أنصار الله في قائمة الإرهاب الأمريكي المزيفة .. الأهداف والآثار

 

بعد مدة من التكهنات حول إمكانية اتخاذ البيت الأبيض إجراءات لوضع حركة أنصار الله اليمنية على القائمة السخيفة للجماعات الإرهابية المزعومة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن اصدار هذا القرار أمام الكونغرس خلال الأيام المقبلة. وقال: هدفنا وضع أسماء عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم، على قائمة الإرهابيين الدوليين“. لكن لماذا ولأي غرض يتم هذا الاجراء وما هي الآثار التي سيتركها على المشهد السياسي اليمني؟

 

عجز في الحرب

 

في توضيح سبب إدراج اسم أنصار الله في قائمة الجماعات الإرهابية إن العامل الأهم هو مسيرة الانتصارات التي حققتها هذه الحركة على المعتدين السعوديين الإماراتيين ومرتزقتهم الداخليين وداعميهم الأجانب، عسكريا وسياسيا. وأبطلت بفطنة وقوة مفعول جميع خطط الغرف السوداء الخارجية التي تحاك لليمن.

 

كانت انتصارات الجيش اليمني واللجان الشعبية بشكل غيرت فيه معادلات الحرب بشكل كامل، حيث تخيم الآن الهشاشة والتشرذم بشكل كبير على تحالف المعتدين، وتواجه جهود تنظيم الاوضاع المضطربة في جنوب اليمن الفشل.

 

ومن ناحية أخرى، إن قضية الحصار اللاإنساني لليمن منذ سنوات، والتي كانت آخر أمل للسعوديين في استسلام أنصار الله واستمرت نتيجة الدعم المنافق من الغرب للتحالف السعودي، تتغير الآن بطريقة أخرى وتنهار بعد موجة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والبحرية على الشرايين الاقتصادية السعودية.

 

استمرار الأزمة في اليمن

 

لا شك أن أحد الأهداف الإرهابية لإعلان أنصار الله من قبل أمريكا هو الضغط السياسي والاقتصادي على صنعاء. فمن الناحية السياسية، يظهر في برنامج البيت الأبيض خطة منع تقدم عملية الحوار اليمني من أجل اجتياز البلاد الأزمة والحرب المستعرة منذ فترة طويلة.

 

وبموجب قانون مكافحة الإرهاب متعدد الأطراف الأمريكي، الذي سنّه الكونغرس في عام 1996 كقانون مكافحة الإرهاب، يُحظر تقريبا أي تعاون أو علاقة تجارية مع اي جماعة إرهابية ويعتبر ذلك جريمة.

 

وبعد 5 سنوات من الحرب غير المتكافئة ضد الشعب اليمني، أدت مقاومة أنصار الله للعدوان الخارجي، ومواجهة المحاولات الانفصالية لتقسيم البلاد إقليمياً ودولياً، فضلاً عن وجود الأمن والاستقرار في مناطق سيطرة صنعاء، إلى تحول أنصار الله الآن في نظر الجماعات السياسية والقبائل اليمنية الأخرى إلى قوة تحظى بالاحترام وذات ثقل للتفاوض والوحدة. ولطالما اقترح أنصار الله إجراء محادثات يمنية – يمنية.

 

ومن جهة أخرى ، لن يعني انتهاء الحرب نهاية الأزمة أبدا، لأن اليمن أصبح مدمراً نتيجة الحرب التي استمرت 5 سنوات، والحصار والعقوبات سيسلبان صنعاء أي إمكانية لإعادة الإعمار الاقتصادي مثلما فعلت أمريكا مع دول اخرى حيث اتخذت هذا النهج ايضاً تجاه سوريا بعد النصر على الجماعات الإرهابية.

 

التمهيد لحكومة بايدن

 

لكن البعد الآخر لأهداف البيت الأبيض هي الصفقة التي يُفترض أنها أبرمت مع السعوديين لدفع خطة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني من قبل الرياض، حيث يقوم البيت الابيض بإدراج أنصار الله في قائمة الجماعات الإرهابية خلال الايام الاخيرة من ولاية ترامب لإلزام السياسة الخارجية للإدارة المستقبلية بدعم السعوديين في أزمة اليمن. اذ لطالما كان للديمقراطيين موقف منتقد للهجوم العسكري للتحالف السعودي في اليمن والأزمة الإنسانية المستمرة، حتى أن بايدن أعلن عن اعادة النظر في العلاقات مع الرياض. ومع ذلك ، فإن إدراج أنصار الله في قائمة الجماعات الإرهابية تعطي الجرائم السعودية ضد صنعاء تبريراً قانونياً، فيما ليس من السهل إزالة أنصار الله من قائمة الجماعات الإرهابية.

 

لكن على الرغم من كل هذه الأهداف، فإن إدراج أنصار الله في قائمة الجماعات الإرهابية لن يتجاوز بعده الرمزي والاستعراضي ولن يكون له تأثير كبير على موقع أنصار الله وقوتهم في ميدان الحرب وفي الساحة السياسية اليمنية. حيث سبق لأمريكا أن أدرجت مجموعات مقاومة أخرى، مثل حزب الله في لبنان وبعض الجماعات التابعة للحشد الشعبي في العراق، في قائمة الجماعات الإرهابية من أجل إضعاف هذه القوات، لكن ما يُلاحظ في الواقع هو الوجود البارز لحزب الله والحشد الشعبي في ساحة التطورات المحلية وحتى الإقليمية.

 

(الوقت)

قد يعجبك ايضا