21سبتمبر..الصمود واستمرار التحدي..بقلم/أحمد يحيى الديلمي
ها هي الساعات والأيام والشهور والأعوام تمر بسرعة لتنقضي سبعة أعوام من عمر الثورة المباركة، ومعها تنصرم أيام العدوان ليكتمل العام السابع بعد شهور بما مثله هذا العدوان الهمجي السافر من حقد وبغضاء على اليمن واليمنيين ، مع أنه انطلق تحت غطاء وهمي سَمّوه الشرعية المزعومة ، إلا أن الوجع الكبير والضرر الفادح الذي أحدثه العدوان تفاقما ، بالمقابل لا يزال الشعب اليمني يجسد الإرادة الفولاذية في الصمود والتحدي ، وعلى مدى الأعوام الماضية استطاع أن يُسقط الخطط الجهنمية ويدحر المؤامرات الغادرة التي وضعت من أكبر الخبراء العسكريين في العالم ، كيف لا ومصدرها أمريكا وبريطانيا إلى جانب الكيان الصهيوني ، مع ذلك أسقط هذه الحرب الكونية وحقق انتصارات ومعجزات أذهلت العالم ، خاصة أنه في خضم المعركة استطاع أن يضع استراتيجية عملية أسهمت في تطوير قدرات الجيش اليمني و اللجان الشعبية ومكنتهم من مواجهة أعتى الأسلحة الفتاكة بأسلحة مطورة ومصنعة محلياً وبهمم الرجال الذين بذلوا المهج والأرواح فداءً لهذا الوطن .
بحسبة بسيطة يمكن لأي متابع صادق حر يمتلك سلامة القول وإرادة الفعل أن يكتشف الغفول الكبير الذي لا يزال يُصيب العالم ، ويجعله يستسلم لأفكار ظلامية يروج لها الإعلام المعادي تارة في سياق الحرب النفسية وأخرى بهدف الإرجاف والتهويل والتأثير على إرادة الإنسان اليمني، وفي ظل المكيدة وعدم القدرة على الإحاطة بعناصر القضية اليمنية بفعل السقوط الكبير في مستوى وعي البشر وإدراكهم لما يجري في اليمن ، إلى جانب الإنفاق المهول من قبل دولة العدوان المباشرة وهي السعودية ، مع ما رافق ذلك من تثقيف خاطئ عبر إعلام المعتدين الذي يروج لأكاذيب هستيرية ويتخبط في حالة تشبه الجنون لأن المعتدين عجزوا عن تحقيق الغايات التي أعلنوا عنها في بداية العدوان وانطلق من أجلها ، لذلك يتم ترويج الأكاذيب في محاولة بائسة للتأثير على قوة الشعب اليمني وتماسكه وصمود أبنائه ، ومع أنه استخدم كل شيء- مرتزقة الحرب وشركات تمويل المرتزقة والمتاجرين بأجسادهم البائعين لها في سوق النخاسة ، كلهم حاول العدو الاستفادة منهم لقهر اليمنيين والتأثير عليهم، ومن ثم فإن عناصر التشخيص وأدلة التصوير والوصف الدقيق لما يجري في اليمن كلها تؤكد أن اليمنيين جميعاً التفوا حول القيادة السياسية منذ انطلق المسار بعنوانه الجمعي المتمثل في الرئيس الشهيد صالح الصماد “طيب الله ثراه” والمجلس السياسي الأعلى ما جعل ما سُمي بالتحالف العربي يتبعثر وتتمزق شظاياه باستثناء رأس حربة العدوان وهي السعودية التي دعمتها أمريكا بدويلة الإمارات كي لا تظل وحدها في الميدان ، مع أنهم جميعاً ينفذون إرادة ورغبات المستفيد الأول من الحرب وهي أمريكا وبريطانيا ودولة الكيان الصهيوني ، وهم مجرد أدوات لتحقيق غايات هذه الأنظمة المتغطرسة ، أي أن هذا العدوان لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بتلك الذرائع والمبررات المعلنة على الملأ ، لأنه بعد هروب الدنبوع هادي سقطت الشرعية تماماً ، بل أنها من الأساس غير شرعية والعالم يعرف هذه الحقيقة ، خاصة ما حدث في الفترة الأخيرة من ذلك الزمن المخيف ، الذي تم فيه تتويج هادي عبر آلية غير شرعية وطرف غير مؤهل وهو مؤتمر الحوار الذي لا يمتلك أي حق في هذا الجانب ، فالذي عينه هو هادي وكيف يمكن لمعينين أن ينتخبوا رئيس دولة ويقهروا إرادة الشعب ، لكن الخطوة كانت مدعومة من أمريكا وبقية الدول المستفيدة من هذا العدوان ، أي أن شماعة الشرعية سقطت منذ البداية ولا وجود لها إلا في إذهان المرتزقة والعملاء الذين لجأوا إلى السعودية وأصبحوا مشتتين في دول كلها ترعى وتدعم حركة الإخوان المسلمين ، ومع أن الشعب كل الشعب اليمني الأرض والإنسان تعرضا لحرب إبادة شاملة تم التخطيط لها منذ زمن مبكر ، بالنسبة للسعودية استندت إلى عصبية جاهلية أكدت أن أمن واستقرار مملكة آل سعود لن يستقيم ولن يصلح إلا مع بقاء اليمن مُمزقاً والحكام فيه خاضعين أذلاء منقادين لإرادة هذا الكيان الطارئ على الحياة.
واليوم ونحن صامدون للعام السابع أمام هذا العدوان فإننا نطالب دول العالم أن تحترم إرادة الشعب اليمني وتراعي كرامة وعزة أبنائه واستقرار أرضه ، وأن تترك للشعب حق اختيار القيادة التي يتطلع إليها والقادر على حفظ السيادة والأمن والاستقرار كأهم شيء يطمح إليه ومساعدته على إرساء قواعد الدولة العادلة التي تمكنه من القيام بدوره في صنع التقدم الحضاري الإنساني ، وإذا تقاعس العالم عن هذا الدور فإنها ستكون وصمة عار في جبينه وسيلعنه التاريخ على هذا الموقف الهزيل المتخاذل ، أما اليمن فإنها عصية على الطغاة المستبدين وكل يوم يمر من العدوان يزداد الصمود وتزداد القدرات الكفيلة بصد أي عدوان همجي سافر ، فها هي الأيام تُثبت أن اليمن لا يمكن أن تنكسر خاصة بعد أن استخدموا كل شيء، الإرجاف والتهويل الإعلامي ، الحصار الاقتصادي، إلى جانب العدوان العسكري المباشر ، وكلها لم تجد نفعاً ولا يزال اليمنيين يزدادون مع الأيام صموداً وتحدياً ويتصدون ببسالة لهذا المعتدي الهمجي ، وبإمكانهم تحقيق النصر الحاسم على هذا العدوان الممنهج المدعوم من معظم دول العالم ، خاصة في ظل الاصطفاف الجماهيري الكبير والاستعداد الدائم لدعم ومساندة المجاهدين في الجبهات من يخوضون الملاحم البطولية وحلقات الجهاد المقدس للدفاع عن اليمن الأرض والإنسان .
من هنا ومن هذه النقطة بالذات يمكن للعالم أن يبحث عن السلام الحقيقي الذي يضمن لليمنيين حياة حرة كريمة ، وللوطن استقلالاً وسيادة ، ودون الالتفات إلى هذه الحقائق فإن ما يسمى بسلام سيظل مجرد مزاعم تطلقها نفوس مريضة ، وأخرى تذرف دموع التماسيح على السلام ، وهي لا تدري أين موقعه ، اللهم هل بلغت؟! اللهم فأشهد.. والله من وراء القصد ..