موقع عربي :اليمن يجدد مواقفه المساندة للقضية الفلسطينية.. والقلق الصهيوني يزداد

لطالما كان اليمن رافعةً لقضايا شعوب المنطقة، ملتزماً عمقَيها العربي والإسلامي، وعلى مستوى كبير من العطاء والتضحيات التي تفرض احترام هذا البلد، كما تُثير الإعجاب به. وهو نفسه اليمن، الذي يعيش، هذه الأيام، ذكرى ألمٍ متكرر، ومظلوميةً كبيرة قاسية، من جرّاء أكثر من ثمانية أعوام ثقيلة من العدوان والحرب، اللذين طالا الإنسان بدايةً، وما تركا حجراً ولا شجراً ولا مظهراً للحياة إلّا وقَضَيا عليه.

عندما تُذكر صنعاء يُذكَر الصمود واجتراح الوسيلة للقتال والانتصار، كما يُستَحضَر وجودها اليوم في محور المقاومة، ودورها في رفد هذا المحور بمزيدٍ من معادلات الردع، التي يحققها في مواجهة العدو “الإسرائيلي”، يقف اليمن اليوم، رغم حربٍ تحالفيةٍ قاسية، رقماً عصياً على الكسر في معادلات الردع، التي تم تثبيتها، ويجري تطويرها أمام “إسرائيل” والوجود الأميركي عامة في المنطقة. الاحتلال “الإسرائيلي” نفسه يُدرك هذا الدور اليمني الصلب.

لذلك، يركز على اليمن ومواقفه وتصريحات قادته، ويُسلّط الضوء بشدة على قُدرات اليمن العسكرية المتطورة والواعدة بمزيدٍ من التطور، مواقف الشعب اليمني تظهر واضحة خلال كل عدوان يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من خلال احتشاد مئات الآلاف من اليمنيين في مسيراتٍ تجوب شوارع عدة مدن يمنية، ولطالما شدّد أهل اليمن على أنّهم “لن يألون جهداً لنصرة فلسطين رغم العدوان والحصار”، مؤكدين أنّ اليمنيين “حاضرون لاقتسام اللقمة مع إخوتهم في فلسطين”.

السيد عبد الملك يلتقي ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن

أعلن المتحدّث باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام، أن قائد الحركة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التقى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن أحمد بركة.

ونقل المتحدث عن السيد الحوثي، في قناته في “تلغرام”، تأكيده لممثل حركة الجهاد الإسلامي موقف اليمن الثابت والمبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأشاد السيد عبد الملك الحوثي بالدور البطولي والجهادي لحركة الجهاد الإسلامي وحركات المقاومة الفلسطينية إبان معركة ثأر الأحرار الأخيرة وعلى امتداد الصراع مع الاحتلال. كذلك، أكد استعداد الشعب اليمني الدائم لتقديم كل أنواع الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة الفلسطينية.

ممثل حركة الجهاد الإسلامي يعبر عن شكره وتقديره للشعب اليمني

من جهة أخرى، أعرب ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن، أحمد عبدالرحمن بركة، عن شكره وتقديره للشعب اليمني لتبنيه القضية الفلسطينية، مثمناً دور قائد الثورة في اليمن السيد الحوثي على مواقفه الشجاعة تجاه فلسطين المحتلة. ودائماً ما يعبر الشعب اليمني عن دعمه لفلسطين المحتلة من خلال التظاهرات التي تخرج دعماً للقضية. ففي مايو الماضي، شهدت محافظات يمنية عديدة تظاهرات شعبية حاشدة دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته، تحت شعار “ثأر الأحرار” في أكثر من 20 ميداناً وساحة.

من جهته، أكّد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي، الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، مشدداً على ثبات الشعب اليمني في نضاله وأنّه مستعد لكل التضحيات. وقبل ذلك بأيام، أكّد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشّاط، تأييد اليمن، قيادة وحكومة وشعباً، لكل الخيارات التي تتخذها قيادة المقاومة الفلسطينية “لردع العدو الصهيوني”، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف “مساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة ودعمها بالمال والسلاح ومقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية”. وخاضت “سرايا القدس” وفصائل المقاومة، معركة جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت فيها صواريخ وتقنيات جديدة تجاوزت القبة الحديدية، واستهدفت “تل أبيب”.

الفعاليات الوطنية تجدد موقف اليمن في مساندة القضية الفلسطينية

على الرغم من الحالة الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني الا انه يوماً بعد اخر يؤكد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، فخلال السنوات الماضية خرج الشعب اليمني في مظاهرات منددة لجرائم الكيان الصهيوني وفي الوقت نفسه خرج في عدة مسيرات مؤيدة للشعب الفلسطيني البطل ولفصائل المقاومة التي وقفت في وجة الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية، وفي هذا السياق فقد شهدت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية فعاليات وأنشطة دعماً للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد مسؤولون وقيادات حزبية ومدنية ممن شاركوا في تلك الفعاليات أن الموقف اليمني الداعم لفلسطين ثابت ومبدئي وينطلق من إيمان اليمنيين الراسخ بأن الدفاع عن مقدسات الأمة واجب ديني وأخلاقي وإنساني وان هذا الموقف لن يتراجع مهما كان حجم التحديات والمؤامرات التي يواجهها الشعب اليمني.

وفي هذا الإطار سبق وأن عقدت بصنعاء ندوة بعنوان “مسؤولية الأمة تجاه المقدسات الإسلامية” نظمتها رابطة علماء اليمن. وفي الندوة نوه عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي بتنظيم الندوة المنطلقة من حقائق تاريخية لتسليط الضوء على المقدسات الإسلامية والقضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية ومنها القضية الفلسطينية محور المقاومة والصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.

وأكد أن قوة أبناء اليمن تكمن في توحدهم شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً وتمسكهم بكتاب الله عز وجل وصولاً إلى النصر الكامل والمؤزر على الأعداء.. منوها بما يسطره الجيش واللجان الشعبية من انتصارات في مختلف الجبهات والميادين ضد قوى العدوان والمرتزقة. فيما أكد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين أن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من تهويد وطمس للهوية، يوجب على الجميع الاضطلاع بالمسؤولية في مواجهة الطغيان والفساد والاستكبار وحماية المقدسات من دنس اليهود.

قلق صهيوني من اليمن.. مخطط الصهاينة يصاب بالفشل

صرحت قناة 24 الإسرائيلية، أن الكيان الصهيوني يتوقع إطلاق صواريخ من اليمن في حال دخولها حربًا مع حزب الله اللبناني، في إشارة إلى إمكانية تدخل مقاتلي أنصار الله لمواجهتهم عسكريًا. ونقلت القناة في وقت سابق عن مصادر أمنية قولها” إن الخطر الحقيقي الذي تواجهه “إسرائيل” يكمن في اليمن، مشيرة إلى أن استهداف تل أبيب من أنصار الله بات أمرًا واقعيًا”. وحسب مسؤول أمني” صهيوني” فإن الاحتلال لا يستبعد إمكانية مواجهة عسكرية مع حزب الله اللبناني خلال الفترة المقبلة، على خلفية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان “وتل أبيب”.

في السياق نفسه يمكن القول بكل وضوح إن العدوّ الإسرائيلي أصبح اليوم يدرك بأن اليمن يمتلك قدراتٍ عسكرية وتكنولوجية متطورة، وإن الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي تتخطى من 1200 كيلو متر إلى 1500 كيلو متر، تجعل من السهل ضرب العدوّ الإسرائيلي والمناطق التي يحتلها في فلسطين، وقادرة على الوصول إلى العمق الحيوي، ولهذا فإسرائيل تعتقد أن الضربة القادمة ستكون موجَّهةً إليها. لذلك فَـإنَّ القبة الحديدية التي رأيناها في الحرب الأخيرة في غزة، حَيثُ استخدمت حماس تكتيكاتٍ عسكريةً واسعة مثل كثافة الصواريخ التي بدورها أضعفت من قدرات القبة الحديدية، ولهذا لا تعول عليها إسرائيل التي تعتقد أن الضربة القادمة ستكون موجهة إليها.

في الختام يأخذ التحليل الصهيوني لما يجري في اليمن طابعاً تطبيقياً وعملياً، فالكيان الصهيوني يُحلل من موقع الطرف المشارك في هذا العدوان، والقلق على مصيره، ولا ينطلق في عملية التحليل من موقع المحايد أو صاحب الاهتمامات العلمية المجردة. بل يرى الصهاينة أن الحرب التي تدور في اليمن تستدعي اهتماماً استراتيجياً لأنه سيكون لها تداعيات إقليمية أبعد من اليمن، حيث يستشعر الصهاينة خطر مسألة صعود اليمن من جنوب الجزيرة العربية كقوة عسكرية، وخاصة أن المسافة التي قطعتها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة قادرة على الوصول إلى إيلات جنوب الأراضي المحتلة، كما يؤكد الكتاب الصهاينة.

ويأخذ الكيان الصهيوني التهديدات اليمنية على محمل، الجد، فمن جانب الصهاينة فهم جزء من تحالف العدوان ويتوقعون أن يتم الرد عليهم في أي وقت إذا ما تورطوا في أعمال عدوانية مباشرة تجاه اليمن، ومن جهة ثانية فالصهاينة يأخذون على محمل الجد وعد قائد الثورة الشعبية اليمنية السيد عبد الملك الحوثي بأن اليمن سيكون ضمن المعادلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهي معادلة: “القدس مقابل حرب إقليمية”، ويؤكد مصداقية هذا التوجه اليمني المقاوم المبادرة التي قدمها قائد الثورة في اطلاق سراح كبار الأسرى السعوديين مقابل إفراج المملكة عن المعتقلين من حركة المقاومة الإسلامية حماس. إن أكثر ما يخيف الصهاينة هي مسألة الدقة في التخطيط والتنفيذ وإصابة أكثر من هدف في عمق الإمارات والسعودية في وقت واحد.

 

 

قد يعجبك ايضا