاسبون عليها.

  • على الشخص في مواقع التواصل الاجتماعي أن يستند في ما يقوله إلى المعرفة وأن يتثبت وأن يكون متحريًا ويستشعر المسؤولية فيما يقول.

  • الإنسان الحكيم والراشد يتنبه لما يقول، فيزن كلامه ويكون لديه معايير وأسس لما يقول ويدرك مسؤولية ما يقول.

  • الفضول هو من أمراض هذا العصر، فما أكثر من يتخاطب فيما لا يعنيه وليس مؤهلًا لأن يتكلم عنه.

  • يجب على الإنسان أن يعرف ماذا يقول ومتى يتخاطب وأن يكون على أساس من الهدى وفي الاتجاه الصحيح.

  • لا يجب أن يكون الإنسان مجازفًا في تبني أي قضية أو موقف في أي مجال، فالإنسان المؤمن حريص أن يكون على بصيرة ووعي وهدى من الله.

  • يجب أن تكون انطلاقة الإنسان مبنية على أسس ومبادئ، ثم يتحرك وهو على يقين وبصيرة.

  • البعض قد ينقلب إلى ملحد أو بهائي، لأنه يتقبل ويتأثر بأي شيء بكل بساطة.

  • يجب ألا يكون الإنسان كالصحن اللاقط يتأثر بكل شيء.

  • يجب التثبت والكف عن أي اتجاه قد يخرجك عن الحق والموقف الحق.

قد يعجبك ايضا