من وحي خطابات السيد عبدالملك الحوثي: استهدافنا في ديننا هو أخطر أنواع الاستهداف الأحداث والوقائع كشفت أن الأمة تجهل الكثير عن نبيها

 

يحتفل الشعبُ اليمنيُّ العظيم بذكرى مولد خاتم الرسل محمد –صلى الله عليه وعلى آله-، ومع ما يعيشونه من عدوان وحصار، مجسّدين بذلك حبَّهم وولاءهم وتمسكهم برسول الرحمة المهداة، الصادق الأمين، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم.

وفي ظل الأوضاع الراهنة، والأمة بشكل عام تتعرض لمؤامرات من قبل أعدائها اليهود والنصارى، واليمن خاصة برزوحها تحت العدوان الكوني، هنا المسؤولية تكون أكبر على كل فرد في هذه الأمة، فبقدر الاستهداف والمؤامرة والكيد للمسلمين تكون المسؤولية أكبر.

 

خطورةُ الوضع الذي تعيشُه الأمة:

الهجمة على الإسلام شرسة وكبيرة وخطرة، سواء على المستوى الأخلاقي أو الاقتصادي أو السياسي، والأعداء بخبثهم ومكرهم يركّزون على أهم شيء بالنسبة للمسلمين، ويقومون بضرب ركائز القوة لدى المسلمين، وإذا ضرب الأعداءُ ركائزَ القوة في الإسلام يستطيعون بكلِّ سهولة السيطرةَ علينا، وأخطر استهداف لنا هو “استهدافنا في ديننا، استهدافنا في ديننا خطير؛ لأنه -أيها الإخوة- إن أُبعدنا عن ديننا نفقد تأييدَ الله، نخسر أن يكون اللهُ معنا”، كما قال السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي –يحفظه الله-.

ومن أهمِّ ركائز قوتنا، بعد الله سبحانه، وبعد القرآن الكريم، هو النبي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم-؛ لذلك اليهود يعملون على التشكيك في رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-، سواء من خلال الاستهداف المباشر، أو من خلال أدواتهم الذين يدّعون الإسلام بالقول زورا وبهتانا على رسول الله، في المقابل المسلمون الحقيقيون لا يعملون أو حتى يقولون شيئاً.

 

سبب فتور الأمة تجاه ما يقال عن نبيها:

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي –يحفظه الله- أرجع سببَ هذا الفتور واللامبالاة من أمة محمد تجاه نبيها بالقول: “الواقع كشف لنا أن هناك فجوةً كبيرةً بين داخل هذه الأمة، لقد كشفت الأحداث والوقائع أن هذه الأمة تجهل الكثير والكثير عن نبيها، هذا الفتور واللامبالاة في أوساط الأمة الإسلامية، وهذه البرودة لدى الناس، هذا التجاهل أمام ما يُقال عن النبي الأعظم يكشف أن الأمة تجهل الكثيرَ عن نبيها، وعن حاجتها إليه، وعن حاجتها إلى تعاليمه”.

وأمام هذه الهجمة الغرْبية، ومع برودة الأمة الإسلامية، يبين السيد عبدالملك أن “رسل الله هم صلة الله عز وجل بنا، وهم حجة الله على خلقه، فالرسل جاؤوا مبشرين ومنذرين، مرشدين إلى الحق، هم يقدّمون الحلولَ الصحيحة لمشاكل البشر، ويرشدون الناس إلى ما فيه عزهم وفلاحهم ونجاحهم”.

 

القرآن يتحدث عن الرسول:

الرسولُ –صلى الله عليه وآله وسلم- كان مصطفى من عند الله سبحانه، وهو رجل عظيم بقدر عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو مظهرٌ من مظاهر رحمة الله تعالى على الناس، يقول اللهُ تعالى في كتابه الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

كما أن القرآن الكريم وصف رسول الله بعدة أوصاف، لكنَ أهمَّ صفة كان يتصف بها هي –كما قال السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله-: “يقول الله سبحانه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، فهنا نلاحظ أن أهم صفة في رسول الله هي (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ)، يشق على رسول الله تعبُكم، يتألم رسولُ الله أن يلحق بكم أي ضرر”.

 

لماذا الشدة على اليهود؟

ويقول اللهُ سبحانه وتعالى أيضاً: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، فرسول الله كان شديداً على الكفار، رحيماً بالمؤمنين، لكن قد يقول قائل لماذا رسول الله كان شديداً على الكفار ولماذا أمره الله بهذا؟!، يجيب عليهم السيد عبدالملك الحوثي –يحفظه الله- بالقول: “القسوة والشدة هي على الكفار، لماذا؟..؛ لأنه لا يجدي مع الكفار إلا الشدة؛ وذلك لأن الكفار لا يمتلكون قيماً، وليس فيهم إنسانية، وليس لديهم رحمة، ولا يوجد لديهم ضمير، فحينما لا يكون هناك شدة في مواجهتهم وعليهم، وحينما يعاملون بالدبلوماسية، يكونون هم من سيسطون على هذه الأمة، ومن يفتكون بالأمة، ومن يضربون ويذلون الأمة”.

كما أن الواقع أثبت ذلك يوميًّا وبالصوت والصورة، فماذا يعمل اليهود في فلسطين؟!

وهل أجدت سياسةُ حكام العرب في المهادنة والليونة؟!

بالعكس، فهي لم تجدِ شيئاً، ولم تدفع ضراً ولم تقِ شراً أو أي خطر يستهدف هذه الأمة.

ويتساءل السيّدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي –يحفظه الله- عن سبب إنزال الله الحديدَ مع الكتاب والرسل، ويضيف: “الإسلام يربي رجالاً يحملون الحديد، لكي يذودوا به عن هدى الله، ويواجهون به الطغاة، ويواجهون بالحديد المستكبرين، ويواجهون بالحديد الذين يطمعون أن يطفئوا نور الله”.

 

المخرج الوحيد للأمة مما هي فيه من ذل:

وفي ظل هذا الواقع الذي يعيشه المسلمون، من ضعف في كلِّ الجوانب، ومن استكانة وذل أمام اليهود والنصارى، واعتمادهم على الغرب في كل الأساسيات، يوضح السيّدُ عبدالملك الحوثي –يحفظه الله- المخرجَ مما نحن فيه بقوله: “ليس لنا مخرج إلا بالعودة إلى الله، والعودة إلى كتاب الله، والعودة إلى رسوله عودة المستبصرين والواعين والمتفهمين”.

ويبين أن من يتجاهلون ولا يهتمون هم من “سيخسرون، إنهم من سيبقون في هذه الحياة الدنيا أذلاء ومهانين ومُستعبدين للطواغيت، ثم يكون مصيرهم في الآخرة هو جهنم، فيجمعون بين شقاء الدنيا وعذاب الآخرة”.

وذكّر السيد بنقطة محورية في بداية الخروج مما عليه المسلمون من ذل وهوان، ومن هو الأجدر بحمل رسالة الرسول –صلى الله عليه وآله-، وأكمل –رضوانُ الله عليه-: “إن الأصوات الصادعة بالحق، والجهود التي تهدف إلى إيقاظ الأمة، وإلى إعادتها إلى مصدر عزتها وقوتها، وإلى الله وإلى الدين، إعادتها إلى المستوى اللائق بها كأمة عزيزة، مجتهدة صابرة، هذه الجهود هي امتدادٌ لجهود رسول الله، وهذا ما كان يسعى إليه رسولُ الله –صلى الله عليه وآله-“.

 

الإسلام مكتوب له الغلَبة:

ومن أسباب الذل الذي تعيشه الأمةُ، الشعورُ عند بعض المسلمين بأنهم دائماً في مشاكلَ ولا يستطيعون أن ينتصروا أو يغلبوا أعداءَهم، فتراهم يسارعون في تثبيط المؤمنين، لكنَّ السيّدَ يرد على هذه الفئة بالتأكيد على أن الإسلام “مكتوب له الغلبة، مكتوب له الظهور، مكتوب له الانتصار حتى لو كره المشركون، لو حاربوا، لو مكروا، لو دمروا، لو سجنوا، لو فعلوا ما فعلوا، فإن كلَّ جهودهم في مواجهة هذا الدين ستبوء بالفشل؛ لأن اللهَ سبحانه مع هذا الدين”.

وأضاف: “الله هو الملكُ المهيمن، الله القاهر، الله الغالب، لا تظنوا أبداً أن رسول الله مسكين، وليس بجانبه أحد، هذا الدين بجانبه الله، وراءه الله ناصراً ومعيناً، وتكفّل الله بنصرة رسوله وأوليائه”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا