حصن المسلم الحقيقي.

بقلم: إخلاص عبود.

درع المؤمنين وسلاح المجاهدين، والحرب المضادة لهجمة المستكبرين المضلين،هي الحصن الحقيقي، التربية الإيمانية والتوعيةالحقيقية، هي حماية أبنائنا من ضياع الشوارع، فساد التلفونات وخطر الشبكة العنكبوتية، إنها(المراكز الصيفية) القرآنية والنورانية والتوعوية النافعة .

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بما يخرج الإنسان من النور إلى الظلمات، ويميل بأصحاب القلوب المهزوزة من الخير إلى الشر،ومن نفع الدين إلى الإفساد والإضلال، تكاد تكون هذه المواقع الإلكترونية أشد من السحر تأثيراً،وأسوأ من أي سوء ،بل هي التي تدخل الإنسان في وحل السيئات، وفساد الأخلاق ،وخطر المؤبقات، لا يحمي نفسه منها إلا صاحب وعي وحماية، ثقافة صحيحة دينية مرتبطة بحبل الله (القرآن الكريم )،ومتصلة بحبل رسول الله_ صلى الله عليه وآله وسلم _ بهذا الحبلين يرتبط الإنسان ارتباط وثيق، وفي حبال قوية ومتينة، عصية على أي شيطان يحاول قطعها.

المدارس الصيفية : هي مدارس احتوت على أصحاب الوعي والإيمان، على أهل القرآن الكريم، على كادر يريد أن يعلم ابني وابنك،وابنتي وابنتك ،تعليم صحيح، وتوعية صحيحة،في الزمن الذي نرى الستر أصبح عتيق، والخلاعة أصبحت تطور، في الوقت الذي نرى سماع القرآن غريب ثقيل ،وسماع الأغاني طبيعي بل ودليل (الأناقة) و(الإتكيت) ،أصبحت الأخلاق معدومة بل ومظلومة،والصفات الطيبة مذمومة،والكلمة الطيبة مرجومة،نرى الألسن تلتوي بالكلام الفاحش، وبالسباب المخزي، البعض يلقي التحية باللعن، ويصفون بعضهم بالحيوانات.

نرى الواقع لا يبشر بدولة إسلامية، ولا أخلاق إسلامية، ولا صفات إسلامية، بل نرى مجتمعات غربية في بلاد إسلامية، نرى مجتمعات ابتعدت حتى عن قراءة القرآن الكريم القراءة الصحيحة، فتسمع من هم في الصفوف الثانوية لا يكاد يقرأ سورة قراءة متقنة، ولاحتى آية واحدة، وللأسف الشديد في الوقت الذي تكون المصاحف قد ملأت البيوت وملأت الجوالات، لم تصل إلى قلوب وعقول أولادنا، نرى أولادنا في الإملاء والكتابة لا يستطيع أن يكتب جملة صحيحة، ولا أن يقرأها، لماذا نحن في هذا الوضع السيء؟! لماذا وصل بنا الحال أن يستطيع البعض النادر كتابة اللغة الإنجليزية، وهو عاجز عن قراءة سورة قرآنية، ويحفظ مئات الكلمات الإنجليزية وهو لا يحفظ حتى ربع جزء (عم)، هل يمكن لأمة ابتعدت عن القرآن الكريم أن يوفقها الله؟، هل يمكن لشعوب لا تربي أولادها على القرآن الكريم، أن يصلح الله ذرياتها؟ هل من المتوقع لمجتمعات رفضت أوامر الله في القرآن الكريم، أن يتهيأ لها التوفيق الإلهي والعون والمدد، الصلاح والأمطار والخيرات؟.

لقد وصلنا أسوأ ما يمكن أن يصل إليه المسلمون، ووصل الغرب أقوى ما يمكن أن يصل إليه الغربيون، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بأفسد وأسوأ وأخطر ماقد وصلت إليه قبل هذا اليوم ، ويحركها، يدعمها، يمولها ويملأها بالضلال هم اليهود والنصارى والكل يعرف ذلك، وكل مسلم معترف بذلك، ولكن لا أحد يتحرك لتحصين نفسه وتحصين عائلته من هذا الخطر العظيم، وهذه المصيبة التي لا تبشر بخيرها لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يمكن لمن يبتعد عن القرآن الكريم في الدنيا، أن يكون من أهل الخير والنجاة في الآخرة، لا يمكن لمن ابتعد عن أوامر الله ونواهيه أن يسامحه الله يوم القيامة، من أضاع الفرصة وهو لا يزال حيا، مستحيل أن يُعطى الفرصة بعد موته.

الحل هو في الوعي الديني والثقافة القرآنية، التعلم الصحيح والتربية الإيمانية، العودة لله والارتباط بالله، حب الله والثقة بالله وتعظيم الله، الحل هو في المراكز التي تُدرس كل هذه الأشياء (المدارس الصيفية ) باختلافها واختلاف أماكنها ومسمياتها، سواء كانت في مدارس، جوامع ، مباني ،أو في مكان فُتح بظروف بسيطة ومُستطاعة، المنهج واحد والتدريس واحد، ورحم الله من لا يزال قلبه مهتم بأخلاقنا ، وحريص على هدايتنا، ولا يريد منا إلا أن نتعلم العلم الذي ينقذنا في الدنيا والآخرة، ليذهب أولئك الخائفين والمتوجسين منها، ليسمعوا ماذا يتم تدريسه هناك، أخرجوا أيها المنغلقين على أنفسكم، والمصدقين لأكاذيب المرجفين، أدخلوها لتروا ماذا هناك وتأكدوا بأنفسكم هل هناك غير تعليم القرآن الكريم، وتعليم الدين الإسلامي، هل هناك تعليم غير الأخلاق الحسنة والصفات الطيبة، هل هناك غير تشجيع المواهب ومساعدتها وتطويرها،إذا رأيتم غير ذلك فأخرجوا.

أنصح كل من يخاف على ابنته وابنه من الفساد، من يخاف على أسرته من التفكك والتبرج وملاحقة الانحراف، أن يسجل في (المراكز الصيفية) وإن لازال خائفا فليحظر الأب مع ابنه، والأم مع ابنتها، فلتحافظوا على ذرياتكم، لأنهم مسؤوليتكم أمام الله سبحانه وتعالى، وأمانتكم التي ستسألون عنها يوما من الأيام، الفساد أصبح ميسر والإضلال ميسر، ونحن مسلمين، وواجبنا المحافظة على سلامة ديننا ومجتمعاتنا.

قد يعجبك ايضا