الجزائر:رئيس الوزراء : الكيان الصهيوني على حدودنا

 

قال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد أمس السبت إن هناك إرادة أجنبية حقيقية لوصول “الصهيونية” إلى حدود بلاده ، داعيا الطبقة السياسية والنخب إلى التكاتف والعمل على استقرار الجزائر.

وأضاف جراد ، خلال إشرافه على ندوة تاريخية بمناسبة إحياء الذكرى الـ60 لتظاهرات 11 كانون أول /ديسمبر 1960 للمطالبة باستقلال الجزائر عن فرنسا ، أن ” الجزائر مستهدفة وأن هناك قضايا خطيرة في محيطنا الجهوي تريد ضرب استقرار المنطقة، وها هي الدلائل اليوم عندما نرى في كل الفضاء المغاربي والإفريقي الدائر حول الجزائر هناك مخاطر وعدم استقرار وحروب”.
وقال :” هناك إرادة أجنبية حقيقية اليوم لوصول الكيان الصهيوني قرب حدودنا،  يتعين على الطبقة السياسية والثقافية العمل على استقرار البلاد”، في إشارة إلى تطبيع العلاقات بين المغرب ( الجارة الغربية للجزائر) وإسرائيل.
وتابع :”يجب أن نحل مشاكلنا الداخلية بيننا ويجب أن نعمل بجهود التضامن وبأخوة لإيجاد أحسن طريق للخروج من هذه الأزمة المتعددة ومحاولات استهداف الوطن “.
وأكد جراد أن الشعب الجزائري يريد الوحدة والاستقرار والحرية انطلاقا من ” احترام ثوابتنا الدينية”.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن  أول أمس الخميس موافقة المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما، لتصبح الدولة العربية الرابعة التي توافق على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية في الاشهر الأخيرة.
من جهة أخرى، شدد جراد على نجاعة المقاربة التي اتبعتها بلاده في مواجهة فيروس كورونا المستجد مقارنة بدول الجوار وغيرها، مؤكدا أنه لا يجب التسرع في اختيار اللقاح لمواجهة هذا الوباء.
ومن جهته اعتبر حزب حركة مجتمع السلم(حمس), أكبر الأحزاب الاسلامية في الجزائر، اليوم السبت تطبيع المغرب علاقاته مع “إسرائيل” بأنه قرار “مشؤوم “.
وقال الحزب ، في بيان أصدره اليوم :”فتح علاقات مع الكيان الصهيوني ليس شأنا داخليا سياديا لدول المنطقة، بل هو تهديد لكل دولة عربية في استقرارها وتطورها، ولا تنفع الخطابات المخادعة المعبرة عن التمسك بالحق الفلسطيني في إخفاء جرم التطبيع وتفريطه في القضية الفلسطينية”.
وأضاف أن “انخراط النظام المغربي في مسار التطبيع هو كذلك تهديد لدول المغرب العربي بإدخالها في دائرة الاضطرابات التي كانت بعيدة عنها، وجلب لمكائد العدو على حدودنا، ويتحمل النظام المغربي المسؤولية كاملة على آثار هذه الخطوة المشؤومة وكل ما سينجر عنها”.
وتابع “أن ربط القرار المغربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني بقضية الصحراء يؤكد البعد التآمري الدولي لهذه القضية، ويؤكد  اتجاه الاستعانة بالأجنبي عند صاحب القرار المغربي والخضوع لابتزاز القوى الاستعمارية في القضايا الثنائية العربية وبين الأشقاء والجيران، بدل الحوار والرؤى الوحدوية والاحتكام إلى المقررات الدولية المتفق عليها بين الأطراف”.
وأردف قائلا :”رغم خطورة الموقف وآثاره نؤكد في الحركة ثقتنا في العقلاء الرسميين وفي ثبات موقف القوى السياسية والاجتماعية والثقافية، وثبات القوى الجماهيرية في المغرب الشقيق، وأنهم سيبطلون هذا الاتجاه المضر بمقدساتنا ومصالحنا جميعا، و لن يدخروا جهدا في حفظ شرف المغاربة، بمختلف الوسائل التعبيرية السلمية، كما كان ديدنهم دائما كقدوة في هذا الشأن”.
وقال  الحزب في بيانه “إن ارتكاز البيان الملكي الرسمي على قضية التعايش بين الأديان لتبرير التطبيع باطل وخارج الموضوع ، إذ الموقف من الكيان الصهيوني موقف من كيان محتل لأرض هي أرض فلسطينية عربية إسلامية لا يجوز التفريط فيها دينا وانتماء لأمتنا وتمسكا بوطنيتنا”.
وأضاف أن “تبرير التطبيع من بعض الأشقاء المغاربة ومن على رأيهم بالمشاكل مع الجزائر، تبرير باطل كذلك ولا أساس له، إذ الإعلان الرسمي للنظام المغربي الالتحاق بمشروع التطبيع العلني ما هو إلا نتيجة مؤسفة لمسار تطبيعي طويل لم يكن معلنا، ولكنه لم يكن خافيا عن المهتمين بالقضية الفلسطينية والمناصرين لها”.
وأكد الحزب أنه مهما كانت الخلافات شديدة فإن “سكان المغرب العربي شعب واحد لا يقبلون إدخال الأجنبي المتأمرك والمتصهين بينهم”، لافتا إلى أن “ملكيتهم التاريخية القانونية لحارة المغاربة في القدس الشريف تحملهم مسؤولية جماعية ليبقوا على رأي واحد في مناصرة القضية الفلسطينية ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه ورفض كل أشكال التطبيع وكل ما يقوي الكيان الصهيوني ويعينه على انتهاك الحق الفلسطيني الكامل. “
وختم الحزب  قائلا “إن انكشاف السياسة التطبيعية المغربية الرسمية وخروجها للعلن ضمن الموجة التي دشنتها دولة الإمارات، قد تؤدي إلى الانخراط التام للنظام المغربي في محور التآمر على وحدة الأمة واستقرارها وعلى القضية الفلسطينية ذاتها تحت رعاية الدول الاستعمارية المتربصة ببلداننا وخيراتنا وديننا ومقدساتنا، مما يفرض علينا في الجزائر، في حالة عدم التراجع والتصحيح، اعتبار ذلك تهديدا من الدرجة القصوى يجب الاحتراز منه”.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن  أول أمس الخميس موافقة المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما، لتصبح الدولة العربية الرابعة التي توافق على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية في الاشهر الأخيرة.

قد يعجبك ايضا