عملية الشهيد طومر: إطلالةٌ استراتيجيةٌ على “صافر”!

 

كشف الإعلامُ الحربي،  الأحد، تفاصيلَ عملية “الشهيد أبو فاضل طومر” التي نفّذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة في محافظة الجوف، وتكللت بتحريرِ سلسلةِ جبال الدحيضة وما جاورها بالكامل، واستعادةِ جثمان الشهيد البطل الذي جاءت العمليةُ وفاءً لتضحيته العظيمة والاستثنائية؛ مِن أجلِ إنقاذ رفاقه المجاهدين وفك الحصار عنهم في تلك المنطقة الاستراتيجية التي تمثل السيطرةُ عليها إنجازًا ميدانيًّا هامًّا في الجبهة الشرقية.

العمليةُ انطلقت عقبَ استشهاد “أبو فاضل” في تلك الملحمة التي وثّقها الإعلامُ الحربي وعرضها في وقت سابق، حَيثُ اقتحم الشهيد منطقةً مكشوفةً بالكامل لنيران العدوّ من عدة جهات، وبشجاعة منقطة النظير، لإنقاذ رفاقه المجاهدين المحاصَرين في أحد المواقع، وقد تمكّن من فعل ذلك مرتين، وتوج هذه البطولة باستشهادِه في المرة الثالثة.

وانطلقت العمليةُ من خمسة مسارات، ضمن خطة محكمة، نفَّذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة ورجال قبائل الجوف الشرفاء، بكل احترافية وشجاعة، حَيثُ عرضت مشاهد الإعلام الحربي صوراً ربما تكون هي الأولى من نوعها، لاشتباكات بطولية من مسافة صفر، دارت بين أطقم المجاهدين، وآليات العدوّ ومدرعاته على أرض المعركة لحظة وصول القوات المهاجمة إلى المنطقة.

وتقدمت وحداتُ الجيش واللجان صوبَ مواقع العدوّ في تلك الجبال على وَقْعِ ضربات مسدَّدة استهدفت تجمعات وتحصينات المرتزِقة وخطوطهم الدفاعية، بما تتضمنه من معدات عسكرية.

وتجولت كاميرا الإعلام الحربي في المواقع التي كان يتمركز فيها مرتزِقة العدوان هناك، بعدَ وصول أبطال الجيش واللجان إليها.

وتضمنت المعركةُ كسرَ محاولة زحف نفذها المرتزِقة لاستعادة المناطق التي حرّرتها قوات الجيش واللجان الشعبيّة، حَيثُ تضاعفت خسائرُ المرتزِقة جَــرَّاءَ تلقيهم ضرباتٍ موجعةً دمّـرت العديدَ من آلياتهم، وأوقعت المزيد من القتلى والجرحى في صفوفهم.

وعرضت مشاهد الإعلام الحربي العديد من جثث المرتزِقة الذين لقوا مصرعهم خلال العملية، كما عرضت عدداً من الأسرى الذي بلغ عددهم 11 أسيراً.

كما وثّقت المشاهدُ فرارَ العديد من آليات المرتزِقة أثناء المعركة، في صورة ليست جديدة، لكنها تشكّل فضيحةً خَاصَّةً في هذا المواجهة بالذات؛ لأَنَّها تعقدُ مقارنةً فوريةً بين حشود العدوّ المزودة بكل أنواع السلاح وهي تستخدم مدرعاتِها الحصينةَ للفرار، وبين مفجّر شرارة المعركة الذي اقتحم خط النار وحيداً ثلاث مرات لإنقاذ رفاقه.

وفيما يخص الخسائر المادية للعدو، أوضح الإعلام الحربي أن عدد الآليات التي تم تدميرها وإعطابها خلال العملية تجاوز 50 آلية، إلى جانب 4 معدلات رشاشة، وقد وثقت المشاهد المصورة استهداف العشرات من الآليات بالصواريخ الموجّهة، وإحراق بعضها بولاعات المجاهدين الذين تمكّنوا أَيْـضاً من اغتنام عتاد عسكري متنوع خلال العملية.

ووثّقت عدسةُ الإعلام الحربي وصولَ قوات الجيش واللجان الشعبيّة إلى مكان توقُّف الآلية التي قادها الشهيد “أبو فاضل طومر” أثناء الجولة الثالثة من عملية الإنقاذ البطولية التي قام بها، وهي الآليةُ التي تمكّن المرتزِقة من إعطابها في منتصف الطريق، وترجَّل عنها الشهيدُ ليختتمَ رحلتَه الفدائية بجوارها، ومن هناك تمت استعادة جثمانه الطاهر.

وإلى جانب ما تمثله هذه العملية من محطة بطولية خالدة تضاف إلى رصيد البسالة والإقدام الخاص بقوات الجيش واللجان الشعبيّة، فَـإنَّها تعتبر أَيْـضاً إنجازاً ميدانيًّا كَبيراً؛ لأَنَّ السلسلة الجبلية التي تمت السيطرة عليها تحمل أهميّة استراتيجية؛ كونها آخر سلسلة جبلية تقع شرق محافظة الجوف، وهي قريبة من حقول النفط في منطقة صافر، وقريبة أَيْـضاً من الخط الرابط بين مركَز محافظة مأرب ومنفذ الوديعة الحدودي.

بالتالي، فَـإنَّ السيطرةَ على هذه السلسلة الجبلية تمنحُ قواتِ الجيش واللجان الشعبيّة امتيَازاتٍ هجوميةٍ مهمةٍ تعزز معركة استكمال تحرير محافظة مأرب، في إطار خطة التطويق التي تفقد المرتزِقة القدرةَ على المواجهة، فمن شأن هذه السلسلة أن تفتح مسارًا جديدًا للعمليات العسكرية باتّجاه مأرب إلى جانب المسارات الأُخرى التي باتت تحيط بالمدينة من عدة جهات، الأمر الذي سيؤدي إلى إرباك المرتزِقة وتشتيت قوتهم ومضاعفهم خسائرهم المادية والبشرية، وبالتالي التسريع من انهياراتهم في ما تبقى لهم من المناطق داخل المحافظة.

ويمثل الكشفُ عن تفاصيل هذه العملية رسالةً واضحةً بمواصلة خيار تحرير الأرض مهما كان الثمن، وهي رسالةٌ قدمتها تضحيةُ الشهيد “أبو فاضل” بأبلغ صورة ممكنة، وبما يكفي لتأكيد استحالة التراجع عن هذا الخيار المبدئي.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا