صحيفة الحقيقة العدد”277″: متابعات لأهم ما تناولته الصحافة الغربية عن اليمن
وكالة “أسوشيتد برس” :اتفاقات سرية بين السعودية و’القاعدة’ في اليمن
كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية أن تحالف العدوان السعودي على اليمن عقد اتفاقات سرية مع تنظيم “القاعدة” الارهابي في اليمن، مشيرًا إلى أنه دفع أموالا للتنظيم مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق في البلاد.
وأفاد تحقيق استقصائي للوكالة أن فصائل مسلحة مدعومة من التحالف جندت مسلحي تنظيم “القاعدة” في اليمن، وتم الاتفاق على انضمام 250 من مقاتليه لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا في محافظة “أبين” جنوبي البلاد.
وذكرت الوكالة أن هذه الاتفاقات تمت بعلم أميركي وأمّنت انسحاب بعض مسلحي “القاعدة” مع العتاد الذي نهبوه من بعض المدن، من بينها المكلا جنوبي اليمن وسبع مناطق في محافظة أبين ومدينة الصعيد بمحافظة شبوة.
واستند تحقيق “أسوشيتد برس” الى تقارير ميدانية ومقابلات مع أكثر من عشرين مسؤولا، بينهم قياديون أمنيون يمنيون وزعماء قبائل ووسطاء وأعضاء سابقون في تنظيم “القاعدة”.
وخلص التحقيق إلى أن انسحاب مقاتلي التنظيم تم في العديد من المرات دون قتال، بل مقابل أموال، وهو ما يخالف ادعاء التحالف في العامين الماضيين أنه ألحق هزائم حاسمة بتنظيم “القاعدة” في اليمن أفقدته معاقل أساسية له، فقد أبرم التحالف بقيادة السعودية اتفاقات سرية تم بموجبها دفع أموال لمقاتلي القاعدة مقابل مغادرة مدن وبلدات.
وكشف خمسة مسؤولين أمنيين وحكوميين يمنيين وأربعة وسطاء قبليين بمحافظة أبين أن اتفاقا أبرم في أوائل عام 2016 قضى بإدماج عشرة آلاف مسلح قبلي -منهم 250 من تنظيم القاعدة- في قوات الحزام الأمني في أبين، وهي قوات تدعمها الإمارات.
وأبرم اتفاق آخر في فبراير/شباط 2016 يقضي بانسحاب القاعدة من مدينة الصعيد بمحافظة شبوة مقابل أموال لمقاتلي التنظيم، بحسب ما ذكره مدير أمن شبوة عوض الدهبول ووسيط ومسؤولون حكوميون يمنيون.
وكالة “أسوشيتد برس” أفاد أن هذه الاتفاقات والأموال المدفوعة تساعد تنظيم “القاعدة” على الاستمرار في القتال، فيما أكدت أطراف رئيسية في الاتفاقات السرية المبرمة إن أميركا على علم بهذه الصفقات.
وذكر تحقيق الوكالة أن المجموعات المسلحة التي يدعمها التحالف باليمن جندت العديد من مقاتلي “القاعدة” ليصبحوا في صفوفها بالنظر إلى القدرات التي يمتلكونها في ساحة الحرب، فقد حصل قيادي يمني مؤخرا على 12 مليون دولار من الرئيس اليمني الفارّ عبد ربه منصور هادي مقابل القتال معه، وهذا القيادي ينتمي إلى تنظيم “القاعدة” وفق ما ذكره أقرب مساعديه لـ”أسوشيتد برس”
صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية: إسرائيل تدخل الحرب اليمنية” والفشل السعودي في حرب اليمن لا مثيل له في التاريخ
تحت العنوان أعلاه، كتب رافيل مصطفين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول إعلان تل أبيب أنها ستدخل المعركة في حال تجرأت إيران على إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب أمام الملاحة العالمية.
وجاء في المقال: يبدو أن الحرب المستمرة في اليمن منذ العام 2014 قد استنفدت الكثير من الموارد البشرية والمادية التي كان من المتوقع أن تتقلص بحلول اليوم، لا سيما مع عدم توقع أن يحقق أي من الطرفين انتصارا ساحقا في الأفق المنظور. من أيام قليلة، عبّرت إسرائيل عن استعدادها للانضمام إلى التحالف الدولي.
فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمته أمام عرض عسكري في حيفا، إن إسرائيل ستشارك في العملية العسكرية لفك الحصار عن مضيق باب المندب. وأضاف: “إذا حاولت إيران إغلاق باب المندب فإنني متأكد من أنها ستواجه تحالفا دوليا مصمما على عدم السماح بذلك.. سيشمل هذا التحالف دولة إسرائيل بقواتها المسلحة”.
إلا أن طهران أنها لن تغلق مضيق باب المندب ولم تدع الحوثيين لفعل ذلك. أما بالنسبة للمسار الآخر الذي يمر عبر مضيق هرمز، فقد هددت إيران مرارا بإغلاقه. الأسباب التي تجعل الحوثيين والإيرانيين يهددون بإغلاق المضيقين مختلفة.
ليس من قبيل المصادفة أن إسرائيل، التي تفضل عادة عدم التورط في النزاعات بين الدول العربية أو بين الشيعة والسنة، أعلنت عن استعدادها ليس لمجرد دعم أحد طرفي النزاع، معنويا أو سياسيا أو ماليا، إنما وإرسال قواتها، حتى وقت قريب، لم يكن أحد يتخيل ذلك. أما اليوم، فتعلن إسرائيل ذلك على الملأ، ما يعكس تغيرات عميقة في العلاقات العربية الإسرائيلية، يمكن أن يعقبها انفراج دبلوماسي. في الحقيقة، إسرائيل تعني ائتلافا آخر، قد يتشكل، إذا تجرأت إيران على التعدي على حرية الملاحة في المنطقة.
من الصعب القول كيف ستتطور الأحداث في اليمن وحولها. فأي شرارة، سواء كانت إهانة شخصية ما، أو تصرفا غير مدروس، يمكنها بسهولة تفجير الوضع أو إطلاق نوع من التفاعل المتسلسل الذي لا يمكن إيقافه.
موقع إنترسبت: “السعودية” تنتهك قوانين الحرب في اليمن
أكّد موقع “انترسبت الأمريكي” أن “السعودية” متورّطة باستهداف المدنيين في اليمن عبر الغارات الجوية التي تنفذها حيث تنتهك بذلك قوانين الحرب التي تقضي بتحييد المدنيين أثناء الحروب بحسب الموقع. وأوضح خبراء في التقرير الذي نشره الموقع الأمريكي أنه جرى الاستطلاع على تقرير استخباراتي يصف بدقّة وتفصيل إحدى الغارات السعودية التي تستهدف المدنيين وهي غارة 14 مايو الماضي التي راح ضحيتها أسرة تتكون من تسعة أطفال بمحافظة صعدة، ولفت الخبراء إلى أن هذه الغارة تنتهك قوانين الحرب بشدّة. التقرير بيّن أن المسؤولين السعوديين فشلوا في أخذ الإجراءات اللازمة لتفادي قتل المدنيين وإصابتهم باعتبار أن ذلك يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الانساني الدولي المألوف فضلاً عن فشلهم في التحقق من الأهداف المنشودة. وأضاف الخبراء إنه “إذا لم يطلب الضباط معلومات استخباراتية لتحديد ما إذا كان الهدف الذي قُصف ذا طبيعة عسكرية، فإن ذلك يُعتبر مخالفة أكيدة لمبدأ الحيطة والحذر”. وذكر التقرير الاستخباراتي أن الولايات المتحدة متورّطة أيضاً في العمليات العسكرية التي تشنها “السعودية” ضد المدنيين في اليمن، إذ أن الوجود الأمريكي كثيف في مراكز العمليات السعودية علاوةً على تزويد واشنطن للرياض بالذخيرة والمقاتلات والصيانة والتدريب والأسلحة المساعدة في تهديد الأهداف وتزويد المقاتلات بالوقود في الجو لتنفيذ غاراتها مؤكداً أن مشاركة واشنطن في التحالف السعودي يعتبر مباشر أكثر من أي حملة جوية في الخارج في التاريخ الحديث.
موقع “لوبلوغ”: “السعودية” تستعين “ببلاك ووتر” في الداخل والخارج
في سابقة من نوعها كشف موقع “لوبلوغ” الأمريكي أن “السعودية” والإمارات تستعينان بمقاتلين من مؤسسة “بلاك ووتر” سيئة الصيت منذ بداية الحرب على اليمن عام 2015. موقع “لوبلوغ” المعني بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، أكد أن الإمارات و”السعودية” يستعملان “جيشاً خاصاً من المتعاقدين” في حرب اليمن، وأن الإمارات نشطت منذ بداية الحرب في توظيف “مقاولين عسكريين” في اليمن وليبيا، نظراً لضعف قدراتها العسكرية الذاتية. وبحسب الموقع الأمريكي أصبحت “بلاك ووتر” منذ سنوات شريكاً أساسيا للإمارات و”السعودية” داخلياً وخارجياً، لافتاً إلى أن الدولتين عزّزتا التعاون مع مرتزقة المؤسسة خلال سنوات الربيع العربي جراء خوف الرياض وأبوظبي من انتقال المظاهرات إليهما ثم تعزّز أكثر مع بداية حرب اليمن. الموقع الأمريكي كشف أيضاً أن الإمارات وظفت برنس لأغراض دفاعية في ظاهرها، لكن الأحداث التالية خصوصاً في اليمن وليبيا أظهرت أن اعتماد الإمارات على المتعاقدين الأجانب لأغراض عسكرية واستخبارية ذهب أبعد مما كان يعتقد. ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، كانت الإمارات قد أرسلت 450 مرتزقاً من أميركا اللاتينية (بنما والسلفادور وتشيلي وكولومبيا) إلى اليمن عام 2015، ثم عاد وارتفع العدد لاحقاً إلى أكثر من 1500 عنصر. وبدأت الرياض بنسج علاقات وطيدة مع المؤسسة، شهدا تطوراً خاصاً مع صعود محمد بن سلمان، إذ استعانت بمؤسس “بلاك ووتر” إيريك برنس وشركاته الأمنية لتوفير مقاتلين من أجل حربها في اليمن، في محاولة لحسم الحرب بحسب تقارير إعلامية واستخباراتية. صحيفة “إل تمبو” الكولومبية بيّنت في 2016 أن أربعمئة عنصر من “بلاك ووتر” يقاتلون في بعض الجبهات باليمن لمصلحة القوات السعودية، وأن بعضهم قتل بالمعارك خاصة في تعز، فيما انتقل عدداً إلى الرياض بطلب مباشر من محمد بن سلمان للقيام بمهمات خاصة كان أبرزها المشاركة في اعتقال الأمراء والمسؤولين في فندق “ريتز كارلتون” بالرياض، وفق صحيفة “ديلي ميل” البريطانية. بدوره كشف “العهد الجديد” في يوليو 2017 أن 150 مرتزقاً من “أكاديمي” وصلوا كمجموعة أولى إلى “السعودية” بموجب عقد بلغت قيمته نحو مليار دولار، بعد أسبوع واحد من عزل ولي العهد السابق محمد بن نايف، ليصل العدد لاحقاً إلى نحو ألف شخص. وتنفق الرياض على مرتزقة من أميركا الجنوبية وجنوب أفريقيا في حرب اليمن، نحو خمسة مليارات دولار ضمن نفقات أخرى كما جاء في تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية. وتُعرف “بلاك ووتر” بارتكابها لجرائم وعمليات قتل فاضحة في العراق عقب الغزو الأمريكي، وفي حين تعرضت لضغوطات من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عان 2009، تمكنت فيما بعد من إعادة نشاطها تحت مسميات أخرى منها “أكاديمي”.
فورين بوليسي: أمريكا شريكة في الحرب على اليمن وجرائم التحالف
يقول الكاتب ميكاه زينكو إن الولايات المتحدة متواطئة بارتكاب جرائم في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، في أعقاب غارة على حافلة ببلدة في صعدة (شمالي اليمن) راح ضحيتها 54 مدنيا، من بينهم 44 طفلا.
ويوضح الكاتب في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية أن مشاركة الولايات المتحدة في هذه الحرب بدأت في 25 مارس/آذار 2015، وذلك عندما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سمح بتوفير الدعم اللوجستي والاستخباري للعمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف بقيادة السعودية في اليمن دون معرفة أهدافها.
وكانت السناتورة الديمقراطية كريستين غليبراند سألت قرب نهاية جلسة استماع لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس في اليوم التالي قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستين عن الهدف النهائي لهذه الحرب وتقدير احتمالات نجاحها؟ ليجيب بأنه لا يعرف الأهداف المحددة للحملة السعودية، وبالتالي فإنه لا يستطيع تقييم احتمالات نجاحها.
ويضيف الكاتب أن لهذه الحرب نتائج كارثية؛ تمثلت في سلسلة من جرائم الحرب كالتي تم ارتكابها مؤخرا، حيث قامت الطائرات الحربية السعودية باستخدام الذخيرة الحية الأميركية في قصف حافلة تقل تلاميذ؛ مما أسفر عن مقتل العشرات من أطفال المدارس اليمنيين.