رسالة صمود تؤكد وحدة المصير وحتمية الانتصار :القوافل العيدية للجبهات… عظمة شعب مؤمن بقضيته

أصحاب القوافل: تحت شعار “أعيادنا جبهاتنا” شاركنا بالقليل لمن قدموا التضحيات العظيمة في سبيل الله والوطن

مرابطون: لمسنا الأثر الكبير لهذه القوافل التي أثبتت أن المرابطين وأبناء الشعب في خندق واحد

ناشطون: القوافل العيدية في ظل الوضع الاقتصادي المتردي تأكيد على الصمود

يوماً بعد آخر يثبت أبناء الشعب اليمني أصالته وكرمه وتمسكه بقضيته من خلال رفد جبهات القتال بالقوافل العيدية في أيام عيد الأضحى المبارك في رسالة صمود تؤكد وحدة المصير بين الأحرار من اليمنيين وإخوانهم في ميادين العزة والكرامة ليعيش المجاهدون الأجواء العيدية عبر القوافل المتنوعة حيث يتسابق أبناء الشعب على رفد الجبهات بالقوافل العيدية بالرغم من الوضع الاقتصادي المتدهور نتيجة العدوان والحصار الذي تجرع آثاره الغالبية العظمى من المواطنين.
“الثورة” تسلط الضوء على أهمية هذه القوافل العيدية وأثرها الإيجابي من خلال لقاء عدد ممن أعدوا هذه القوافل ومرابطين وناشطين:

تنوعت قوافل عطاء وتضحيات أبناء الشعب اليمني وشملت كل ما يحتاجه المجاهدون ليعيشوا أجواء عيد الأضحى المبارك ووصلت إلى جميع الجبهات، وقد احتوت على المبالغ المالية والملبوسات العيدية والكعك ومكسرات العيد ومواش ومخبوزات منزلية وفواكه ومواد غذائية وغيرها مما تجود به الأسر اليمنية حيث تجاوزت بعض هذه القوافل مبلغ العشرة ملايين وصولاً إلى خمسين مليوناً وأكثر في القافلة الواحدة، وشارك في إعداد هذه القوافل الكثير من أبناء المحافظات اليمنية المحررة كما كانت القوافل النسائية حاضرة بقوة عبر الأمهات والأخوات وعائلات الشهداء لمواصلة التضحية والبذل لله، وشاركن بهذه القوافل لرفد أبطال الجيش واللجان الشعبية في ميادين الشرف في الجبهات، وتستمر وصول هذه القوافل طيلة أيام عيد الأضحى المبارك كما كان في الأعياد السابقة.

قوافل أسر الشهداء
أسر الشهداء الذين سالت دماؤهم دفاعاً عن الأرض والعرض كانت حاضرة في إعداد وتقديم هذه القوافل العيدية ليضيفوا إلى عطاء تقديم أبنائهم في سبيل الله بعطاء القوافل العيدية لزملائهم في الجبهات.
أسرة الشهيد علي مفتاح قدمت القافلة العيدية الأكبر في منطقة الحتارش حيث تحدث المجاهد محمد مفتاح – شقيق الشهيد بالقول:
“نحرص كل عيد أضحى على تقديم قافلة سنوية باسم ” أعيادنا جبهاتنا” لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الجبهات، وتحتوي على كميات من الكعك والحلويات والفواكه والملابس العيدية دعماً وإسناداً للجيش واللجان الشعبية الذين يقدّمون أرواحهم رخيصة دفاعاً عن اليمن وأمنه واستقراره، وكانت الفكرة أن نقدم قافلة سنوية في ذكرى استشهاد أخي البطل علي ومن ماله الخاص ومشاركة بسيطة من أموالنا ثم اقترحت أم الشهيد أن تكون القافلة سنوية في عيد الأضحى المبارك كون الشهيد ضحى بروحه في سبيل الدفاع عن مظلومية أبناء الشعب اليمني وتكون متزامنة مع خراج محصول الأرض التابعة للشهيد لتكون هذه القافلة الرابعة بعد استشهاده في العام 2019 وقد امتازت قافلة هذا العام عن سابقاتها بتقديم العديد من رؤوس الأغنام ليتمكن المجاهدون من التضحية وأكل اللحوم كما نؤكد الاستمرار في الصمود والثبات في وجه قوى العدوان والمرتزقة وتقديم الغالي والنفيس ذوداً عن حياض الوطن وسيادته واستقلاله ولن يثنيهم عن مواصلة تقديم قوافل العطاء للمرابطين في الجبهات وأكدا الاستعداد لبذل المزيد من التضحيات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر.

القوافل النسائية
حرائر اليمن كان لهن الدور الأكبر في إعداد القوافل العيدية، حيث قدمت الهيئة النسائية لأنصار قوافل عيدية في جميع المحافظات والمديريات وشاركن بأيديهن في صناعة الكعك والحلويات وغيرها من المنتجات المنزلية.
الأستاذة ابتسام الديلمي من الهيئة النسائية لأنصار الله تحدثت قائلة:
“قمنا في الهيئة النسائية الثقافية بالأعداد مبكراً في محافظة صنعاء للتجهيز للقوافل العيدية دعما للمرابطين في جبهات العزة تحت شعار “أعيادنا جبهاتنا” وتم الاجتماع وتبادل الأفكار والمقترحات ثم البدء في العمل إعداد القافلات التي احتوت على جعالة عيدية متنوعة، ومخبوزات صناعة منزلية وشارك في إعدادها عدداً كبيراً من حرائر اليمن وأسر الشهداء والمرابطين من مختلف مديريات المحافظة ليكون تسيير هذه القوافل عرفاناً بتضحيات المرابطين في الدفاع عن الوطن، ومشاركتهم فرحة وأجواء العيد وكان لنا شرف تقديم هذه القوافل التي تشيد بثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية والملاحم التي يسطرنها في مواجهة العدوان ونؤكد استمرار رفد الجبهات بالرجال وقوافل العطاء حتى تحقيق النصر”.

أثر كبير للمرابطين
القوافل العيدية تركت في نفوس المرابطين في الجبهات تأثيراً كبيراً وتقديراً لما يقدمه أبناء الشعب اليمني للدفاع عن أرضه في وجه عدوان غاشم أراد أن يبتلع اليمن وثرواته ويتحكم في مصيره.
أحد هؤلاء المجاهدين وهو ” أحمد السلامي” الذي عاد من جبهة القتال ثالث أيام عيد الأضحى المبارك قال:
“أجواء عيدية مثالية عاشها المجاهدون في جبهة نجران في أول أيام عيد الأضحى المبارك حيث وصلتنا قافلتان مختلفتان الأولى مالية مقدمة أمانة العاصمة والثانية عينية من أبناء تهامة، حيث تم توزيع المبالغ المالية للمرابطين وبدورهم أرسلوها لذويهم عبر المغادرين وبالنسبة للقافلة العينية فقد شملت كل ما يحتاجه المرابطون في العيد من جعالة العيد واللحوم والكعك وغيرها من المواد الغذائية والهدايا العينية التي تركت فينا أثراً كبيراً وهذا ليس بغريب على أبناء الشعب اليمني المعروفين منذ القدم بالكرم والجود والفزعات والتضحية في سبيل الحق بالمال وكل ما يملكون حتى أن أحد الأطفال أهدى المجاهدين خروفاً معلقاً على رقبته ورقة مكتوب عليها ” هذا الخروف تربيتي وهو إهداء من الطفل يوسف إلى إخوانه المجاهدين وكل عام وأنتم بخير ” وتأثر من هذه الرسالة جميع المجاهدين وتعاهدوا بالمزيد بالتضحية ليكونوا عند حسن ظن هذا الطفل وخلفه أبناء الشعب اليمني المؤمنون بعدالة قضيتهم ضد محور الشر”.

رسائل
ناشطون اعتبروا هذه القوافل العيدية من شعب فقير يتعرض لعدوان وحصار منذ أكثر من سبع سنوات إلى المرابطين في الجبهات، رسائل عديدة لخصها الناشط الثقافي محمد المؤيد بالقول:
“لا شك أن هذه القوافل العيدية حملت الرسائل العديدة والمهمة للداخل والخارج تتمثل في أهمية تضافر الجهود لرفد الجبهات بقوافل العطاء بما يعزز من الصمود في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته والسير على درب الشهداء في مواجهة العدوان حتى تحقيق النصر، ومن الرسائل أيضا مواصلة درب الجهاد والعطاء بالمال والولد حيث قدمت الأسر اليمنية الأبناء وفلذات الأكباد ثم بعد استشهادهم ألحقوا هذه التضحية بدعم إخوانهم في الجبهات بقوافل العطاء من حر مالها، وتحمل هذه القوافل رسالة مهمة للعدوان الذي راهن على استسلام أبناء الشعب اليمني، رسالة صمود أسطورية تؤكد أصالة هذا الشعب الحر الذي لا يقبل الوصاية والخنوع وانتهج طريق الحرية ومقارعة الظالمين والوقوف صفاً واحداً في خندق المقاتلين الأبطال في الجبهات، وهذا ما انعكس إيجاباً على سير المعارك على الأرض وترجيح كفة الجيش واللجان الشعبية على العدوان بكل عتاده وإمكانياته العسكرية التي حشدها من دول الاستكبار العالمي حيث يمارس اليمنيون الكرم والجود وأداء الواجب الوطني في ظل ما فرضه العدوان من حصار اقتصادي خانق تسبب في تدهور الحالة المعيشية للمواطنين وهذا ما أذهل العدو ومن يقف خلفه”.

 

الثورة / استطلاع / احمد السعيدي

قد يعجبك ايضا