21 سبتمبر .. حين تكون الثورة من أجل بناء الذات والنهوض بالوطن

 

مثلت ثورة 21 سبتمبر 2014م التي نحتفي بعيدها السادس، نقطة تحول تاريخية لمسار يمني جديد عنوانه الكرامة والحرية واستقلال القرار ونهاية زمن الوصاية وحكم السفراء ووكلاء السعودية في اليمن.

ويحتفل الشعب اليمني بهذه المناسبة رغم العدوان والحصار وصعوبات بالغة التعقيد في ظل وعي شعبي ووطني يتسم بالنظرة الثاقبة إزاء هذه التحديات باعتبارها مخاض حتمي للاعتماد على الذات في بناء وطن عاش عقوداً من الزمن مسلوب القرار والإرادة.

ورسمت ثورة 21 سبتمبر الطريق الصحيح لمواجهة التحديات بعد أن لفظت قوى الفساد والعمالة والتآمر وسلطة الانتفاع والمصالح أنفاسها حاملة معها وقائع وشواهد عملية لإسقاط مشاريع الهيمنة والفوضى وتقسيم اليمن ورفض التبعية والخنوع والاملاءات التي تكرس التدخلات والوصاية على القرار اليمني.

ومنذ ولادة ثورة 21 سبتمبر ورغم التحديات التي واجهتها فقد تحقق للوطن مكاسب أثمرت في انتشال وضع البلاد من أيادي العابثين والقضاء على بؤر الإرهاب والاختلالات الأمنية وسقوط دعاة الفتن والتكفير وفضح وتعرية مشاريعهم الفوضوية التدميرية.

وما يميز ثورة الشموخ والكرامة اليمنية 21 سبتمبر، أنها انطلقت لتحمل في طياتها مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير في المجال الصناعي والزراعي والتصنيع العسكري، وأسقطت في زمن قياسي هوامير السلطة والمال والفساد الذين أجهضوا تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وجثموا على صدر الوطن واستغلوا بساطة عامة الشعب.

ويصف مراقبون ثورة 21 سبتمبر بصرخة شعب ضد الظلم والإستئثار بمقدرات البلاد ولم يشوبها أي تدخل خارجي .. معتبرين إنجازاتها على المستوى السياسي والعسكري والتلاحم الشعبي نجاح حقيقي لليمن، أربك تحالف العدوان وسد الأبواب أمام كافة أشكال المؤامرات وقطع الطريق على العملاء والمرتزقة لإعادة اليمن إلى مربع الوصاية من جديد.

وعلى مدى ستة أعوام أخفق تحالف العدوان في كسر عنفوان الثورة وإعادة نفوذ السفارات رغم وحشية الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني، وقوبل الحصار والانتهاكات السافرة بصمود يمني أسطوري تحطمت على صخرة بأسه، مؤامرات وحقد النظام السعودي وأدواته.

وعكست ثورة 21 سبتمبر خلال سنواتها الست، إرادة يمنية لا تقهر وتحولات كبرى في صناعة مفردات المشهد السياسي في اليمن وانعكاساته على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وانكشفت لشعوب العالم فصولا من القبح والإرتزاق والمتاجرة بدماء المدنيين في ارتزاق لم يشهد له التأريخ مثيل.

وضرب اليمنيون أروع نماذج الصمود في كسر زحوفات العدوان وعملائه ومرتزقته وتلقين مملكة الشر والإجرام أقسى الصفعات وتعرية زيفها وبيان حقيقتها الإرهابية لتهوى في مستنقع السقوط الأخلاقي وفي دوامة الابتزاز الأمريكي الامبريالي العالمي.

ويشكل انتصار ثورة 21 من سبتمبر المجيدة إنجازاً حقيقياً لكل أبناء الشعب اليمني، إذ مثلت تحول مفصلي في تاريخ اليمن على المستويين الوطني والدولي، أعادت للوطن سيادته واستقلاله وانتصرت لكل الأحرار والشرفاء الذين قدموا التضحيات في بناء الدولة اليمنية القوية واسترجاع مكانتها الطبيعية بين سائر شعوب العالم.

………………………………………………

المصدر: وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”

قد يعجبك ايضا